مهندسون بمحطة المراقبة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء لـ «البيان»:

إدارة ذاتية لأجهزة مسبار الأمل خلال دخوله مدار المريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدد من مهندسي محطة المراقبة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء أن مسبار الأمل مستعد لإدارة أجهزته ذاتياً خلال دخوله مدار المريخ .

مشيرين إلى أن التجهيزات الأخيرة لدخول المسبار إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر، في التاسع من فبرايرالجاري، تتم بكفاءة عالية، وأنهم وضعوا كافة السيناريوهات للتعامل مع المستجدات، آملين أن تتم المهمة بنجاح، ليستكمل المسبار دخوله نحو المدار العلمي، ومن ثم بدء مهمته.

شبكة الاتصال

من جهته، أوضح إبراهيم المدفع مهندس نظام التحكم، قائد فريق أنظمة التحكم في مسبار الأمل، أن الساعات المقبلة، استعداداً لدخول مدار الالتقاط للمريخ، يتم خلالها التأكد من كفاءة شبكة الاتصال لمختلف أنظمة مسبار الأمل، والتأكد من كفاءة أدائها، ومن ثم الاطمئنان على أداء عمل كافة الأجهزة وتشغيلها، مبيناً أن هذه المهمة، بدأت منذ بداية المشروع، وتستمر حتى انتهاء المهمة.

وقال إن الأشهر الماضية، بعد الإطلاق، تم خلالها اختبار برمجة كافة مكونات المسبار، والتي اطمأنوا من خلالها على كفاءتها، وأنه قد يتلاحظ في بعض الأحيان بعض المشاكل الفنية، لكنها في الإجمال، لا تشكل قلقاً لهم كمتخصصين، ينعكس على كفاءة رحلة ومهمة المسبار.

موضحاً أنه حتى مع وجود هذه المشكلات، فإنهم لا يرون ضرورة حالياً للتدخل بشأنها، وعمل برمجة لها، منتظرين دخول المسبار بشكل آمن لمداره، ومن ثم التعامل مع هذه التحديات لاحقاً، وأنه بشكل عام، فإن ذلك يعتبر أمراً طبيعياً في مثل هكذا مهمات حساسة.

متابعة دائمة

وبيّن أن كافة فرق عمل المسبار، بمختلف تخصصاتها، تتابع عن كثب أداء ما يخصها، في تناغم كبير بينها، خلال مرحلة دخول المسبار لمداره في التاسع من فبراير، وأن الجميع يتابع بدقة ما أوكل إليه من مهمة، بحسب الجداول التي تم وضعها من قبل.

لافتاً إلى أن دوره مستمر حتى بلوغ المسبار لمداره العلمي، وأن أكثر ما تركز مهمته عليه، هو كيفية استقبال هذا الحجم الكبير من البيانات العلمية، والذي سيصل إلى 1 تيرابايت، خاصة أن الاتصال مع المسبار، سيتم مرتين في الأسبوع، بمدد تتراوح بين 6 ــ 8 ساعات، والتي يتم استغراقها لتنزيل وتحميل هذه البيانات العلمية، والتي هي أساس نجاح مهمة مسبار الأمل.

وشرح أن أكبر تحدٍ خلال هذه المرحلة، هي الوصول بنجاح وأمان لمدار الالتقاط للكوكب الأحمر، وأنه خلال رحلة المسبار في الشهور الماضية، تم إجراء 5 مناورات، للتأكد من كفاءة عمله، متطرقاً إلى مرحلة تشغيل محركات الدفع، وحرق نصف وقود خزان المسبار لمدة 30 دقيقة، لتقليل سرعته من 121 ـ 18 ألف كيلومتر بالساعة، وأن هذه المرحلة خطيرة جداً، لأنهم كفريق عمل، لم يتدربوا عليها من قبل، كونها يتم تنفيذها لمرة واحدة فقط خلال الرحلة، غير أنهم تدربوا على كافة احتمالات هذه المرحلة، وتجاوزها بنجاح.

تجهيز واستعداد

وقال محسن العوضي مهندس أنظمة المسبار، نائب قائد الفريق الهندسي، إنه، واستعداداً لبدء دخول المسبار لمداره في 9 فبراير، تم التجهيز والاستعداد منذ شهر مضى، لتوفير دخول آمن وناجح للمسبار للمريخ، وأنه من تاريخ 5 فبراير، وحتى التاسع، ستكون هناك اتصالات دائمة من الفريق الهندسي على مدار الساعة معه، لتعديل أي أمر طارئ.

بحيث يكون لديهم الوقت المناسب للتعامل حتى 22 دقيقة قبل دخول المسبار لمداره، من حيث إرسال المعلومات واستلام البيانات.ولفت إلى أنه سيتم إرسال «كود» للمسبار قبل 4 أيام من بدء دخوله المدار، للسماح له بالاعتماد على ذاته لقيادة أجهزته، فيما ستستغرق عملية الدخول للمدار 27 دقيقة، وأنهم يحتاجون 30 دقيقة أخرى، للتأكد من أن المسبار استمر في طريقه بنجاح، والتواصل معه مرة أخرى بنجاح، وبمجرد اكتمال عملية الدخول إلى مدار المريخ، سيكون «مسبار الأمل» محجوباً بواسطة المريخ.

وعندما يخرج المسبار من الجانب المظلم للمريخ، ستتم إعادة الاتصال به مرة أخرى، وعندها فقط يمكن للفريق التأكد من نجاح مناورة الدخول إلى مدار الالتقاط حول المريخ، ويعمل الفريق على فحص الأجهزة العلمية الموجودة على متن «مسبار الأمل» باستمرار، و إجراء المناورات، استعداداً لإدخاله في المدار العلمي الصحيح حول المريخ، ومن ثم البدء بمهمته.

مهمة صعبة

من جهته، قال عبد الله الشحي باحث أول تكنولوجيا الفضاء بوكالة الإمارات للفضاء، مهندس أنظمة حرارية في مسبار الأمل، إن مهمته هي مراقبة الحالة الحرارية لكافة أجهزة المسبار، خاصة أن المحافظة على درجات الحرارة، أمر مهم جداً، وذلك لاختلاف بيئات عمل الأجهزة بين الأرض والفضاء، وصولاً للمريخ، والتي تقل فيه الدرجات ما دون الصفر بكثير، وهو ما يتطلب توفير بيئة مناسبة لعمل الأجهزة.

وأفاد بأن الأجهزة العلمية على متن المسبار، حساسة جداً، وتتأثر بأي ظروف غير مواتية، ولذلك، فمراقبتها على الدوام، وضمان توفير هذه البيئة، ليست بالمهمة السهلة، خاصة مع اختلاف ظروف وطبيعة الحرارة خلال رحلة المسبار، وأن المسبار توجد عليه أنظمة حرارية، من شأنها تعزيز هذه البيئة، وتوفيرها للأجهزة كافة.

Email