سموه ناعياً أشهر معالجي الطب الشعبي: من رجالات الدولة المخلصين

محمد بن زايد: عقيدة المهيري سخر خبرته في خدمة مجتمعه ووطنه على مدى عقود من العطاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عقيدة علي المهيري، الذي توفي أمس، في مدينة العين، ويعتبر أشهر المعالجين بالطب الشعبي في الإمارات على مدى أكثر من نصف قرن. وقال سموه عبر «تويتر»: «رحم الله تعالى عقيدة علي المهيري الذي سخر خبرته في خدمة مجتمعه ووطنه على مدى عقود من العطاء.. من رجالات الدولة المخلصين وأبنائها الأوفياء.. تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.. وخالص العزاء والمواساة إلى عائلته وذويه».

كما تقدم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة بخالص التعازي والمواساة إلى آل بومهير الكرام في وفاة عقيدة علي المهيري.

وقال سموه عبر «تويتر»: «تعازينا ومواساتنا الى آل بومهير الكرام في وفاة عقيدة علي المهيري، رحم الله الفقيد أحد أبناء الوطن الذين كانت لهم إسهامات كثيرة في المجالات الاجتماعية والطب الشعبي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان". ودون سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، عبر «تويتر»: «نتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى قبيلة آل بومهير الكرام برحيل عقيدة علي المهيري، أحد كبار دولة الإمارات ممن عملوا وأخلصوا فأحبه الناس وحفظوا سيرته وأعماله الطيبة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كرم الفقيد عقيدة المهيري في عام 2011، ومنحه «جائزة أبوظبي» تقديراً لما قدمه من خدمات لأهالي المنطقة كونه واحداً من أشهر المعالجين الشعبيين فيها.

وقد أطلق مجلس أمناء معهد التكنولوجيا التطبيقية، أيضاً، اسم عقيدة المهيري، أول طبيب أعشاب، على المختبر العلمي الرئيسي في كلية فاطمة للعلوم الصحية بأبوظبي والعين.

وولد عقيدة علي المهيري، في مدينة العين، عام 1920، في وقت كانت فيه أبسط الأمراض قادرة على الفتك بحياة الناس، وكانت فيه الإمكانات البسيطة والخبرات المتراكمة عند ذوي الخبرة في الطب الشعبي تساعد على إنقاذ حياة الكثيرين. وبعد وفاة والديه في مرحلة الشباب، اعتمد عقيدة المهيري على نفسه مبكراً، فعمل بالغوص والزراعة، وبعض المهن الأخرى البسيطة، إلا أنه وفي العشرين من عمره عمل في مهنة الطب الشعبي، التي تعلّمها على يد جدته، وتكونت لديه دراية عميقة بكيفية معالجة أكثر من خمسين نوعاً من الأمراض الخطيرة على الإنسان، واستطاع بذكائه أيضاً أن يطور أدوات الحجامة، وعالج خلال ممارسته هذه المهنة الإنسانية آلاف المرضى.

موسوعة علمية

ولم يتوانَ الفقيد عقيدة المهيري عن علاج من يلجأ إليه ممن يرون في الطب الشعبي فائدة لهم، من غير مقابل أو بأجر زهيد تحت إلحاح المرضى، كما أنه لم يبخل عن توفير أية معلومات تتعلق بمهنته للباحثين والدارسين المهتمين بالطب الشعبي من ناحية علمية حديثة، واستفاد من خبرته العديد من الناس في الدولة وخارجها، فقد علّم كل من طلب منه هذا العلم سواء طلبة الطب أو الباحثين، ولم تقف خبرته عند حد معرفته الشخصية، بل نقل هذه الخبرة لحفيده عيسى.

ويعتبر عقيدة المهيري موسوعة علمية وثقافية واجتماعية ملمة بجميع مجالات الحياة، وهو مدرك بحقيقة الأنساب وأصولها وملم بجغرافية الأرض في كل من أبوظبي والعين ودبي، كما توفرت لديه خبرة جيدة في ترميم الأفلاج وصيانتها، وحظي في ذلك بثقة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليسهم في ترميم وصيانة أفلاج العين المختلفة. وفور نشر عبدالله بن عقيدة المهيري، الأمين العام لصندوق الزكاة، أمس، خبر وفاة والده عبر حسابه على موقع «تويتر»، توالت تغريدات العزاء.

Email