مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات لـ« »:

«براكة الإمارات» يؤكد قدرات التأهب والاستجابة للطوارئ النووية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن استضافة دولة الإمارات لتمرين كونفكس-3 «براكة الإمارات» تأتي بهدف تسليط الضوء على قدرات التأهب والاستجابة للطوارئ النووية الموجودة في الدولة، وإبراز الجاهزية والإمكانيات الوطنية للمجتمع الدولي في هذا المجال وتأكيداً على مبدأ الشفافية التي تنتهجه الدولة.

وأوضح الكعبي في تصريح خاص لـ«البيان» أن الإمارات تملك منظومة وطنية متكاملة للاستجابة لحالات الطوارئ المحتملة وتمتلك بنية تحتية فعالة ومنهجية استباقية بما يخص الطوارئ الإشعاعية، كما أن المنظومة الوطنية للاستجابة لحالات الطوارئ الإشعاعية تمتلك جميع الخطط المدروسة، ولديها فرق عمل جاهزة ومتأهبة، وقامت بسبعة تمارين وطنية شاملة قبل تشغيل أول محطة في براكة، الأمر الذي يعكس مدى حرص دولة الإمارات على رسم خارطة طريق دقيقة لمواجهة أي حالة طارئة بفعالية وبجاهزية ومنهجية منقطعة النظير لا تترك أي شيء للصدفة ولا تنتظر وقوع الخطأ.

وأشار إلى أنه تم استضافة هذا التمرين سابقاً في خمس دول وينعقد من 3 إلى 5 سنوات، وتعتبر الإمارات أول دولة عربية تمتلك محطة نووية وتنجح في استضافة هذه الفعالية وفق تنسيق دقيق وإجراءات متكاملة، وسيكون التجمع الدولي السادس بالتحديد في منطقة الظفرة وسيمتد إلى 36 ساعة متواصلة، وينطلق يوم الثلاثاء المقبل 26 أكتوبر الساعة السابعة صباحاً حتى يوم الأربعاء الموافق 27 أكتوبر الساعة السابعة مساء.

وأضاف الكعبي أنه تم اعتماد مشاركة 75 دولة، و12 منظمة دولية متخصصة، وأكثر من 100 مختبر تخصصي على مستوى العالم، وقامت الفرق المختصة الوطنية بعدة تمارين تحضيرية، حيث قامت قبل أسبوعين بإقامة «تمارين تحضيرية» شاملة لهذا التمرين امتدت 36ساعة، وخلال التمرين المرتقب، ستشارك فرق الدعم المتواجدة في الدولة باليوم الثاني من التمرين، هذا بالإضافة إلى تواجد الضيوف الدوليين في الميدان كمراقبين، ومراكز العمليات التخصصية للدول التي ستتابع التمرين من خلال مراكز العمليات المنتشرة فيها أو من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

خطط

وفي سياق متصل، أشار الكعبي أن الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث تعتبر الجهة الرئيسية على المستوى الوطني المسؤولة عن الإشراف والتنسيق ووضع المعايير والأنظمة واللوائح المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتشرف الهيئة على وضع خطط وطنية موحدة ومنسقة للاستجابة لحالات الطوارئ، ويقع على عاتقها الإشراف على تطوير وتوحيد القوانين والسياسات والإجراءات المتعلقة بإدارة الكوارث والأزمات على المستوى الوطني، بالتعاون مع جميع الشركاء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وخلال التمرين ستعنى الهيئة بالإشراف والمتابعة على جميع التفاصيل بهدف ضمان الجاهزية والاستعداد لإدارة المنظومة، تحقيقاً لسياسة الدولة فيما يخص الإجراءات اللازمة لإدارة المواد الإشعاعية، من خلال التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات متمثلة في مركز إدارة الطوارئ والأزمات المحلي في إمارة أبوظبي، وعلى المستوى الوطني من خلال مركز العمليات الوطني التابع للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبالتعاون مع جميع مراكز العمليات على المستوى الاتحادي والوطني، هذا بالإضافة إلى التواصل المباشر مع مركز إدارة الطوارئ لمجلس التعاون ومقره دولة الكويت، ومراكز العمليات التخصصية وذات العلاقة على مستوى العالم من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبإشراف وطني من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

