طموح زايد يتحقق

أبناء الإمارات يعانقون الفضاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سخّر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، جميع الإمكانات في خدمة وطنه وأبناء شعبه بكل تفانٍ وإخلاص، وحرص على الاستثمار في أبناء الإمارات وبناء كوادر وطنية تتسم بكفاءة عالية في شتى القطاعات، لتصبح الركيزة الأساسية في نهضة الدولة وتقدمها وتحقيق انجازات تخطت المنطقة وتجاوزت الحدود الجغرافية وأصبحت الدولة تنافس عالمياً الدول المتقدمة.

حيث استطاعت أن تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية في العديد من المجالات، واستطاع أبناء الإمارات تحويل حلم وطموح الشيخ زايد في مجال الفضاء إلى حقيقة أدهشت العالم أجمع، ووضعت الإمارات في صلب الخارطة العالمية لاكتشاف الفضاء.

وتحفل مسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بالعديد من الإنجازات الكبيرة يتصدرها اتخاذه أولى الخطوات لدخول دولة الإمارات قطاع الفضاء، واتسم الشيخ زايد بنظرة شمولية وفكر نير وبعد نظر، وامتلك نظرة ثاقبة تجاه العلم والمعرفة وبناء الإنسان.

اهتمام

وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مهتماً في مجال الفضاء بشكل كبير، حيث قال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «إن رحلات الفضاء يفخر بها كل إنسان على وجه الأرض، لأنها تجسد الإيمان بالله وقدرته...

ونحن نشعر كوننا عرباً بأن لنا دوراً عظيماً في هذا المشروع وفي هذه الأبحاث، وفخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء، بفضل القواعد التي أرساها العلماء العرب منذ مئات السنين، ونأمل أن يعم السلام ويدرك البشر الأخطار، التي تهددهم بسبب التأخر».

بصيرة نافذة

أدرك المغفور له الشيخ زايد بحكمته ونفاذ بصيرته الأهمية المستقبلية لهذا القطاع الحيوي فكان يستقبل رواد الفضاء وهذا ما أكده في تصريح على هامش استقباله رواد فضاء بعد رحلة قاموا بها إلى القمر ضمن برنامج «أبولو» مؤكداً «أن الاكتشافات العلمية في قطاع الفضاء تبشر بمستقبل واعد للعلم والعلماء والبشرية».

وحرص الشيخ زايد على استقبال أصحاب الإنجازات العلمية وتكريم منجزيها وتقديم الدعم والنصح والإرشاد لهم. فقبل أكثر من 4 عقود استقبل الشيخ زايد الدكتور فاروق الباز الذي كان يعمل مديراً للمتحف الأمريكي الوطني لرحلات الفضاء آنذاك، ومعه رائد الفضاء الأمريكي جيمس إروين، أحد رواد الفضاء الأمريكيين الذين قاموا برحلات إلى القمر أثناء برنامج أبولو، كان ذلك في عام 1974.

وآنذلك أثنى المغفور له، على ذلك الإنجاز الذي يعتبر أكبر إنجاز حققه الإنسان حين وطئت قدماه سطح القمر، وأهدى رائد الفضاء إروين لوحة تذكارية للمركبة أبولو وهي جاثمة على سطح القمر.

طموح زايد

وبعد ذلك بسنتين وتحديداً في 12 فبراير من عام 1976 استقبل الشيخ زايد بقصره في منطقة البطين بأبوظبي وفد رجال الفضاء الأمريكي الذي ضم ثلاثة رواد فضاء أمريكيين، هم:

توماس ستافورد، وفانس براند، ودونالد سايتون، والدكتور فاروق الباز، الذين زاروا أبوظبي بدعوة من حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شهد هذا اللقاء العديد من الرسائل الهامة التي عكست رؤية القيادة وطموح زايد وأكدت على أهمية تقدير العلم وأصحاب الإنجازات والإيمان بدورهم في تطور الشعوب والمجتمعات.

وقال الشيخ زايد في حديثه للوفد الزائر في ذلك اللقاء التاريخي: «إن الله سبحانه وتعالى قد أعطى الإنسان كل ما يريد وما يرغب، وعلى الإنسان بدوره أن يحمد الله ويشكره على ما وهبه من نعم، وأن يراعي الإنسان الجوانب الإنسانية في كل ما يقوم به من عمل.

كما عليه أن ينظر إلى البشر كافة بعين واحدة، عين المحبة والأخوة، إننا في دولة الإمارات نساير أنفسنا مع الزمن، ومحاولة الحصول على كل ما هو جديد من شأنه أن ينفعنا في حاضرنا ومستقبلنا».

وخلال لقائه مع رواد الفضاء استمع الشيخ زايد إلى شرح عن الرحلة الفضائية الأمريكية السوفييتية المشتركة إلى الفضاء الخارجي وتعرف إلى النتائج التي تم تحقيقها، وعرض الدكتور فاروق الباز على الشيخ زايد اقتراح إقامة قمر صناعي عربي لدراسة الصحارى العربية والذي من شأنه تسهيل عمل الخبراء أو الباحثين العرب لدراسة ومعرفة بواطن الصحارى العربية وما تحتويه في جوفها من ثروات بترولية ومعدنية.

رؤية استشرافية

والحقيقة أن هذا اللقاء عكس الرؤية الاستشرافية لمؤسس الدولة التي حاكت المستقبل في مختلف المجالات وبخاصة قطاع الفضاء، وامتلك الشيخ زايد رؤية واضحة في هذا المجال، وتم ترجمة هذه الرؤية على ارض الواقع عبر تأسيس «الثريا للاتصالات» في عام 1997، تلتها الأبحاث والمراكز .

ومن ثم تواصلت الإنجازات في هذا المجال، ففي العام 2009 تم إطلاق القمر الصناعي «دبي سات 1»، ومن بعدها «دبي سات 2»، و«خليفة سات»، الذي تم تصنيعه بشكل كامل بأيدي المهندسين الإماراتيين، وحرص المغفور له الشيخ زايد على الاهتمام بتطوير الجانب الأكاديمي من خلال إنشاء العديد من الجامعات وكليات التقنية، وثانويات التكنولوجيا التطبيقية التي توفد أفواجاً من الطلبة سنوياً إلى وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بغرض تأهيلهم وتعريفهم بالوكالة ودورها في خدمة الإنسانية.

بناء المعرفة

حرصت القيادة الرشيدة على مواصلة العمل على تحقيق طموح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،طيب الله ثراه، وتم وضع برامج وإطلاق استراتيجيات لتحقيق هذا الحلم بهدف تطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية، والتأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات. 

Email