راشد بن حمدان لـ«البيان»: «جائزة حمدان الطبية» ارتقت بالبحث العلمي للعالمية

أكد الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، أن جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية كرمت، منذ الدورة الأولى عام 1999 ولغاية الآن، 200 فائز من مختلف دول العالم، وقد أصبحت الجائزة منصة تنافسية متفردة، حيث حصل اثنان من الفائزين بالجائزة على جائزة نوبل لاحقاً وهما الدكتور هارفي جيه آلتر والأستاذ الدكتور روبرت ج. ادواردز، مما يؤكد مسيرة الجائزة الحافلة بالإنجازات العلمية المثمرة، خصوصاً فيما يتعلق بدعم البحث العلمي وتكريم العلماء في كل مكان.

وقال، في حوار خاص لـ «البيان» : شكلت الجائزة قاعدة تنافسية بين المستشفيات والأقسام الطبية والأفراد العاملين في القطاعات الطبية والصحية للتنافس على شرف نيل لقب الجائزة، بالتركيز على تطوير أساليب العمل والارتقاء بمستوى تقديم الخدمات المقدمة وابتكار أساليب جديدة في الخدمات وسهلت من حصولهم على الاعتمادات الدولية للمنشآت الصحية، وساعدت على دعم البحث العلمي والنشر الطبي بين الأطباء بالدولة وأقرانهم بالمراكز الطبية حول العالم من خلال إبراز هذه الإنجازات حين التقديم للجائزة، وهنا يبدو جلياً الإسهام غير المباشر وغير المادي لدعم البحث العلمي كأهم أهداف الجائزة.

وتالياً تفاصيل الحوار:

ثقة غالية

بداية نهنئكم على الثقة الغالية التي أولاكم إياها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمناسبة تعيينكم رئيساً أعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، فما الذي تقولونه عن هذا التكليف؟

أود أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتشريفي أن أكون فرداً من فريق العمل القائم على إدارة أعمال المؤسسة، وأن نجتهد بمواصلة العمل المميز الذي أسسه الوالد المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وأن نسعى للارتقاء بهذا الإرث القيم بما يتماشى مع توجيهات حكومتنا الرشيدة وخططها المستقبلية.

بصمات إنسانية

- يُخَلد العظماء ببصماتهم الإنسانية ومواقفهم المشرفة تجاه القضايا الإنسانية، وفي مقدمتها الخدمات الصحية، فهل تعتزمون مواصلة السير على النهج نفسه الذي اختطه المغفور له الوالد الشيخ حمدان بن راشد، طيب الله ثراه؟

لقد كان المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، طيب الله ثراه، السند الكبير للعلم وللمعرفة من منظورها الشامل ومن ثم للعلماء والباحثين، كما كان أكبر داعم لقطاع الخدمات الصحية ليس محلياً فقط بل أيضاً إقليمياً وعالمياً، وأنا أؤكد أن الجائزة ستبقى إرثاً فكرياً رائداً، وسوف نسعى إلى مواصلة الدرب الذي خطه المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، طيب الله ثراه، من أجل الارتقاء بالبحث العلمي والخدمات الصحية في كل بقاع الأرض.

اليوبيل الفضي

- في الدورة 13 ستحتفل جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية باليوبيل الفضي، فهل هناك تغيير في الاستراتيجية التي تتبعها الجائزة؟

لقد وضعت القيادة رفاهية الإنسان في كل المجالات في جل اهتمامها، وهذا النهج يجعلنا نمضي في استراتيجية الجائزة لتأصيل ثقافة التميز والابتكار ونشر ثقافة البحث العلمي واستثمار مخرجاته، واضعة في الاعتبار ضرورة تفعيل العلوم الحديثة كالعلوم الجينية واستخدام الذكاء الاصطناعي وجعلها في بؤرة برامج التدريب وهي الخطوط العريضة التي وضعها المغفور له الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.

