تأسيس جيل واعد من الشباب بخبرات متميزة أهم مكاسب برنامج الفضاء

فاروق الباز لـ «البيان »: مشاريع الإمارات الفضائية تعزز الإنجازات العلمية والاقتصادية في «الخمسين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا في وكالة «ناسا» الأمريكية، رئيس مركز الاستشعار عن بُعد بجامعة بوسطن، عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، في «حوار المستقبل» لـ«البيان»، أن التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تعد الأفضل عربياً، وأن نجاحات اقتصادية وعلمية تنتظر الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة بسبب إنجازات هذا القطاع، فيما لفت إلى أن أهم المكاسب التي حققتها الدولة هو تأسيس جيل واعد من الشباب يتمتع بخبرات متميزة، وأن نتائج استكشافات المشروعات الوطنية بالفضاء ستكون أساس التنمية للسنوات المقبلة، فيما تطرق إلى وضع منطقتنا العربية، مفيداً بأن أبرز تحدياتنا هو تجاهل الشباب وإيلاء القيادة لغير الكفاءات العلمية، وأن جهود علمائنا بالغرب مهمة، لكن الأهم منها هو دور ورؤية الحكومات لتطوير قدراتها، وأننا ينقصنا وجود «رؤية مستقبلية»، فيما يجب الاهتمام جداً بالتعليم، وأن يكون مواكباً للتطورات العالمية، وتالياً نص الحوار:

1 كيف ترى التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء منذ البدايات وحتى الآن؟

التجربة الإماراتية في قطاع الفضاء تعد الأفضل عربياً على الإطلاق بما حققته من مكاسب نوعية خلال السنوات الماضية، وبما تمتلكه من رؤية استشرافية لمشروعاتها، وصولاً للقدرات المادية وامتلاك الكوادر الوطنية الشابة، التي أصبحت تمتلك خبرات عريضة في كافة التخصصات المرتبطة بهذا القطاع.

ويتميز المشروع الفضائي الإماراتي بتنوعه الكبير، الذي شمل العديد من المشروعات مختلفة الأهداف، فهناك مرحلة البدايات التي اتسمت بتطوير وبناء الأقمار الصناعية بغرض التصوير والاستشعار عن بُعد، والتي شملت «نايف 1، ودبي سات 1، ودبي سات 2، وخليفة سات»، وصولاً إلى «MbZsAt»، القمر الصناعي الأكثر تقنية وتقدماً، وهي مرحلة جعلت من الدولة لاعباً رئيساً ومهماً عالمياً، بما قدمته عبر مشروع استكشاف المريخ «مسبار الأمل»، الذي يقدم ولا يزال، معلومات نوعية جديدة للمجتمع العلمي عن الكوكب الأحمر وأسراره، إن هذه الجهود والرؤية المستقبلية لم تتوقف، بل تواصلت لتشمل مشروعات جديدة نوعية، مثل مهمة استكشاف القمر، ومهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات، وهذه المشروعات الضخمة في مستهدفاتها تعكس قوة الإرادة والفكر المستقبلي الذي تتمتع به الدولة وقيادتها، ما يؤسس لمستقبل مزدهر لها خلال السنوات المقبلة، فضلاً عن تعزيز إسهاماتها ودورها العالمي في هذا القطاع.

2 حققت الإمارات منذ نشأتها نجاحات مهمة، كيف ترى مُقبل السنوات ورؤيتها لتحقيق نجاحات أكبر؟

