3 صور التقطها «سفير الإمارات للمريخ»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شكلت عملية إطلاق مسبار الأمل، وانفصاله عن الصاروخ بعد ساعة من الإقلاع نحو «اللامستحيل»، وتبادل الإشارات بينه وبين مركز التحكم الأرضي في الخوانيج«لتشغيله تلقائياً، وفتح ألواحه الشمسية وتوجيهها نحو الشمس، شكلت أولى محطات الإنجاز الفضائي غير المسبوق عربياً، وأولى تباشير النجاح والرضا في هذه الرحلة التاريخية التي امتدت قرابة 7 شهور، رغم التحديات المختلفة التي واجهها فريق العمل قبل بلوغ هذه المرحلة التي توجت 7 سنوات من الحلم والطموح.

 وما إن هدأت قلوب ملايين المتابعين عن الخفقان بعد متابعة حبست الأنفاس لعملية إطلاق صاروخ المسبار من قاعدة مركز تانيغاشيما للفضاء في اليابان، حتى عادت تخفق من جديد بعد نحو يومين من تلك العملية تدشن حقبة جديدة من الإنجازات العلمية.، معبرة عن فخرها وسعادتها بمشاهدة أول صورة أرسلها المسبار بعد ابتعاده عن كوكب الأرض بمليون كيلومتر في عمق الفضاء.

وهي صورة لوجهته وقبلته للكوكب الأحمر، تم التقاطها بكاميرا تتبع النجوم ضمن أجهزة ملاحته الفضائية، وهو ما عزز التأكيد بأن»سفير الإمارات«إلى المريخ يسير في الاتجاه الصحيح نحو الهدف والحلم، وان أجهزته تعمل وفق المطلوب، فاطمأنت القلوب وانصرف عنها الخوف والقلق بشأن هذا»الرسول«المعلقة في عنقه آمال الإماراتيين وملايين الشباب العرب، ورسالة فخر وأمل وسلام العصر الذهبي للاكتشافات العربية والإسلامية». 

3 صور 

وخلال رحلته الناجحة إلى المريخ، التقط المسبار 3 صور لـ«مضيفه»، الأولى كانت في الثاني والعشرين من يوليو الماضي، ثم تبعتها صورة أخرى في أغسطس للهدف نفسه، التقطها المسبار بعد إنجازه 100 مليون كيلو متر من رحلته الاستكشافية بكاميرا تتبع النجوم أيضاً، وظهر في الصورة المريخ بالأمام، فيما كوكبا زحل والمشتري، كانا في الخلف.

وظهر المريخ في هذه الصورة كنقطة بيضاء حيث التقطته «الكاميرا»، من دون خاصية التركيز، لجمع أكبر كمية من الضوء من النجوم والكواكب البعيدة، حيث يقوم المسبار بمقارنة الصورة مع البيانات المخزنة للنجوم ومواقعها لتحديد اتجاهه، ويمكنه من خلالها تحديد اتجاه النجوم والكواكب البعيدة.

أما الصورة الثالثة للمريخ، فكانت في ديسمبر، حيث التقطها الجهاز العلمي فوق البنفسجي، بعد قطع مسافة 349 مليون كيلومتر من الرحلة.

مسار محدد

ولكي يقطع «مسبار الأمل» مسافة 493.5 مليون كيلومتر للوصول إلى المريخ، فقد احتاج إلى أجهزة وكاميرا تعقب للنجوم من شأنها أن تساعد في رسم تصور عن وضعه لضمان اتباعه المسار المطلوب، فهو بحاجة إلى تحديد موقعه بدقة في الفضاء بشكل دائم، ليتمكن من توجيه اللاقط الخاص به باتجاه الأرض.

ولهذا يعتمد على مجسات تعقب النجوم مستخدماً أنماط التجمعات النجمية، فيما يشبه إلى حد كبير الأسلوب الذي اعتاده البدو والبحارة في قديم الزمان للاستدلال على طريقهم، ولذلك فإن أجهزة التعقب تساعد في رسم تصور عن وضع المسبار لضمان اتباعه المسار المطلوب.

