بحث أعدته جامعة أكسفورد ومختبر بيانات بريطاني يشيد بجهود الدولة

الإمارات رائدة عالمياً في إدارة اللقاحات

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ظل الجهود العالمية الحثيثة لطرح لقاحات «كوفيد 19» وتوزيعها على السكان حول العالم، أشاد بحث قادته «أور وورلد داتا»، وهي شراكة بحثية بين جامعة أكسفورد والمختبر غير الربحي لبيانات التغيير العالمية ببريطانيا، إلى أن 3 دول تقدمت بفارق كبير على نظيرتها حول العالم من جهة توزيع لقاحات الفيروس التاجي المستجد، وأيضاً عبر تلقي نسبة كبيرة من سكانها جرعات اللقاح، وبرزت من بينها دولة الإمارات.

ولفت التقرير إلى أن الدول الثلاث وجميعها واقعة في الشرق الأوسط وهي الإمارات، والبحرين وإسرائيل، نجحت بالفعل في توزيع الجرعات وإدارتها بنسب بدأت بشكل متتالٍ بنحو 20.93 % و10.99 % و5.25 % من السكان فيها، في حين أن الولايات المتحدة والدنمارك والمملكة المتحدة تأخرت بنسبة 2.02 % و1.98 % و1.94 %. علماً أن تلك النسب تستند إلى عدد السكان من التوقعات السكانية العالمية للأمم المتحدة، لذلك قد تظهر المتتبعات الأخرى مثل بلومبيرغ نسباً مختلفة قليلاً.

وقال التقرير: بالبحث عن سر نجاح دولة الإمارات في توزيع اللقاحات على عدد أكبر بين السكان، يعود ذلك في جزء منه للعوامل البنيوية أو الهيكلية، حيث إن عدد السكان قليل نسبياً مقارنة بدول أخرى في العالم، كما أن هنالك عوامل لوجستية معزّزة، فشأن إسرائيل، تستخدم هيئة الصحة في دبي اللقاح الذي طورته «فايزر بيونتيك» والأدوات اللوجستية أتاحت تخزين الجرعات بدرجات تتراوح ما بين - 70 إلى - 80 درجة مئوية تحت الصفر، كما أن عامل المسافات القصيرة يحول دون تلف الجرعات أثناء عملية النقل، كما تستخدم وزارة الصحة الإماراتية ومملكة البحرين اللقاح الذي طورته شركة سينوفارم الصينية. ثانياً:

هنالك أنظمة رعاية صحية شاملة تساعد أيضاً في تلقي الأشخاص لجرعات اللقاح بشكل أسرع، وفقاً لتينجلونغ داي، الأستاذ مشارك في إدارة العمليات في كلية كاري للأعمال بجامعة جونز هوبكنز، الذي صرّح بأنه في تلك الحالة «يكون من السهل مطابقة العرض والطلب على اللقاح»، إذ يتم حصر بيانات الرعاية الصحية وتحديثها رقمياً بشكل فعّال، بحيث يمكن للمواطنين إما الوصول إلى تطبيق ما أو الاتصال بخط ساخن والحصول على موعد فوري للحصول على وخزة بالكوع في حال كانوا مؤهلين للحصول على جرعات لقاح «كوفيد 19».

استجابة السكان

وذكر التقرير أن العامل الرئيسي لنجاح أي تطعيم هو موقف السكان تجاهه، وبدورها استثمرت الإمارات الموارد في طمأنة شعبها في «أن اللقاح آمن وفعّال»، كما وتم البدء بالتشجيع على التطعيم بدءاً بالقيادة، ونقل حيثيات الخضوع للقاح مرئياً ونشرها عبر القنوات المتاحة للجمهور وتنسيق الهيئات الصحية في الدولة مع الهيئات الدينية التي أجابت بدورها على استفسارات تم طرحها وخاضت في جوانب دينية ترتبط بتلقي اللقاح في كونه حلالاً من عدمه، ليصدر مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي فتوى تبيح جواز أخذ اللقاح.

دروس للعالم

وهناك الكثير من الدروس المبكرة التي يمكن أن يتعلمها العالم من النجاحات المبكرة لدولة الإمارات في إدارة اللقاحات أولاً، عملية التواصل مع الأقليات التي تشكك في اللقاح وضرورة كسب ثقتهم وثانياً، تعتبر مسألة تجنيد المتطوعين لتخفيف الضغط على طاقم الرعاية الصحية المثقل بالعمل أمراً بالغ الأهمية، وكما شهدنا أخيراً، فقد اتضح أن الناس يرغبون في التطوع في أوقات الأزمات وثالثاً، الاستثمار في بنية تحتية رقمية جيدة لمعالجة كميات كبيرة من البيانات الصحية.

 
Email