مديرة مركز إيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة لـ «البيان»:

الطنيجي : «أمان» يمنح الضحايا رعاية نفسية ودعماً قانونياً وتأهيلاً مهنياً

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت خديجة العاجل الطنيجي مدير عام مركز «أمان» لإيواء النساء والأطفال في رأس الخيمة، أن المركز يقدم كافة أشكال الرعاية لتحسين الحالة النفسية للضحايا التي تكون في غاية الحساسية وتحتاج إلى رعاية نفسية متخصصة وعالية المستوى، على أيدي فريق من الاختصاصيين لمساعدتهم على تخطي محنتهم، بالإضافة لتقديم الدعم الصحي والقانوني، وتأهيلهم بإشراكهم في دورات تعليمية وحرفية وترفيهية والاستعداد للعودة إلى الحياة الطبيعية في بلدانهم بالتعاون مع سفارات بلدانهم في ظل دعم القيادة الرشيدة وبالتعاون مع رجال الأعمال.

وقالت لـ«البيان»: «يوفر المركز كافة وسائل التعليم والتدريب، وتتمثل أهم مجالات التدريب في تعلم اللغات والحرف اليدوية والمهارات المهنية البسيطة إلى جانب الحرف اليدوية والفنون وغيرها، ولا يقتصر دور المركز على رعاية تلك الحالات داخل الدولة، وإنما يمتد إلى مواصلة التنسيق مع الجهات المختصة في بلدانهم لإلحاقهم بمؤسسة متخصصة في رعاية ضحايا الاتجار بالبشر لمتابعة إعادة التأهيل، وتجنّب سقوطهم مرة أخرى في شباك المتاجرين بالبشر».

تشريعات

وأوضحت الطنيجي، أن المرأة والطفل يتمتعان بالرعاية الكاملة من قبل قيادتنا الرشيدة التي وجهت بسن التشريعات والقوانين للانطلاق نحو مستقبل أفضل بكل ثقة بعيداً عن المعوقات والتحديات، في ظل دعم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، في تقديم الدعم المادي بنسبة 100% للمركز بالإضافة للدعم المعنوي، حيث شهد المركز توسعة شاملة بنسبة 100% بعد ضم المبنى الجديد لمرافق المركز، كما امتد عطاء سموه إلى تخصيص قطعة أرض جديدة لبناء مركز بمساحة أكبر وفق المواصفات العالمية، تحسباً لاستيعاب حالات جديدة مع توفير المساحات الخضراء والملاعب والمرافق التي تسهم في صون كرامة تلك الحالات.

وأشارت إلى عطاء القيادة الرشيدة والتي تمثلها مبادرات حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد، ودعمها المعنوي لتوفير الأجواء الأسرية للحالات التي يحتضنها المركز، وصولاً إلى دور سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس القضاء، وتوفير الغطاء القانوني والأمني لتلك الحالات من خلال تسريع مراحل التقاضي بالمحاكم، بهدف بث الطمأنينة في نفوس لحالات العنف الأسري والاتجار بالبشر.

تعامل فوري

وقالت: «يؤمن المركز بأهمية وسرعة التعامل الفوري مع بلاغات الاتجار بالأشخاص والعنف ضد الأطفال والنساء، بغض النظر عن ساعة ووقت الإبلاغ عنها، حيث استقبل الخط الساخن للمركز 826 مكالمة منذ بداية العام الجاري، والتي تم من خلالها معالجة الخلافات الأسرية دون اللجوء للمحاكم على أيدي المختصين بالمركز في سرية وخصوصية تامة للمعلومات، حيث نعتبر جميع المعلومات والتقارير والإفادات والوثائق التي نحصل عليها وثائق ومعلومات سرية لا يجوز الإفصاح عنها أو نشرها أو تقديمها سوى للجهات المخولة وفق القانون بحق الاطلاع عليها».

وأشارت إلى أن المركز نجح في التغلب على تحديات جائحة كورونا، من خلال توفير أعلى معايير الأمان الصحي بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للحالة، واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل الجهات المختصة في حالة إصابة الضحية بمرض معدٍ، حيث تم تخصيص غرفة للعزل للحالات الجديدة لحين استخراج جميع الكشوفات الصحية، ليتم تقديم أوجه الرعاية الاجتماعية والنفسية، ما أسهم في كتابة قصص نجاح حققتها الحالات خلال استضافتهم بالمركز، منها جمع شمل طفلتين مع والدتهما بعد تعرضهما للعنف الأسري من قبل الأب، حيث نسق المركز سفرهما إلى الأم في أحد البلدان الأوروبية، والتكفل برعايتهما الاجتماعية والدراسية بالتعاون مع مفوضية شؤون اللاجئين في تلك البلد، وأخريات افتتحن مشاريعهن الخاصة في بلدانهن بعد عودتهن إليه.

ورش عمل

وأوضحت الطنيجي، استهدف المركز تنفيذ 50 ورشة عمل ودورة تدريبية وفاعلية خلال العام الجاري 2022، استمراراً لدوره المجتمعي في رفع الوعي والتثقيف بمجالات مناهضة العنف والاتجار بالأشخاص وفق القوانين الوطنية والمواثيق الدولية، حيث قام المركز بتقديم كتيبات توعوية بـ 10 لغات، بالإضافة لتنظيم الفعاليات والجلسات الحوارية والاحتفال باليوم العالمي للمناسبات المختلفة بالتعاون مع أندية الجاليات ومراكز التسوق والمدارس.

وأكدت الطنيجي، أن أبرز التحديات التي يواجهها المركز تتمثل في اللغة خلال التعامل مع حالات الاتجار بالبشر الجديدة، حيث يتم الاستعانة بالمترجمين من السفارات التابعة لها الضحية، بالإضافة لعدم تقبل الحالة برامج التأهيل في ظل حالتها النفسية عند استقبالها، وصولاً للأمراض المعدية التي قد تكون مصابة بها الحالة، حيث يتم استضافتها في غرفة العزل لحين الشفاء الكامل، وتمتد التحديات إلى ضيق مساحة المركز، والذي لا يتيح توفر ملاعب رياضية يمكن من خلالها مساندة البرامج التأهيلية والنفسية.

وأشارت إلى أهمية الأسرة في احتضان أطفالهم الذين يميلون في الأغلب إلى تقليد الآخرين، وبخاصة الراشدين أو من هم أكبر منه سناً، حيث يجب بث روح الحب والتعاون بين جميع أفراد الأسرة والاستماع إلى الأطفال ومشاركتهم تجاربهم وألعابهم وعدم الابتعاد عنهم أو توجيه اللوم المتكرر لعدم التأثير على الحالة النفسية لديهم، مما يترتب عليه تشكيل طفل عنيد يتمتع بالعنف ضد المحيطين به وخاصة باقي أفراد أسرته وأصدقائه.

Email