إن قطاع الفضاء يعد حالياً بما يوفره من معلومات أساساً للانطلاقات الاقتصادية والعلمية للدول، والتي تؤثر إيجاباً في كافة قطاعات ومناحي الحياة التي يعيشها عالمنا حالياً، وإنه بالنظر إلى مستقبل الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة، فإنه من المؤكد أنه تنتظره نجاحات نوعية مهمة وكبيرة في كافة القطاعات، خاصة الاقتصادية منها والعلمية، كما أن دعائم هذا النجاح سترتكز في أسسها على ما يحققه برنامج الفضاء الإماراتي ومشروعاته النوعية على كافة الصعد، كونها تقدم مردوداً يساعد هذه القطاعات في تعزيز انطلاقاتها، فمثلاً وجود صناعات فضائية تكنولوجية وتقنية متقدمة ينعكس إيجاباً على الاقتصاد وتطوير الكوادر الوطنية، فيما الأقمار الصناعية المتطورة وما توفره من بيانات مهمة تساعد في مجالات تطوير البنى التحتية والتطور العمراني والبيئي ورسم مؤشرات مهمة لتطورها، وصولاً إلى المشروعات الضخمة، مثل (مسبار الأمل والمستكشف راشد ومشروع حزام الكويكبات)، فإنها جميعاً تؤسس لخطوات مستقبلية تهتم بتعزيز تصنيع المركبات الفضائية وأجهزتها المعنية بها، وكلها أهداف من شأنها أن ترسخ قوة البرنامج الفضائي الإماراتي، وتعظيم دوره بما ينعكس على تطور وتقدم الدولة خلال السنوات المقبلة.

كما أن الدعم اللا محدود والرؤية المستقبلية الذي يحظى بها هذا القطاع من قادة الإمارات، منذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذين أولوه جل اهتمامهم، كل هذا أسس لنجاحاته، كونهم يعلمون جيداً الأثر الإيجابي المتحقق من ورائه، وعلى العالم العربي دراسة التجربة الإماراتية في هذا الشأن، والنجاحات المنقطعة النظير، التي يمكن الاقتداء بها لمن يرغب في الانطلاق نحو تأسيس قطاع فضائي لهذه الدول، خاصة أننا نحن العرب أصحاب إنجازات تاريخية علمية ساعدت في نهضة كثير من الأمم، ومن ثمّ يجب علينا بعث هذه الروح من جديد.

3 ما رؤيتك للأثر المتحقق من التجربة الإماراتية اقتصادياً وعلمياً؟

من أهم الآثار الإيجابية التي حققها المشروع الفضائي الإماراتي هو ذلك الزخم الكبير الذي أوجدته هذه التجربة في تأسيس جيل واعد من الشباب والكوادر المتميزة، التي أصبحت خبراتها تزداد تراكماً عاماً بعد عام وتجربة بعد تجربة، وأن هذا التأثير المعنوي الهائل الذي يعزز من ثقة الشباب في إمكاناتهم ويلهم الآخرين الذين يبدأون لتوهم هذا الطريق، يجعل من تأسيس فريق وطني كبير يعمل على مشاريع كثيرة ومتنوعة أمراً بالغ الأهمية والتأثير، وذلك يؤكد أننا قادرون على الإنجاز وصناعة الفارق النوعي للإمارات نحو تقدمها وتطورها، وهذا برأيي مكسب ضخم وأهم نقطة ممكن أن تبنى عليها نجاحات الدول من خلال تمكين شبابها.

كما أن دور المرأة الإماراتية في تعظيم نجاحات البرنامج الفضائي الإماراتي هو أمر نوعي، وأثره ضخم، ولم يكن ليتحقق لولا رؤية المغفور له الشيخ زايد، الذي التقيته 3 مرات، حيث كانت المرة الأولى في عام 1974، وذلك بعد انتهاء مشروع «أبوللو» لاستكشاف القمر، وحينها زرت دول الخليج العربي للمحاضرة عن النتائج العلمية لرحلات أبوللو إلى القمر، وإنني أتذكر حينما سألني الشيخ زايد.. هل ستحاضر للشباب؟ فأجبته: نعم بالمدرسة الثانوية للبنين، فرد علي المغفور له، مضيفاً «والبنات؟»، ومن خلال إجابة الشيخ زايد، تعرفت على فكر هذا القائد العظيم الذي سار على دربه قادة الإمارات من بعده.

