«الإمارات لرواد الفضاء» يستعد لاختيار رائدين جديدين من الدفعة الثانية قريباً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستعد مركز محمد بن راشد للفضاء، خلال الفترة القريبة المقبلة، للإعلان والكشف عن هوية رائدي الفضاء الإماراتيين الجديدين من متقدمي الدفعة الثانية، اللذين سيتم اختيارهما من بين 4 متأهلين نهائيين حاليين، بعد إجرائهم اختبارات المرحلة النهائية التي تقيس الجانب النفسي، ومدى جاهزيتهم للعمل ضمن فريق واحد، فيما سينضم من سيقع عليهما الاختيار إلى رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ليصبح لدى الإمارات 4 كوادر يؤسسون لفريق وطني متكامل.

مرحلة نهائية

ويجري المركز الاختبارات النفسية للمرشحين الـ 4 المتأهلين إلى المرحلة النهائية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء الدفعة الثانية لاختيار 2 منهم، حيث تم اختيارهم من بين 14 مترشحاً، وهم 9 ذكور و5 إناث، نال 9 منهم شهادة البكالوريوس، و4 درجة الماجستير، فيما حصل مرشح واحد على شهادة الدكتوراه، بينما تنوعت خلفياتهم العلمية والأكاديمية، حيث بينهم 4 يعملون بقطاع الطيران، و9 مهندسين، ومرشح متخصص في علم القياس.

من جهته أوضح حميد أديب الشرهان، من مكتب رواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، أنه في هذه المرحلة النهائية تم العمل على برنامج مخصص لقياس مستوى العمل كفريق ضمن مجموعة لدى المرشحين، وكيفية حل المشكلات بشكل بناء، فضلاً عن مهارات اتخاذ القرارات ووضع الإجراءات وإدارة الأعمال وتنظيمها ومرونتها.

لافتاً إلى أن الاختبارات النفسية، شملت أيضاً مهارات القيادة والمساندة، فيما تأتي هذه المرحلة من الاختبارات بالتعاون مع «طيران الإمارات»، لاختيار الأكفأ لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء الدفعة الثانية.

خبراء متخصصون

وجرت مرحلة التقييم الأخيرة للمترشحين الـ 14 على أيدي لجنة مكونة من نخبة من المتخصصين في مركز محمد بن راشد للفضاء، من بينهم رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، بجانب رائدي الفضاء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا آن ماكلاين، وجيسيكا ماير.

فيما من المخطط أن ينضم رائدا الفضاء من الدفعة الثانية إلى برنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021»، ضمن اتفاقية تعاون مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، ليتم تدريبهم في مركز جونسون للفضاء التابع لـوكالة «ناسا».

 وسيخضع رائدا الفضاء الجديدان لخطة تدريبية داخل الدولة مبدئياً للتأكد من جاهزيتهما، لخوض تجربة التدريبات مع رواد فضاء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، فيما يستكمل المنصوري والنيادي تدريباتهما الاحترافية المتقدمة حالياً في المركز ذاته، والتي تؤهلهما لتشغيل محطة الفضاء الدولية، والقيام بأبحاث علمية ومهام في الفضاء الخارجي تعود بالنفع على البشرية.

اختبارات مهمة

وتلقى برنامج الإمارات لرواد الفضاء 4305 طلبات للالتحاق بالدفعة الثانية من البرنامج، بزيادة قدرها 7% عن طلبات الدفعة الأولى، والذي بلغ عدد المتقدمين لها 4022 إماراتياً.

فيما تم تصفية مترشحي الدفعة الثانية إلى 2099 طلباً بناء على معايير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، التي اعتمدت في تقييمها على الخلفيات الأكاديمية والعلمية، حيث خضع المتقدمون لتقييمات تضمنت اختبار الذكاء العالمي، والمهارات الشخصية، والتقييمات المتخصصة، تم من خلالها اختيار أفضل 1000 متقدم.

وضمن المرحلة الثانية من الاختبارات، جرت عملية تقييم للمرشحين الألف، حيث استقرت لجنة التقييم على ترشيح 122 متقدماً بعد عمليات التقييم، لإخضاعهم للمقابلات الافتراضية الشخصية، والتي تم من خلالها فرز هؤلاء المرشحين عبر إخضاعهم لاختبارات، تقلصت بنهاية هذه المرحلة بناء على نتائج المقابلات الافتراضية الشخصية، ومن ثم اختيار المرشحين الأنسب بينهم، الذين تم تصفيتهم إلى 61 مرشحاً.

فحوصات متعددة

ومع بدء المرحلة الثالثة من اختبارات المترشحين، أجرى مركز محمد بن راشد للفضاء، الفحوصات الطبية المتقدمة للمرشحين الـ 61 للمرحلة قبل النهائية، التي تضمنت فحوصات طبية أولية وفحوصات متقدمة، ليتم تصفيتهم إلى 30 مرشحاً انتقلوا بعدها إلى المرحلة الأخيرة لاختيار منتسبي الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء.

