إنقاذ شاب إماراتي شارف على الموت جراء عملية تخسيس فاشلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما قرر عبد الله 28 عاما إجراء جراحة في أحد المستشفيات لإنقاص وزنه، سعياً لحياة أفضل، تأكد من أن تلك العملية الجراحية ستكون ناجحة وفعالة تماما، وأن المتوقع أن تجرى العملية في بضع ساعات في غرفة العمليات ثم يسمح له الأطباء بالخروج واستئناف حياته الطبيعية. ولكن ذلك لم يحدث بل ما حدث أن حياته انقلبت رأسا على عقب ودخل في دوامة من المعاناة والآلام ومكث شهراً كاملا في الغيبوبة، وتعرض لمضاعفات نادرة وغير متوقعة تحدث بنسبة 15 في مثل هذه العمليات.

وتم نقل المريض إلى مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، حيث يوجد أطباء متخصصون يمكنهم تقديم الرعاية الطبية اللازمة في الحالات القصوى مثل حالته، وقال المريض «ما زلت أتذكر الألم الشديد الذي أحسست به بعد الجراحة مباشرة، لم يكن ألماً عاديا ومازلت أذكر كيف كان يتغلغل في جميع مفاصل بدني وظل الألم يشتد ويحتد، حتى ما عدت أقدر على تحمله بأي حالٍ من الأحوال.

وقال الدكتور ماثيو كرو، رئيس معهد أمراض الجهاز الهضمي، في المستشفى نُقِلَ عبد الله إلى المستشفى وهو في أمسّ الحاجة إلى عملية جراحية عاجلة تقتضي استئصال 150 سنتيمتر من أمعائه الدقيقة، وجزءً من القولون كذلك، وقد تعافى المريض من هذه المضاعفات، إلا أنه أُصيب بنوبةِ شفط رئوي، حيث أن ما في معدته من طعام ومواد أخرى تسرب إلى رئتيه، وجعلتهما متصلبتان. وهذا نتج عنه عدوى حادة في الرئتين، صاحبه انخفاض الضغط، ونَقْص تأكسج الدم. فجرى نقل عبد الله فوراً إلى قسم العناية المركزة، في المستشفى حيث رأى فريقُنا الطبي أن حالته تدهورت تدهوراً يستدعي وضعه على جهاز أكسجة الدم غشائياً خارج الجسم، وهو جهاز لا يوجد إلا في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي".

ومع هذا التدخل السريع، تحسن إمداد جسمه بالأكسجين، وبدأت آثار العدوى تزول من رئتيه، غير أن اتصال أمعائه بعضها ببعض لم ينجح.

"ثم أصيب عبد الله، بعد ذلك، بعدوى حادة، في تجويفه البطني، استدعت إجراء عدة عمليات جراحية، إذ اقتضى الأمر استئصال جزءٍ آخرَ من قولونه. واقتضى الأمر كذلك ((غسيل تجويفه البطني))، ثم إعادة أمعائه إلى مكانه مرةً أخرى. أجرينا له كل هذا، بينما كان هو متصلاً بجهاز أكسجة الدم غشائياً خارج الجسم."

وفي أثناء تلك العملية الجراحية التي أجريت له على مراحل عديدة، واستغرقت ما يزيد على ستة أسابيع، كان عبد الله يعيش على التغذية بالحقن. ثم بدأ عبد الله يتعافى شيئاً فشيئاً، فَنُزِعَ عنه جهاز دعم التنفس والتهوية الصناعية، ثم بدأ يتناول طعامه بنفسه، وقد انخفض وزن عبد الله من 150 كجم، إلى 102 كجم، منذ أن أجريت له الجراحة، غير أنه ما فَتِئَ يقول أن هذه الرحلة كانت رحلةً شاقةً، ثم درب التعافي ما زال أمامه طويلاً، قبل أن يصل إلى غايته.

Email