خلال جلسة حوارية في «مساحتكم عبر البيان»:

الميتافيرس.. مستقبل الصناعات الإبداعية في دوله الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت «البيان» حلقة جديدة من الجلسة النقاشية «مساحتكم عبر البيان»، على حساب «البيان» عبر منصة «تويتر»، تحت عنوان «الميتافيرس.. مستقبل الصناعات الإبداعية»، وذلك بالتوازي مع إعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، مطلع مايو الماضي، إطلاق سُلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضيّة لمقر «ذا ساند بوكس»، أول هيئة تنظيمية حكومية في العالم تدخل عوالم «الميتافيرس»، التي أكدت دراسة أجرتها مؤسسة «جارتنر» للأبحاث والدراسات، مشاركة 30% من المؤسسات بمنتجاتها وخدماتها عبر تطبيقاته ووصول نسبة مستخدمي هذه التقنية الرقمية نحو 25% بحلول عام 2026، في ظل حضور اقتصاد افتراضي مُتاح بالعملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).


   مشاركة
وشارك في الحلقة النقاشية معالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، الذي دعا إلى مواكبة المستجدات التقنية في مجال «الميتافيرس» والاستفادة من خصائص «الميتافيرس» في ابتكار مشروعات ومبادرات مستقبلية موثوقة.


وأشاد معالي عمر سلطان العلماء بالدور الريادي لـ«البيان» وطواقم العمل فيها، التي تواكب ورقياً ورقمياً المستجدات العالمية وانعكاساتها الملهمة في الإمارات، إلى جانب إثراء المشهد الثقافي والمعرفي بمحتوى استثنائي في الطرح والمضمون، عبر مبادرتها التي تسهم في إنشاء جيل واعٍ لكل ما يدور حوله من أحداث محلية وعالمية.

 


كما شهدت الجلسة مشاركة من الدكتور علي الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في سلطنة عمان الشقيقة. وشارك في الحوار كل من الدكتور سعيد مبارك بن خرباش المدير التنفيذي لقطاع النشر والفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، عضو مجلس مستقبل العملات المشفرة العالمي، والدكتور مروان الزرعوني الرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين، وعبد الرحمن الخاجة عضو المكتب الاستشاري باتحاد الإمارات للرياضات الإلكترونية ومؤسس معرض «ميتاكون»، وهالة خياط المدير الإقليمي لمعرض «آرت دبي»، وسلطان بن خرشم المدير التنفيذي لشركة تواصل سمارت.

 


وأشارت منى بوسمرة رئيس التحرير المسؤول لـ«البيان» في بداية الجلسة، إلى أنه تم دعوة العديد من الشخصيات المتخصصة في مجال تقنية المعلومات والمحتوى الرقمي للحديث عبر «مساحتكم عبر البيان»، لمناقشة طبيعة التطوير والتغيير اللذين أحدثتهما تقنية «الميتافيرس» في مختلف الميادين، وتأثيراتها المستقبلية في قطاع الثقافة والفنون ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي، وتخوّفت بعض الأسماء المرشحة من الحديث بداعي أنه ليس هناك الكثير من المعلومات المتاحة أو التجارب المؤكدة حول هذا الموضوع، منذ أن أعلنت شركة «فيسبوك» في أكتوبر 2021 تغيير اسمها إلى «Meta – ميتا» خلال مؤتمر الواقع الافتراضي والواقع المعزز Facebook Connect، الذي ركزت محاوره على «الميتافيرس»، للجمع بين تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في عالم جديد عبر الإنترنت. وأكدت منى بوسمرة على أهمية موضوع الجلسة التي تناقش قضية تلعب دوراً حيوياً في صياغة المستقبل.

 


وفي بداية النقاش، ثمّن مدير الجلسة، الإعلامي الإماراتي محمد المناعي من مؤسسة دبي للإعلام، دور «البيان» في طرح مبادرات نوعية تواكب مستجدات الإعلام الجديد وتقنياته الحديثة تحت إدارة منى بوسمرة، رئيس التحرير المسؤول لـ«البيان»، التي وجهت بتخصيص «مساحتكم عبر البيان»، على حساب «البيان»، عبر منصة «تويتر»، لمناقشة ملفات مهمة، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.