تعاون

وحول التحضيرات الأولية لاستقبال التمرين الدولي، أشار الكعبي أنه منذ اعتماد دولة الإمارات لاستضافة هذا التمرين، تم عقد العديد من الاجتماعات مع الشركاء على المستوى المحلي في أبوظبي وعلى المستوى الوطني، لوضع خارطة طريق متكاملة للاستعداد والتجهيز لهذا التمرين، حيث تم اعتماد ترؤس التمرين من قبل القيادة العامة لشرطة أبوظبي متمثلة في معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي، وبالتعاون مع وزارة الداخلية، كما تم تكوين إدارة تمرين عليا بمشاركة عناصر متخصصة من قبل الشركاء الوطنيين والمحليين، بإشراف الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وتشكل هذه الشراكة فريق عمل واحد مع الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشركة نواة للطاقة ومركز إدارة الطوارئ المحلي لإمارة أبوظبي، كما تم اعتماد لجان متخصصة لإعمال السيطرة والتقييم من الجهات المحلية متمثلة في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية وغيرها من الجهات، وتم عقد عدة تمارين مراكز عمليات وتمارين ميدانية على مدى 6 أشهر الماضية على المستوى الوطني وعلى المستوى المحلي لإمارة أبوظبي، هذا بالإضافة إلى التعاون مع مركز إدارة الطوارئ لمجلس التعاون والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح أن دولة الإمارات تتبع استراتيجية واضحة وخططاً تهدف إلى التكامل والتناغم بين جميع الجهات والقطاعات الوطنية هذا بالإضافة إلى القطاع الخاص، وأكد أن هذا المنهج القويم هو انعكاس للمساعي الحثيثة للقيادة الرشيدة، حيث تعمل كل الجهات المختصة ضمن مجتمع إدارة الطوارئ والأزمات كفريق عمل واحد وتتحدث بصوت واحد بناء على خطط ومناهج تخصصية محترفة.

3 مستويات

أشار حمد سيف الكعبي أن من ضمن اتفاقيات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتفاقيتان مهمتان وهما اتفاقية الإبلاغ المبكر واتفاقية طلب الدعم الدولي، واستناداً على ذلك تم تصميم تمرين كونفكس-3 لتقييم وتحسين القدرات والكفاءات التي لديها ولدى دولها الأعضاء في مجال التصدي للطوارئ النووية والإشعاعية، وتم تصميم التمرين على 3 مستويات، حيث يتمحور المستوى الأول حول البلاغات بين الدول بغرض التأكد من التفاعل والتعاون بينها، وفي المستوى الثاني يتم التركيز على آليات طرق وتبادل المعلومات، في حين يتم في المستوى الثالث التمرين الذي ستستضيفه دولة الإمارات حالياً التركيز على اختبار المنظومة بشكل عام، وهو اختبار معقد وواسع النطاق، حيث سيمتد من الميدان التابع لمحطة براكة إلى القيادات الميدانية ومن ثم على مستوى مراكز العمليات في إمارة أبوظبي، ومنها على المستوى الوطني والاتحادي، ومن ثم إلى مراكز العمليات الإقليمية التابع لدول مجلس التعاون، وينتهي إلى منظمات العالم ذات الاختصاص، من خلال تنسيق دقيق من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأوضح الكعبي أن هذا التمرين ولأول مرّة في تاريخه يضم إرسال فرق مساعدة دولية ميدانية، حيث إن أحد معايير تمرين كونفكس-3 أن يتم تصميمه على درجة معينة من التعقيد، حتى تتمكن الدولة المستضيفة من صياغة فرضيات لفرض معايير دقيقة على الفرق المشاركة لطلب الدعم الدولي، والهدف منه يكمن في التأكد من الاتفاقيات ذات العلاقة التي تم توقيعها على صعيد المجتمع الدولي.

Email