نزاهة الجائزة

- حصل اثنان من الفائزين بجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية على جوائز نوبل، الأمر الذي يؤكد مدى نزاهة الجائزة ودقتها في اختيار المواضيع المقدمة، فكيف يتم اختيار المحكمين؟ وما هي المراحل التي تمر بها عملية التقييم؟ وهل لدينا محكمين عرب في اللجان العلمية؟

تمر عملية اختيار الفائزين بمراحل متعددة تتم بمنتهى العدل والشفافية وتستغرق عاماً كاملاً للوصول إلى القائمة النهائية، حيث تبدأ من اللجنة العلمية الرئيسية للجائزة واللجان الفرعية، تليها مشاركة مجموعات من المحكمين المعتمدين يمثلون نخبة من المحكمين المتميزين، سواء من مواطني الدولة أو من العالم العربي أو من المحكمين الدوليين، ولقد أصبحت الجائزة منصة تنافسية متفردة، وقد يكون أحد الأمثلة التي نفخر بها هو حصول اثنين من الفائزين بجائزة حمدان للعلوم الطبية على جائزة نوبل لاحقاً، وهما الدكتور هارفي جيه آلتر والأستاذ الدكتور روبرت ج. ادواردز، مما يؤكد مسيرة الجائزة الحافلة بالإنجازات العلمية المثمرة، خصوصاً فيما يتعلق بدعم البحث العلمي وتكريم العلماء في كل مكان.

توعية

- كيف أسهم إنشاء المركز العربي للدراسات الجينية بتحسين الحد من الاضطرابات الوراثية في العالم العربي،؟ وكم عدد الأمراض الوراثية التي تم إحصاؤها لغاية الآن في دول الخليج؟

من أكثر الأدوار المحورية للمركز زيادة الوعي عن الاضطرابات الوراثية في العالم العربي، وتتمثل إحدى الطرق التي يقوم المركز بها لتحقيق ذلك توثيق وتحليل البيانات الوراثية المبلغ عنها لدى الأفراد العرب، فالبيانات الهائلة المتوفرة في قاعدة بيانات CTGA قيمة جداً للأطباء والباحثين وتسهم في تسريع البحوث، خصوصاً بالنسبة للمتلازمات الوراثية الجديدة والنادرة، والتي يتم الإبلاغ عنها بمعدلات عالية نسبياً في العالم العربي، وأظهر آخر تحديث لقاعدة البيانات الوراثية التابعة للمركز العربي للدراسات الجينية أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 700 مرض و1350 متغيراً جينياً لدى الأفراد الإماراتيين.

رعاية

- ما هي المؤتمرات الطبية التي ترعاها وتشارك بها الجائزة سنوياً، وما هي قيمة الدعم المخصص للمؤتمرات؟

تهتم الجائزة بدعم الفعاليات العلمية باعتبارها إحدى وسائل التطوير المهني المستمر للمنتمين إلى القطاع الصحي، بما يعزز من القدرة على مواكبة المتغيرات العلمية والمتطلبات التنظيمية وهو ما يمثل أحد مقومات المحافظة على تطوير المنظومة بأكملها.

وأود أن أشير إلى أن أحد أهم الأسباب لنجاح الجائزة هو المرونة العالية في قدرتها على التعاون مع مختلف الشركاء سواءً القطاع الأكاديمي كجامعة الإمارات وجامعة رأس الخيمة وجامعة الشارقة كجهات أكاديمية تعمل وفق أعلى معايير الجودة، أو القطاع الحكومي كهيئة الصحة بدبي ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وجمعيات العمل غير الحكومي كجمعية الإمارات الطبية الحاضنة الأولى للمتخصصين في الدولة وجمعيات العمل الأهلي.

وكذلك لا نستطيع أن نغفل الشراكات مع الهيئات الدولية كجامعة فيينا وجامعة واشنطن، وجامعة مونبلييه وجامعة الإمارات، أو كمنظمة الصحة العالمية.

