فارس القصيد الأمين على التراث والداعم للمبدعين

«فزاع».. هِبة الشعر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنـــا فـــي الشـــعر ابـــن هـــذاك إذا إنتـــه تعــرف الشــعر

                            أهيّــــج فــــي البحـــور أمـــواج، أمشّـــيها علـــى كيفـــي

وأقــــــولّك لا تجـــــاريني تـــــرى أمشـــــي بـــــدربٍ وعـــــر

                            وإذا تبغـــــي تجـــــاريني تــــــرى لــــك صامـــــدٍ سـيـــــفي

 

«فزاع»..هذا هو ‏اللقب الذي يُعرِّف به سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بنفسه في محافل كثيرة، مفاخراً بقيمة هذا الاسم ومعانيه المحاكية روح الأصالة والنبل والقيم التي نهلها سموه وتشربها، جنباً إلى جنب مع روح الإبداع وثراء القريحة الشعرية، في مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إذ بات سيداً متفرداً في ساح الشعر والإبداع، وكذا القدوة كونه لا يتأخر أبداً عن دعم المبدعين في شتى الحقول.. علاوة على اهتمامه بدعم التراث وصونه من خلال مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث والذي يحفظ مفردات تراثنا عبر فعاليات متنوعة.

 

عندما سُئل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، مرة، عن سبب اختياره للقب «فزاع» وعن معناه، روى ذلك الموقف الذي جمعه برجل مسن في البر، حيث كان سموه قد اصطحب طيره «خفاق» في رحلة هناك لتهدئته، وصادف سموه رجلاً مسناً علقت سيارته في الرمال، فهب سموه لمساعدته وبعد انتهائه، ناداه الرجل لشكره وهو لا يعرف من هو، فناداه باسم «فزاع»، وهي من الفزعة، فعلق الاسم في ذهن سموه وتعلق به..

 

الموهبة.. إرث وأثر

أثرت البيئة التي ولد وعاش فيها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، في صقل موهبته الشعرية في كتابة القصيدة النبطية، وكان لوالده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأثر الأكبر، حيث استمع لقصائده التي كان يكتبها، وكان له نعم الموجه والمشجع لكتابة الشعر، واطلع على تجارب الشعراء في المجالس التي يحضرها، حيث كان الشعر حاضراً أيضاً، عدا عن ذلك تأثير البيئة المحيطة بسموه، وتأمله لكل ما يحيط به، ما خلق حالة انسجام تامة بينه وبين كل ما يحيط به من الخيل والشجر والبر والبحر وغيرها من المخلوقات التي جاء على ذكرها في كثير من قصائده الشعرية التي ينشرها سموه عبر حساباته في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تلقى رواجاً وتفاعلاً من محبيه ومتابعيه من الشعراء والعامة، والإماراتيين والمقيمين، فيتداولها القاصي والداني، وترددها الألسن ويجاريها الشعراء، فهي على جزالة لفظها وعمقها الإنساني وقوة معانيها، قريبة من القلب، تعكس روح الشباب وتتماشى مع أفكارهم، والتي يسعى سموه من خلالها لبث الفرح في نفوس المتلقين.

 

«البيت».. مفهوم جديد للشعر

قريحة الشعر لدى سمو الشيخ حمدان بن محمد كالإبداع متجددة وحاضرة، ومعاصرة تتأهب لكل المتغيرات الحاصلة وتجاريها، فمع اتساع رقعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتغير الاهتمامات لدى الجيل الشاب وانصرافه للتكنولوجيا والتقنيات الحديثة، إلا أن الشاعر الطموح «فزاع» أبى إلا أن يساير الشعر ركب هذا الجيل، فكان برنامج «البيت»، والذي اختار منصة «تويتر» في مفهوم جديد للإبداع الشعري، والذي ينتجه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، في سابقة لبرنامج شعري حظي بجماهيرية عالية امتدت خارج نطاق الخليج العربي، وارتكز في فكرته على ركنين أساسيين هما «نبض الصورة»، حيث تعرض صورة من صور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ويعبر المشاركون عن الصورة بأبيات شعرية مناسبة، وفقرة «شطر البيت»، فيطرح البرنامج شطراً شعرياً ويتعين على الشعراء إكماله، حيث تفرز لجنة التحكيم الموجودة في الاستوديو في بث مباشر وتختار المشاركات الأنسب.. شكل البرنامج حدثاً استثنائياً لدى الجمهور والشعراء الذين انتظروا البرنامج الذي رصد جوائز قيّمة للمشاركين، فالفرصة كانت متاحة للشعراء والجمهور للمشاركة. «حمدان للإبداع الأدبي»..