4 كيف هو المردود العالمي عن نجاحات مشروعات الدولة وتأثيرها العلمي؟

أتعامل وأتواصل مع مختلف وكالات الفضاء العالمية، وأعلم الكثير عن مشروعاتهم ونتائجها العلمية، إذ إن لكل منها خصائصها ومستهدفاتها التي تعود نفعاً عليها وعلى العالم، وأنه بالنظر إلى التجربة الإماراتية فإني أرى أنها ناجحة جداً، وأن ما أسس لذلك هو التنوع الكبير من خلال مشروعاتها المختلفة، فيما يكسبها ذلك تقديراً واحتراماً وثناءً عالمياً على ما يتحقق منها من إيجابيات، خاصة أن قطاع الفضاء يعتمد على التعاون الدولي والتبادل المعرفي، ولذلك فإن جهود الدولة مُقدرة جداً في هذا الشأن، وأن أكثر ما يثير الإعجاب عالمياً بالتجربة الإماراتية هو ذلك التمكين الضخم للشباب واعتماد نجاحات المشروعات عليهم وعلى كفاءتهم، وهو أمر بالغ الأهمية ويعكس ما يصبو إليه فكر القادة وما يتحقق فعلياً.

5 كيف تعلّق على رؤية القيادة الإماراتية وجهودها لتطوير قدرات الدولة فضائياً؟

النجاحات الإماراتية في قطاع الفضاء تعود في أساسها لرؤية القيادة في كل الأوقات ومنذ نشأتها وحتى الآن، والتي وفرت وهيأت كل أسباب التميز لها، وإنني من خلال تجربتي الشخصية مع المغفور له الشيخ زايد، أرى أنه قائد مُلهم امتلك رؤية استشرافية لمستقبل وطنه، خاصة في ما يتعلق منها بتعزيز التعلم وتطوير كفاءة وقدرات أبنائه المواطنين، وقد التقيت المغفور له في العام 1975، برفقته طاقم رحلة «أبوللو 15»، ورائد الفضاء «جيمس أروين»، الذي سار على سطح القمر، ولمست مدى انبهارهم الكبير باهتمام الشيخ زايد بالتعرف على تفاصيل الرحلة إلى القمر، وسؤاله عن كيف كان يعيش الرواد، فيما يعكس ذلك سعة علمه ومعرفته واهتمامه بأن يكون للإمارات دور مهم في هذا القطاع مستقبلاً، وهو ما تحقق بالفعل لاحقاً من خلال دعم القيادة الحالية للدولة.

6 كيف يمكن أن نستعيد تاريخنا العلمي وإعادة أمجادنا العربية؟

استعادة تاريخنا وإنجازاتنا العلمية العربية تحتاج الكثير من العمل لسنوات طويلة مقبلة، كوننا تأخرنا كثيراً عن اللحاق بركب التقدم الحاصل على كافة المستويات والقطاعات، وقد فقدنا نحن العرب الكثير من رصيدنا المعرفي الذي بناه أجدادنا، فيما استفاد منه الآخرون وبنوا عليه حضارتهم وتقدمهم، واعتبر أن ذلك أمر محزن، لكن في الوقت ذاته لا ينبغي مطلقاً الاستكانة لذلك، بل علينا من الآن التحرك وبمنتهى السرعة والقوة للحاق بالأمم المتقدمة، وفي سبيل تحقيق ذلك يجب أن نعطي للشباب والمرأة أولوية كبيرة في تمكينهم، والاستفادة من قدراتهم وإمكاناتهم، إذا ما أردنا تحقيق مستقبل مليء بالإنجازات والنجاحات.

7 ما أكثر التحديات التي تواجه دولنا العربية حالياً في سبيل رقيها؟

أهم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية عدم إيلاء المعرفة والعلم الأهمية اللائقة التي تستحق، فبدون ذلك لن يكون هناك سبب للتطور والتقدم، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون لدينا مشروع نهضوي مستقبلي، نعتمد في أركانه على تكريس العلوم نهجاً وطريقة عمل.