ودعا معالي عمر سلطان العلماء خلال مشاركته في الجلسة النقاشية، إلى جانب مسؤولي وخبراء وصناع محتوى التقنيات الرقمية والذكاء الصناعي، إلى مواكبة المستجدات التقنية في مجال «الميتافيرس»، والاستفادة من خصائصها في ابتكار مشروعات ومبادرات مستقبلية موثوقة تخدم قطاعات الثقافة والفنون، ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي في إمارة دبي والإمارات.

 


وحول طبيعة التطوير والتغيير اللذين أحدثتهما تقنية «الميتافيرس» في مجال الفنون، تحدثت في البداية هالة خياط، مؤكدة أن أنه على مستويات تفاعل قطاع الفنون المعاصرة مع التقنيات الافتراضية مرضية بشكل كبير إبان الظروف الناجمة عن فيروس «كوفيد 19» التي سهّلت على مستخدمي الهواتف الذكية والنظارات الذكية، خاصة نظارات الـ AR، بأن يشعروا وكأنهم في داخل العالم الافتراضي التفاعلي للمتاحف والمعارض الفنية ويعيشوا عبرها تجربة ثرية، حيث تحيط بهم عناصر ديجيتال من كل مكان.


 فخر  واعتزاز


وأضافت هالة خياط: «وبدوري كاختصاصية فنون والمدير الإقليمي لمعرض «آرت دبي»، لا بدّ أن أعبّر عن فخري اعتزازي بانتمائي لمجتمع دبي الإبداعي. الإمارة التي تسبق عصرها في دعم قطاع الفنون والثقافة بكافة الوسائل والسبل، ما حفزنا لإطلاق قسم «آرت دبي ديجيتال» عبر فعاليات المعرض هذا العام الذي يمثل جسر التواصل بين التشفير الرقمي وعالم الفن، ومعارض فنية جماعية خلّاقة، وبرنامجاً طموحاً للمحادثات متعددة المواضيع، منها الظروف التي نمت فيها الرموز غير قابلة للاستبدال (NFTs) وفن الفيديو والواقع الافتراضي (VR) منذ ظهور الفن الرقمي في الثمانينيات، بالإضافة إلى السباقين في ساحة الفن الرقمي التي تتوسع بسرعة بالتعاون مع مجموعة منتقاة من 15 صالة عرض ومنصة عالمية».


 تكثيف التجارب


وبما يتعلق باستثمار هذه التقنية الرائدة في تعزيز توجهات واستراتيجيات عمل الاقتصاد الإبداعي في الإمارات، وكيف يمكن للإمارات تحقيق ذلك وتحديداً في ظل ريادتها التقنية ونجاحاتها الثقافية، أكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، أن إدراك المعنى الكامل لعالم «الميتافيرس» يحتاج منا الكثير من الجهود واستثمار الطاقات والتجارب في هذا المجال الذي سوف يلعب دوراً كبيراً في صناعات الفنون والثقافة المعاصرة. وقال: بدأنا في هيئة دبي للثقافة والفنون في تلمس هذه العوالم ومواكبة مستجداتها منذ بداية العام الجاري، بتعاون مع «مورو كولكتيف»، المبادرة الرائدة في الإمارات العربية المتحدة لتنسيق المعارض الفنية الرقمية التي تمثل رموزاً غير قابلة للاستبدال (NFTs)، من خلال معرض 50/‏‏‏‏‏‏‏50 بمكتبة الصفا.


  إنترنت التملك
وفي محور مستقبل الاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات، في ظل هذه التقنية الحديثة، قال الدكتور مروان الزرعوني: «تعتبر الميتافيرس تطوراً طبيعياً لعالمنا المتصل، وبذلك تعد التقنيات المتطورة على غرار بلوك تشين محوراً لنجاح هذه العوالم بالنسبة للجميع، والفرق بينها وبين العوالم الافتراضية الأخرى أننا ننتقل عبرها من مرحلة المعلوماتية والمالية والشراء والبيع بوجود منصات تسويقه والبورصة المالية إلى أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة التملك عبر استخدام العملات الرقمية، التي ستلعب دوراً محفزاً لعدد من المحاور منها الوصول السريع لرؤوس الأموال، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل تقنية ميتافيرس».