 

 

حفظ الموروث

في هذه المبادرة التي أطلقها سموه في فبراير 2010، والتي تقام بالتعاون مع «وزارة الثقافة»، يتكفل سموه بطباعة 100 ديوان مقروء ومسموع لأبرز شعراء الخليج، إضافة للترويج لها عبر وسائل الإعلام المختلفة، بهدف دعم الشعراء وإبراز منتوجهم الأدبي بشكل يليق بهم وبتجربتهم الشعرية، وحفظاً للموروث الشعري باعتباره إرثاً ثقافياً، حيث تشكل القصائد الشعرية مرجعاً موثقاً ومؤرخاً للتاريخ.

 

أغنيات.. رسم القصائد

منذ بداياته الشعرية غنى لسموه أشهر شعراء الإمارات والخليج والمنطقة، حيث صدح المطربون بأجمل ما كتب «فزاع»، وتصدى أبرز الملحنين لتقديم ألحان تتناسب مع أغراض القصائد الشعرية، فغنى لسموه ميحد حمد وأصالة ومحمد عبده، ونبيل شعيل، وراشد الماجد، وعبدالمجيد عبدالله، وفايز السعيد، وسلمان حميد.

 

عناق العهد.. في «إيمان الشعوب»

لا ينسى جمهور الشعر وأبناء الإمارات والوطن العربي، أبداً، تلك الأمسية التي لا تغيب عن ذاكرة الشعر، والتي شهدتها مدينة العين عام 2011، وحضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إذ شهدت عناقاً روحه وجوهره الشعر والإبداع والقيم الوطنية، بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، بعد ختام الأمسية التي أنشد فيها «فزاع»، رائعته الشهيرة «إيمان الشعوب»، في رسالة إنسانية وجهها سموه لشعوب العالم أجمع، حيث عكست القصيدة تمكن سموه الشعري الذي أشاد به كل من سمع القصيدة المكونة من 103 أبيات أنشد فيها «فزاع» فخراً في حب الوطن وقادته، وانتقل بسلاسة إلى الحديث عن الدول المجاورة التي تربطنا بهم جغرافية المكان وتاريخ ومصير مشترك، مروراً بالدول العربية في الوطن بأكمله، وذلك في إلقاء حماسي حظي بتصفيق حار وإعجاب من الجماهير الحاضرة التي استمعت مبهورة بقدرة الشاعر الشاب على اختزال هذا الحب للوطن وأهله وجيرانه في هذه القصيدة الرائعة.

 

عاشق الشعر الشعبي

يشكل الشعر حالة وجدانية خاصة عند سمو الشيخ حمدان بن محمد، وهو بالنسبة لسموه هوية وأسلوب حياة، ولغة تعبير، ولطالما اهتم بالشعر الشعبي والشعراء الشعبيين، في الإمارات تحديداً وفي منطقة الخليج على وجه العموم، حيث أولى سموه الشعراء اهتماماً خاصاً، ويحرص على دعم المبدعين في هذا الحقل وإيلاء اهتمام نوعي للفعاليات بهذا الخصوص، ومن بين أمثلة ذلك دعمه واهتمامه بـ «ملتقى دبي للشعر الشعبي»، والذي مثّل أحد أبرز الأنشطة الثقافية والأدبية والشعرية ليس على مستوى الإمارات، بل في منطقة الخليج، حيث استقطب الملتقى الذي نظمته دائرة السياحة والتسويق بتوجيهات كريمة من سموه، خلال دوراته، أبرز شعراء الخليج والمنطقة، وهذا من منطلق حرص سموه على التقاء تجربة الشاعر الإماراتي بالشاعر الخليجي، فكان الملتقى عرساً ثقافياً يحرص الشعراء والجمهور على المشاركة والحضور والاستماع للتجارب الشعرية الإبداعية المختلفة..وقد حرص الملتقى منذ انطلاقته، على الاحتفاء بأبرز الشعراء الذي أثروا ساحة الشعر في المنطقة، وتركوا بعد رحيلهم قصائد خالدة في الذاكرة والوجدان، أمثال الماجدي بن ظاهر ومبارك العقيلي وغيرهما.

Email