صفاء النقبي.. هزمت السرطان وانتصرت للأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

بابتسامة مشرقة، تطل كل يوم على صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي، مانحة جرعة من الإيجابية، بلا كلل أو ملل، تسابق النور والحلم نحو أقاصي الأمل، طبيبة إماراتية تخفي خلف إيجابيتها تجارب قاسية، حاربتها حتى وصلت بر الأمان، لتبرهن أن ابنة الإمارات، تقبل التحدي وتكسب الرهان.

صفاء النقبي طبيبة أسنان، ومدربة تنمية بشرية وأسرية، ومدربة مالية وأكاديمية معتمدة، وإحدى المنتصرات على مرض السرطان.. كاتبة هاوية وإعلامية بالفطرة، شكّل السرطان صفحة ألم وأمل في حياتها، ومحنة هي أشبه باغتيال جزء من الروح والحياة والذكريات، لكنها كانت فقط البداية.

بين جامعة الشارقة وجامعة عجمان، في أمريكا والمملكة المتحدة، وفي رحاب خورفكان، لم تأفل الهمة يوماً، ولأن الأمل كان سلاحها الوحيد، قررت صفاء أن تكسر قيود الألم والمرض، فاستعادت شتات نفسها، ومَخرت عُباب التحديات نحو الحلم، وعادت لمقاعد الدراسة، ودرست الطب، واستكملت رحلتها العلمية، رغم إصابتها المبكرة بسرطان الدماغ، الذي عزز فيها روح التحدي، ورغم آلام العلاج الكيماوي بأحد مستشفيات المملكة المتحدة على مدار عام ونصف، ورغم المنعطفات الكثيرة التي مرت بها رحلتها الدراسية والعملية، إلا أنها ناضلت لتكمل المسير حتى وصلت، وأصبحت طبيبة أسنان، هذا بالإضافة إلى حصولها على دبلوم زراعة وتجميل الأسنان، وشهادات علمية في التنمية البشرية والتدريب والتطوير في جامعة نيويورك، وماجستير الاستراتيجية وتطوير البنية التحتية، وختمتها بدبلوم العمل البرلماني بجامعة الشارقة.

صفاء رأت أن الكتابة أيضاً، كانت متنفساً لها، وسط غوغاء المرض، وكانت تربت على عزيمتها، كما أن انتصارها على المرض، جعلها تبث العديد من رسائل الأمل والإيجابية للمجتمع، على منصات التواصل الاجتماعية، وقالت النقبي: «دائماً أُذكّر نفسي بأني بنت زايد، وأبناء زايد سباقون في كل مجال، وكيف لا أطمح، وبلادي سخرت كل إمكاناتها للمرأة لتبدع وتتألق، ومكنتها لتكون قيادية ناجحة، فهذه الأرض احتوتني، كما تحتوي كل أبنائها، فحاربت لأكون يوماً ملهمة وقيادية ناجحة، وطبيبة تؤدي عملها بكل إخلاص، فحققت ذلك بفضل الله، ووالدتي سر قوتي، ومرضي اللدود.. فدائماً من رحم الألم يولد النجاح، ودائماً ما أتذكر حينما قيل لي إن اليوم هو آخر يوم لجلسة العلاج الكيماوي، شعرت بالفخر أنني قاومت ولم أستسلم، وهو درس تعلمته، أن كل شدة يعقبها الفرج، وأن لكل عسير يوماً تنفرج به الصعاب».

وعن عملها ضمن خط الدفاع الأول، تقول صفاء، إنه، وخلال عملها بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، كان «كورونا» أحد أكبر التحديات لوضعها الصحي، حيث إنها تعاني من نقص المناعة بسبب العلاج، ومع ذلك، رفضت الاستسلام والجلوس والعمل من المنزل، وتقول صفاء إنه، وعلى الرغم من أن تجربة كوفيد 19 تجربة استثنائية، إلا أنها أظهرت كيف أن أبناء الإمارات من الأطباء المواطنين والمقيمين، قادرون على مواجهة أي طارئ، وأنهم على قدر المسؤولية في توفير المتطلبات الخاصة بالمراكز والإدارات، وأيضاً تأمين احتياجات مراكز العزل، كما عملت صفاء في بعض مستشفيات العزل كطبيب، وكانت تجربة مختلفة، مليئة بالتحديات والإصرار على إنجازها.

وما زال للطموح بقية، وللأهداف رحلة مستمرة، ورسالة حدودها السماء في وطن اللا مستحيل.. هذا ما تؤكده النقبي في حديثها عن أهدافها المستقبلية، حيث وضعت لبناتها الأولى لمشروع تنموي عالمي في الإمارات، والذي سيرى النور قريباً.

Email