وهناك تحدٍ آخر، وهو عدم الاهتمام بالشباب من جهة حكوماتنا العربية وإعطائهم قدرهم الذي يستحقونه، خاصة أنهم من يمتلكون المستقبل ولديهم من التصميم والإرادة ما يجعلهم قادرين على تحقيق أحلامهم، وهذا لن يتأتى بغير تمكينهم والاهتمام بهم ورعاية الكوادر المتميزة منهم، وهناك تحدٍ ثالث، وهو وجود المحسوبية والعلاقات الشخصية للحصول على وظائف قيادية مهمة، دونما النظر إلى الكفاءة المهنية، وأعتبر أن ذلك خطر كبير يهدد مشروعاتنا النهضوية لدولنا العربية.

وأضرب مثالاً يدلل على ما أقصده، وذلك حينما سافرت للعمل في وكالة ناسا الأمريكية خلال فترة اتسمت حينها بالقلائل والعلاقات السيئة بين أمريكا ومصر، وعلى الرغم من ذلك التحقت بالعمل اعتماداً على كفاءتي، ودونما النظر لأي خلفيات أخرى، بل على العكس من ذلك، فقد تمت ترقيتي في فترة بسيطة جداً لم تتعد الـ6 أشهر، ليتم تعييني سكرتير عام لجنة اختيار مواقع الهبوط على سطح القمر، وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق، ودقيق جداً، كوني مسؤولاً عن نجاح مهمة أبوللو والهبوط على القمر، فيما يؤكد ذلك أن الكفاءات البشرية والمهنية هي الأساس التي يتم الاعتماد عليها دونما النظر لأي اعتبارات أخرى، وأنه إذا استمر اختيار الكوادر من غير الكفاءات في عالمنا العربي، فإننا لن نصل لمبتغانا، ولن نستطيع استعادة أمجادنا وتاريخنا العلمي العريق.

8 كيف يمكن الاستفادة من المشروعات الفضائية لحماية كوكبنا؟

خدمة البشرية وكوكب الأرض هي الهدف الأسمى من كافة المشروعات والمهمات الفضائية العالمية، ولذلك فإن توصيف الأمم المتحدة لهذه المشروعات بـ«السلمية» كان الأساس للسماح بمزاولة الدول أنشطتها، حيث لا مجال للعدوانية والحروب والتنافس بين الدول في هذا الشأن، بل التكامل والتعاون وتبادل المعلومات والخبرات هو الأساس للجميع، وهو أمر بالغ الأهمية في نظري.

ومن ناحية حماية كوكبنا والبُعد الاقتصادي للأنشطة الفضائية، فإن هذه المشروعات داعم كبير ورئيس لها، حيث إن هناك ملفات بالغة الأهمية تعتمد في عملها على مشروعات الفضاء، مثل (الأمن الغذائي والمائي والتغيرات المناخية)، وتطوير وسائل الاتصال والتطور العمراني، وعمليات الإغاثة ومواجهة الكوارث، هي كلها ملفات تعتمد في تطويرها على المشروعات الفضائية سواء كان ذلك عن طريق الاستشعار عن بُعد أو التصوير الفضائي عبر الأقمار الصناعية.

فاروق الباز:

› تجربة الإمارات الأفضل عربياً بمكاسبها النوعية ورؤيتها المستقبلية

› زايد وقادة الدولة وفروا دعماً ورؤية استشرافية للانطلاقة الحالية

› نتائج استكشافات المشروعات الوطنية أساس التنمية للسنوات المقبلة

› التصنيع الفضائي يعزز من المؤشرات التنموية الإيجابية للدولة

› العالم يقدّر جيداً تجربة الإمارات وتنوع مشروعاتها

› دور كبير للمرأة الإماراتية في نجاحات البرنامج الفضائي الوطني

› نتائج مشروعات الفضاء تذلل تحديات الأمن الغذائي والمائي والمناخ

ضرورة تعزيز التكنولوجيا والعلوم في المناهج التعليمية

أوضح فاروق الباز عالم الفضاء والجيولوجيا أن العرب لا ينقصهم شيء من أجل التحرك نحو المستقبل وإيجاد موضع قدم لهم بين الأمم المتقدمة، وأضاف: لدينا العلماء والعقول والكوادر البشرية الشابة، ولدينا كذلك الأموال التي يمكن الاستفادة منها، لكن برأيي ما ينقصنا فعلياً هو أن يكون لدينا رؤية مستقبلية وخطط وأفكار تستلهم القادم واحتياجاته، وتعتبر «علوم الفضاء» وتعزيز دورها ونشرها فرصة مهمة جداً للارتقاء باقتصاداتنا ومستقبلنا في القطاعات كافة، وعلينا في مناهجنا التعليمية أن نعزز دور التكنولوجيا والعلوم، لأنها الأساس نحو استشراف المستقبل، كما يجب علينا التعاون بقوة فيما بين دولنا العربية لإعادة نهضتنا العلمية.

خبرات

وأشار إلى أن العلماء العرب في الغرب يشاركون بخبراتهم ومجهوداتهم بقدر ما يستطيعون، وفي نظري ليس ذلك مهماً بالقدر الكافي، بل المطلوب هو دور قوي وفاعل من الحكومات والقادة العرب لتطوير قدرات دولهم والارتقاء بها، كما أنه مطلوب تعزيز التعاون فيما بيننا بالشكل اللائق للاستفادة من إمكاناتنا، كما أن هناك دوراً رئيساً ومهماً يقع على عاتق جامعة الدول العربية، للاستفادة من مشروعاتنا الفضائية بهدف الارتقاء ورفعة منطقتنا وتعظيم الواقع العربي، وإيجاد مشروع نهضوي ومعرفي يليق بتاريخنا العريق ويستشرف مستقبلنا لأجل الأجيال القادمة.

معرفة

كما لفت إلى أن الاستكشافات الفضائية ليس لها حدود مطلقاً، وكل يوم يحمل جديداً في ما يخص تعزيز المعرفة البشرية، التي تنعكس إيجاباً على خططنا وبرامجنا في كافة الدول وبكل القطاعات سواء كانت اقتصادية أو بحثية علمية أو بيئية لحماية كوكبنا، وغيرها الكثير من الأهداف، وفي ما يخص منطقتنا العربية فإنه لكي نستفيد من التطور الهائل الحاصل من قطاع الفضاء لينعكس على خططنا التنموية، فإننا نحتاج لكثير من العمل والجهد الدؤوب والمستمر لكي نصبح مشاركين عالمياً في هذه الإنجازات، وهذا ما كرسته الإمارات نهجاً لها مبكراً وحققت إنجازات فيه.

مردود

وأضاف أنه بالنظر إلى المردود الاقتصادي من تعزيز قطاع الفضاء والاعتماد عليه، فهو أمر ضخم، وتأثيره كبير جداً، فبنظرة سريعة نجد أن التقدم التقني والتصنيع الفضائي يمنح مؤشرات اقتصادية جيدة للدول المعتمدة على ذلك من ناحية، فيما من جهة أخرى نجد أن المعلومات التي توفرها الاكتشافات الفضائية، مثل الأقمار الصناعية على سبيل المثال، فإنها تساعد على تطوير البنى التحتية للدول وتعزيز تطورها العمراني، ومتابعة كافة مؤشراتها التنموية التي تؤثر على تقييماتها في كافة المناحي.

اسباب

وتابع: بالنظر إلى التجربة الأمريكية ونجاحاتها الحالية، نجد أنها اعتمدت في كثير من أسبابها على التطور الكبير في مشروعها الفضائي، الذي نفذته «ناسا»، خاصة بعد أن كان الاتحاد السوفييتي حينها متقدماً عليها كثيراً، لكن الولايات المتحدة تداركت ذلك سريعاً، وبدأت في إرسال بعثات اكتشاف للقمر، فيما توالت بعدها المشروعات الأخرى، التي حققت مردوداً اقتصادياً كبيراً، ولذلك نجد أن الحكومة الأمريكية تخصص لـ«ناسا» التمويل اللازم وتضعها في مكانتها التي تستحق.

Email