والتي بدأ المركز فيها عمليات فرز تم فيها إخضاع المتقدمين الـ 30 إلى مقابلات أولية ونهائية، حيث تم اختيار 14 مرشحاً منهم بعد اجتيازهم المقابلات الأولية ضمن المرحلة الأخيرة، وصولاً لاختيار الأربعة متأهلين الحاليين، ومن ثم اختيار اثنين نهائيين ليتم إعلانهما رائدي فضاء إماراتيين جديدين.

وتميزت المرحلة الأخيرة من الاختبارات بعمليات تقييم على مستوى احترافي متقدم، حيث يتم تقييم المرشحين من قبل رواد الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، بجانب رائدي فضاء من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا هما آن ماكلاين، وجيسيكا ماير، وهو ما يُضيف بعداً آخر يرفع من كفاءة عملية التقييم والاختيار.

رحلات فضاء

وسينضم رائدا الفضاء الجديدان إلى المنصوري والنيادي للاشتراك ببرنامج «ناسا لرواد الفضاء لعام 2021» والتدريب بمركز جونسون للفضاء الذي يعتبر أحد أكبر المراكز المتقدمة في العالم، ويتم فيه التدريب على رحلات الفضاء البشرية والبحوث والتحكم في رحلات الفضاء، وتدريب الطواقم على القيام بمهام في المدار المنخفض.

وذلك بواسطة نظام مشروع المحاكاة التماثلية لأبحاث الاستكشاف البشري، وهو مشروع يبحث في كيفية تعامل البعثات مع فترات العزلة القصوى فيما سعت الإمارات من خلال شراكاتها هذه مع وكالات الفضاء الدولية، إلى الريادة العالمية، ووضع بصمة في مجال استكشاف الفضاء، تعكس المكانة التي وصلت إليها الإمارات وسط الكيانات الدولية في قطاع الفضاء، وخاصة فيما يخص استهدف إعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف على أعلى المستويات العالمية.

تدريبات متقدمة

وبدأ رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي، البرنامج التدريبي المتقدم في مركز جونسون منذ فترة، حيث يخضعان إلى البرامج التدريبية نفسها التي يخضع لها رواد «ناسا»، وسوف تقوم مجموعة تدريبات «ناسا» بإعداد رواد الفضاء الإماراتيين على المستوى الجسدي والنفسي لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.

ويشمل برنامج التدريبات نفس وحدات ومكونات تدريبات رواد ناسا للفضاء، لتأهيلهم لإدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدريب على مهمات السير الفضائي خارج المحطة، والبقاء لفترات طويلة في المحطة الدولية.

والتدريب على جوانب عدة في نطاق العمليات التي تتم على متن محطة الفضاء الدولية، بما في ذلك التعامل مع أنظمة المحطة والتحكم في الروبوتات، ودورات T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية في محطة الفضاء الدولية.

مكانة عالمية

وأتم المنصوري والنيادي العديد من التدريبات المهمة بينها تدريب على المهمات الروتينية التي يقوم بها الرواد على متن محطة الفضاء الدولية في مركز جونسون للفضاء، والتي تؤهلهما ليصبحا مشغلين للمحطة، فيما شملت التدريبات الروتينية، تشغيل والتعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية.

فيما تساعد هذه التدريبات المتقدمة الرائدين للقيام بمهمات طويلة في محطة الفضاء الدولية تتعدى 6 أشهر، فضلاً عن إجراء كافة مهمات رواد الفضاء المحترفين، والتي تشمل الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها على متن المحطة الدولية.

دفعة أولى

وستمتد تدريبات رواد الفضاء الإماراتيين الأربعة في مركز «جونسون» للفضاء بين عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة، وتتضمن التدريب على طائرة «تي 38»، واستخدام الروبوتات، فضلاً عن التدريبات النظرية والعملية، بالإضافة إلى مهمات السير في الفضاء، ودورات حول المهارات القيادية، والتدريب على التعامل مع أنظمة محطة الفضاء الدولية في «القسم الأمريكي»، وصولاً إلى تمارين النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة.

وحظت الدفعة الأولى من برنامج الإمارات لرواد الفضاء بإقبال كبير، حيث بلغ عدد المتقدمين للبرنامج في نسخته الأولى 4022 شخصاً، فيما كانت نسبة الفتيات 34%، وبلغ عمر أصغر متقدم 17 عاماً، والأكبر 67 عاماً، ووصل عدد تخصصات المتقدمين إلى 38، شملت الهندسة، الطيران، الطب، القطاع العسكري، وإدارة الأعمال، حيث تم ترشيح 95 شخصاً تم اختيار 39 منهم في مرحلة لاحقة، ووصلوا إلى 18 مترشحاً ثم 9، وصولاً للإعلان عن اسمي المنصوري والنيادي اللذين أصبحا أول رائدي فضاء إماراتيين.

 
Email