الموهوبون إبداعات يحفّزها دعم فعّال من القطاع الخاص

ت + ت - الحجم الطبيعي

القطاع الخاص شريك أساس في نهضة أي بلد، وهو جزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة، ويبرز دوره في تبني المواهب من المبتكرين من طلبة وخريجي الجامعات، ولا غريب أن الشركات العالمية الكبرى مثل «مايكروسوفت» و«غوغل» تبحثان عن هؤلاء الموهوبين وتقدمان لهم الرعاية والدعم، ولذلك فإن القطاع الخاص في الدولة مطالب بدور أكثر فاعلية في احتضان الموهوبين.

ويعتبر الشباب الإماراتي من أصحاب المواهب والابتكارات أسعد حظاً من نظرائه في دول أخرى، حيث تدعم الدولة هؤلاء الشباب من خلال المؤسسات الحكومية، والخاصة. وفي السياق تحدث حمد عيسى المرزوقي طالب هندسة طبية حيوية في جامعة خليفة وصاحب ابتكار «يدك على المقود» إلى «البيان» عن تجربته مع الابتكار والمؤسسات التي دعمته.

ورأى حمد عيسى المرزوقي، أن المطلوب من القطاع الخاص في الدولة خلال المرحلة الحالية توفير مؤسسات للتصنيع وخط الإنتاج، حيث تندر هذه المؤسسات المصنعة في الجانب التكنولوجي والتقني، كما أن بعض الشركات تتبنّى بالفعل مراحل التصميم والتنفيذ، لكنها ترجؤها إلى شركات مصنعة في دول أخرى مثل الصين، لافتاً إلى أهمية استكمال هذه الحلقة حتى يصنع الابتكار بالكامل داخل الدولة ويحمل «صنع في الإمارات»، مشيراً إلى أنه شخصياً حرص على توفير جميع مكونات ابتكاره من أدوات مصنعة في الإمارات.

وأكد المرزوقي أن الدولة لا تدخر جهداً في مساعدة أبنائها وتبني أفكارهم الخلاقة التي تتحوّل فيما بعد إلى ابتكار أو عمل جديد يعزز من ريادة الدولة في الابتكار والذكاء الاصطناعي وتشجيع الموهوبين، لافتاً إلى أنه مرَّ بتجارب مع بعض المؤسسات الحكومية والخاصة طيلة مدة ابتكاره والذي بدأ بفكرة ابتكار للحد من الحوادث المرورية، وبعد عرض المشروع على مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي تم قبول فكرته، وقدّم المركز له الدعم المالي، بالإضافة إلى مركز خليفة للابتكار الذي قدم له أيضاً الدعم التقني اللازم لتنفيذ مشروعه.

وأوضح المرزوقي أن بعض المؤسسات الخاصة لها بصمة واضحة على مشروعه، واعتبرها محوراً رئيساً لتنفيذ جميع مراحله، حيث تبنّت شركة «مجموعة المدينة الآمنة» فكرته وتم تشكيل مختبر يضم مهندسين من المختصين في الذكاء الاصطناعي للشروع في البدء، بالإضافة إلى صقل مهاراته، وضمه إلى فريق العمل بغرض التعلم والتطوير، بجانب تنفيذ تصميم المشروع.

وذكر المرزوقي أن هذا الدعم التعليمي مفيد للغاية لأي شاب لديه أفكار ويبحث عن الابتكارات، وأن هذه النماذج من القطاع الخاص تقوم بدور إيجابي للغاية، فهي تعمل على تنفيذ الابتكارات، وأيضاً تنمية مهارات الطالب أو الخريج والذي يتحسس طريق الابتكارات الناجحة، وهو لا شك في حاجة إلى صقل وتطوير مهاراته من جانب مؤسسات تضم كوادر تقنية عالية المستوى.

وأضاف: دور القطاع الخاص لا يتوقف فقط على الشركات والمؤسسات المتخصصة في المجال التقني، بل تتعداه إلى مؤسسات أخرى، وعلى سبيل المثال تولّى أحد مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية تسجيل براءة اختراعه لدى مكتب براءات الاختراع الأمريكي «USPTO»، دون تقاضي رسوم مالية، مؤكداً على أهمية هذه الخطوة من الناحية المادية، حيث إنه وجميع زملائه من الشباب الصغار، غير قادرين على التمويل المالي وأيضاً الجانب المعرفي بالأمور القانونية، مشيراً إلى أهمية تضافر جميع الجهود لإنجاح أي مهمة.

Email