3 أجهزة علمية 

ويحمل المسبار 3 أجهزة علمية صممت لجمع أكبر حجم من المعلومات حول مناخ كوكب المريخ، تساعد في توفير أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ وعلى مدار اليوم وخلال فصول السنة.

وطور الفريق العلمي هذه الأجهزة بالتعاون وشراكة علمية مع مختبر الفيزياء الجوية والفضاء في جامعة كولورادو في بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، حيث كان هناك تعاون مهم لتطوير الأجهزة الثلاثة للمسبار، التي تم تصميمها بشكل مخصص لتوفر المعلومات المطلوبة عن «أسباب تلاشي الغلاف الجوي للمريخ»، وتوفير «أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي وتغيرات الطقس يومياً»، فضلاً عن «اكتشاف العلاقة التفاعلية بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي للمريخ»، 

وتشمل الأجهزة المذكورة كلاً من كاميرا الاستكشاف «EXI»، و جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» وجهاز المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية.

كاميرا رقمية 

وستوفر كاميرا الاستكشاف الرقمية «EXI» التي يحملها «مبعوث الإمارات» أول صورة متكاملة للغلاف الجوي لوجهته، وهي كاميرا تلتقط صوراً رقمية ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ ولقياس الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، وتعد كاميرا إشعاعية متعددة الطول الموجي قادرة على التقاط صور مرئية للمريخ بدقة 12 ميجابكسل، فضلاً عن ذلك فإنها لديها القدرة أيضاً على كشف توزيع جليد الماء والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي للمريخ باستخدام حزم الأشعة فوق البنفسجية.

أما جهاز «المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء» فيقيس درجات الحرارة وتوزيع الغبار وبخار الماء والغيوم الجليدية في الطبقة السفلى للغلاف الجوي، فيما يقيس «المقياس الطيفي بالأشعة ما فوق البنفسجية» الأوكسجين وأول أكسيد الكربون في الطبقة الحرارية وقياس الهيدروجين والأوكسجين في الطبقة العليا للغلاف الجوي.

إجابات علمية 

وتتيح هذه الأجهزة توفير إجابات علمية مهمة لم يسبق لأي مهمة سابقة أن طرحتها من قبل في مجال استكشاف المريخ، تتضمن البحث عن عوامل مشتركة تجمع بين المناخ الحالي على كوكب المريخ ومناخه في الماضي البعيد قبل خسارته لغلافه الجوي، ودراسة أسباب تلاشي الغلاف الجوي في المريخ عن طريق تعقب اندفاع غازي الهيدروجين والأوكسجين نحو الفضاء.

وهما اللذان يكونان معاً جزيئات الماء، واكتشاف العلاقة والتفاعل بين الطبقات العليا والسفلى للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وتوفير أول صورة شاملة عن كيفية تغير الغلاف الجوي للمريخ وتغيرات الطقس على مدار اليوم وعبر كافة فصول السنة بشكل مستمر. 

بيانات مهمة

وتوفر البيانات التي يجمعها المسبار على مدار الساعة خلال سنة مريخية كاملة تناهز عامين أرضيين، ثروة معرفية غير مسبوقة، تضعها الإمارات في متناول أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية حول العالم، لرسم صورة واضحة عن مناخ الكوكب الأحمر وطقسه اليومي وتضاريسه وتفاوت درجات الحرارة على سطحه، وتباين أنوائه وظواهره الجوية على مدار العام المريخي الذي يساوي 687 يوماً من أيام الأرض.

وسيقوم المسبار بمهمته التي تتعلق بدراسة الغلاف الجوي للمريخ من مدار علمي يكون في أقرب نقطة إلى سطح المريخ على ارتفاع يبلغ 20 ألف كيلومتر وفي أبعد نقطة يكون على ارتفاع 43 ألف كيلومتر، وسيتمكن المسبار من إتمام دورة كاملة حول الكوكب كل 55 ساعة بدرجة ميل مداري تبلغ 25 درجة.

ويعطي هذا المدار أفضلية للمسبار عن أي مركبة فضائية أخرى، حيث لم يكن لأي من المهمات السابقة إلى المريخ مداراً مشابهاً، حيث كانت لها مدارات لا تسمح لها سوى بدراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.

 
Email