وفي ما يتعلق بالحاجة إلى مظلة تشريعات تحفيزية متخصصة بالمجال توفر بيئة محفزة وثرية لتسهم هذه التكنولوجيا بشكل حقيقي في رفد الصناعات الإبداعية، أوضح الدكتور مروان الزرعوني أن التشريعات المتعلقة بالتقنيات الحديثة يفترض أن تكون داعمة لقطاع الإبداع، وتبتعد عن التعقيد وتتماشى مع طبيعة الصناعات الإبداعية، وارتباطاتها بحقوق الملكية الفكرية، وبراءات الاختراع، وتمكين جزء كبير من الجمهور للوصول إليها وابتكار مشروعات متفردة تسهم في حراك السوق، وتعطي المجال لرعاية وتقديم التأهيل المعرفي للمبدعين، ودعم المستثمرين، إلى جانب استشراف مستقبل التشريعات المنوطة بالتقنيات الحديثة، ووضع أسس ومعايير ديناميكية على ضوء التطور الاقتصادي الذي تشهده دوله الإمارات.

 


وأوضح سلطان بن خرشم، أن علينا النظر إلى العنصر الاقتصادي وحجم السوق لندرك أهمية الإيقاع المتسارع للتقنيات الافتراضية ومقدمتها تقنية «ميتافيرس»، حيث سيكون الاستثمار في «ميتافيرس» مقارباً نوعاً ما للأيام الأولى للإنترنت، التي أثمرت عن تشكيل شركات التكنولوجيا العملاقة التي غيّرت مجرى التاريخ، وأصبح اعتماد العالم عليها حتمياً في نواحٍ عدّة من الحياة. ووفقاً لتوقع تقرير وحدة المعلومات في «بلومبرغ إنتيليجنس» سوف يبلغ حجم سوق «ميتافيرس» 800 مليار دولار في 2024.


 «ميتاكون» دبي
وحول فكرة وأهمية معرض «ميتاكون» وارتباطه بتقنيات العوالم الافتراضية «ميتافيرس»، قال عبد الرحمن الخاجة: إن المعرض يشكل أهمية لإماره دبي وقطاع الثقافة والفنون كونها المدينة الأولى عالمياً التي تسلط الضوء على عوالم «ميتافيرس» وتحويلها إلى واقع حقيقي، ويحتفي كذلك بالتقنيات الحديثة المتخصصة في مجالات تكنولوجيا مثل ميتافيرس وألعاب «بلوك تشين»، والرياضات الإلكترونية، والرموز غير القابلة للاستبدال، كما سعى المعرض إلى تسليط الفعالية الضوء على الرياضات الإلكترونية.


وأضاف عبد الرحمن الخاجة: إن الإمارات ودبي تمتلكان سمعة وشهرة عالمية لا يستهان بها في استقطاب كافة المبادرات والمشروعات ذات الصلة بالثقافة والفنون، خاصة مع وجود سوق ضخمة وواعدة تضم كافة المجالات.

 

 

وفي مساحة تعليقات المتابعين للجلسة النقاشية، تحدث الدكتور علي الشيذاني، أن عالم «ميتافيرس» ليس عالماً افتراضياً حديثاً، ولكن لم يجد الفرصة في الماضي في الانتشار وتمكن من الأدوات، و«فيسبوك» أعادت طرح أفكاره بذكاء في الوقت الحالي، المتحرر من الكثير من القيود ويتمتع بكثير من المبادرات الفردية أو المؤسسية المبتكرة.وأضاف الدكتور علي: للسلطنة تجربتها الخاصة في مجال العوالم الافتراضية، وذلك من خلال معرض الاتصالات وتقنية المعلومات «كومكس 2021» تحت شعار «التحول الرقمي والتبني المتسارع لمستقبل الذكاء الاصطناعي».قدم عطا الله الحربي، معلم تقنية رقمية بمدارس الموهوبين بمكة المكرمة، تجربته في تعريف الطلاب بأهمية عوالم «ميتافيرس»، التي وصفها بالجديدة كلياً، ومرت بالعديد من المراحل، أهمها تتمثل في عقد لقاءات مع الطلبة لمحو أمية «الميتا فيرس»، وشرح المفهوم وتطبيقاته وأهميته في المستقبل القريب.


العالم الموازي
في حين أكد Eljaboom، مؤسس شركة Ajoobz والمستشار في مجال تقنية المعلومات: «بلا شك أن تقنية «ميتافيرس» سوف تسهم في ظهور مشروعات وصناعات إبداعية وفقاً لديناميكيات السوق واتساع مجال العملات المشفرة».

Email