ويختلف عدد المؤتمرات سنوياً وقد قارب 300 فعالية حتى الآن يتراوح فيها الدعم ما بين الدعم المادي والتنظيمي.

200 فائز

- كم عدد الأشخاص الذين فازوا بالجائزة منذ دورتها الأولى ولغاية الآن عالمياً وعربياً ومحلياً؟ وكم تبلغ قيمة المبالغ التي صرفتها الجائزة؟

تمكنت الجائزة خلال مسيرتها الحافلة على مدار حوالي 20 عاماً من تحقيق رسالتها الأساسية بتكريم الباحثين من كل أرجاء العالم، والذين يسعون بلا كلل أو ملل للقيام بأبحاث طبية متميزة تخدم البشرية جمعاء إلى أن وصل عددهم إلى أكثر من 200 فائز بجوائز وصلت قيمتها إلى ما يزيد على 25 مليون درهم.

ومع أن الاهتمام إعلامياً ينصب دوماً على الجوائز العالمية، فإنني أود أن أشير إلى أهمية عمل الجائزة محلياً من خلال جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد شكلت الجائزة قاعدة تنافسية بين المستشفيات والأقسام الطبية والأفراد العاملين في القطاعات الطبية والصحية للتنافس على شرف نيل لقب الجائزة، بالتركيز على تطوير أساليب العمل والارتقاء بمستوى تقديم الخدمات المقدمة وابتكار أساليب جديدة في الخدمات وسهلت من حصولهم على الاعتمادات الدولية للمنشآت الصحية، بل وساعدت على دعم البحث العلمي والنشر الطبي بين الأطباء بالدولة وأقرانهم بالمراكز الطبية حول العالم من خلال إبراز هذه الإنجازات حين التقديم للجائزة، وهنا يبدو جلياً الإسهام غير المباشر وغير المادي لدعم البحث العلمي كأهم أهداف الجائزة.

ميزانية

- كم تبلغ ميزانية الجائزة وهل هناك خطط لرفع ميزانية الجائزة خصوصاً بعد النجاحات التي حققتها وتخليدها اسم المغفور له الشيخ حمدان بن راشد، طيب الله ثراه؟

تسعى الجائزة منذ تأسيسها إلى تحقيق أهدافها من تكريم الأفراد والجامعات والمؤسسات ومراكز البحوث في كل أرجاء العالم لما حققوه من إنجازات فريدة، والعمل على وضع وتطوير منظومة لربط كل الخدمات لدعم أغراض البحث العلمي في الدولة وخلق بيئة مناسبة للباحثين الشباب، وتعزيز العمل لتأسيس قاعدة رسمية لتمويل ودعم البحوث والارتقاء بالقطاع الصحي بشكل عام سواء داخل الدولة وخارجها لذا تتغير الميزانية بناء على متطلبات الجائزة كل دورة.

وكما تعلمون فإن ميزانية الجائزة بدأت بمليوني درهم قبل عشرين عاماً واليوم فاقت موازنتها 25 مليون درهم للدورة الواحدة، ولن نبخل بدعمها فيما يخدم مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة ومن يعيش على أرضها.

شفافية

حجزت جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية مكانها على صعيد الجوائز العالمية في المجال نظراً لالتزامها بأعلى معايير النزاهة والشفافية، واعتمادها لجان تحكيم احترافية مختصة، أسهمت في ترشيح واختيار أفضل الباحثين والعلماء المتميزين على صعيد العالم، ولا أدلّ على دقة نتائجها من حصول اثنين من الفائزين بـ«جائزة حمدان للعلوم الطبية» على جائزة نوبل لاحقاً وهما الدكتور هارفي جيه آلتر والأستاذ الدكتور روبرت ج. ادواردز، مما يؤكد مسيرة الجائزة الحافلة بالإنجازات العلمية المثمرة، خصوصاً فيما يتعلق بدعم العلماء ورواد البحث العلمي.

الأكثر مشاركة