سفير الدولة لدى المملكة المتحدة لـ «البيان»:

مشاريع الخمسين ترسم رؤية جريئة لمستقبل الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد منصور عبدالله خلفان جمعة بالهول سفير الدولة لدى المملكة المتحدة أن مشاريع الخمسين ترسم رؤية جريئة لمستقبل الإمارات، ونحن ندخل مرحلة جديدة في تاريخنا، فهي تضع الخطوط العريضة لخطة دولة الإمارات العربية المتحدة الطموحة باعتبارها مركزاً عالمياً للانفتاح والابتكار والتبادل التجاري.

وقال سفيرنا في المملكة المتحدة في حوار خاص لـ«البيان»: إن شبكة الثورة الصناعية الرابعة، التي ستعمل على تطوير 500 شركة جديدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، من شأنها أن توقد شعلة نمو جديد، وتعمل على تمكين المبدعين والمبتكرين في مجتمعنا، ما يدفع بعملية تنويع اقتصادنا إلى الأمام.

وأكد أن «إكسبو 2020 دبي» يعد حدثاً بالغ الأهمية، حيث يجمع المجتمع الدولي معاً لبناء مستقبل أفضل للجميع، ليكون بمثابة منصة انطلاق للابتكار العالمي، ومصدراً للتوجيه والإلهام للخمسين عاماً المقبلة من تنمية وتطور دولة الإمارات.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

ما الآليات التي يمكن للبعثات الدبلوماسية الإماراتية في الخارج التركيز عليها واستخدامها في إطار الترويج لحملة «الإمارات العالمية المتحدة» لاستقطاب المستثمرين والمواهب ورواد الأعمال في الاقتصاد الجديد؟

في إطار الترويج لحملة «الإمارات العالمية المتحدة» لاستقطاب المستثمرين والمواهب ورواد الأعمال في الاقتصاد الجديد، تمثّل التأشيرة الخضراء الجديدة، وتأشيرة العمل المستقل فرصة فريدة للبعثات الدبلوماسية الإماراتية من أجل التواصل مع رواد الأعمال والمستثمرين والخريجين والطلاب، بينما نستمر في تقديم فرص جديدة للمفكرين والمبدعين الأكثر حيوية في العالم، وجنباً إلى جنب مع الإصلاحات التقدمية، التي أدخلتها الدولة مؤخراً، ومن بينها إجراءات مثل السماح للأجانب بملكية الأعمال بنسبة 100 في المائة، فإننا نفتح الإمارات لمجموعة أكبر من المواهب، كما أن بوابة «Invest.ae» ستعمل على إتاحة فرص أكبر أمام المستثمرين الدوليين للاستثمار في دولة الإمارات.

رحلة الخمسين

تواكب رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة 50 مشروعاً ومبادرة تنموية واقتصادية تسهم في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة، كيف تنظرون إلى هذه المبادرات والمشاريع وما ستحققه من إنجازات في المستقبل القريب والبعيد؟

إن مشاريع الخمسين ترسم رؤية جريئة لمستقبل الإمارات، ونحن ندخل مرحلة جديدة في تاريخنا، فهي تضع الخطوط العريضة لخطة الدولة الطموحة باعتبارها مركزاً عالمياً للانفتاح والابتكار والتبادل التجاري، وفي الوقت الذي نعمل فيه على تنويع اقتصادنا الأخضر ومواصلة تطويره، ستكون هذه المشاريع بالغة الأهمية في توفير الزخم لطموحات أمتنا.

مقومات الانفتاح

* برأيكم ما أهم وأحدث الأساليب المبتكرة التي يمكن من خلالها إبراز صورة الإمارات الناصعة أمام دول العالم، خاصة في ما يتعلق بإبراز مقومات الانفتاح والتمكين والنمو والاستقرار للمستثمر الأجنبي في الإمارات؟ وما الجوانب التي تميز الإمارات دون غيرها من الوجهات الاستثمارية، والتي يجب التركيز عليها؟

على مدى السنوات الخمسين الماضية، تحولت دولة الإمارات إلى مركز للابتكار، ابتداء بمدينة مصدر و«إكسبو 2020 دبي»، مروراً بمبادرة الاقتصاد الأخضر وليس انتهاء بمهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، إن شبكة الثورة الصناعية الرابعة، التي ستعمل على تطوير 500 شركة جديدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، خلال السنوات الخمس المقبلة، من شأنها أن توقد شعلة نمو جديد، وتعمل على تمكين المبدعين والمبتكرين في مجتمعنا، ما يدفع بعملية تنويع اقتصادنا إلى الأمام.

كما أن التأشيرة الخضراء والإصلاحات الواسعة، التي أدخلتها الدولة على نظام الإقامة تُعتبر مسألة جوهرية لنجاح هذا الجهد الرامي لجذب رواد الأعمال والمستثمرين والرواد الأوائل، الذين ستكون لهم أهمية بالغة في الترويج لأفكار جديدة لتوسيع الرؤية التقدمية للإمارات، وعليه فإن اقتصاد دولة الإمارات الذي يتّسم بالابتكار والقيم المنفتحة على الخارج يُعتبر بمثابة نموذج لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها.

«إكسبو 2020»

مع انطلاق أكبر حدث اقتصادي عالمي في الإمارات وهو «إكسبو 2020 دبي»، كيف يسهم في إثراء حملة الإمارات العالمية الموحدة؟

«إكسبو 2020 دبي» حدث بالغ الأهمية ومنصة انطلاق للابتكار العالمي، ومصدر للتوجيه والإلهام للخمسين عاماً المقبلة من تنمية وتطور دولة الإمارات. من خلال جمع العالم معاً في مكان واحد، نهدف إلى توفير منصة لتعزيز النقاش والتعاون، وتوطيد مكانة الإمارات في مركز الحوار العالمي.

تجارة

كم بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات والمملكة المتحدة في الوقت الحالي، وحجم الاستثمارات البريطانية في الإمارات، والاستثمارات الإماراتية في المملكة، وأبرز هذه الاستثمارات، وتوقعاتكم للمستقبل بالتزامن مع رحلة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة؟

تستمر الشراكة الوثيقة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في النمو، على الأقل مع تعميق علاقاتنا التجارية والاستثمارية الثنائيةـ حيث تم الاتفاق مؤخراً على استثمارات بقيمة 10 مليارات جنيه استرليني- تم الإعلان عنها كونها جزءاً من الشراكة الإماراتية البريطانية من أجل المستقبل حيث تركز الاتفاقية على الاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة المتجددة، فمن خلال التطرق إلى الاستثمار في مجموعة متنوعة من القطاعات.

وقد جلبت علاقتنا التاريخية فوائد ملموسة وطويلة الأمد لكلا الاقتصادين الإماراتي والبريطاني، كما أن الإطلاق الأخير لمشاريع الخمسين سيؤدي إلى انفتاح الاقتصاد الإماراتي بشكل أكبر، مثل زيادة الصادرات بنسبة 10 في المائة إلى 10 أسواق رئيسية منها المملكة المتحدة، وذلك بحلول عام 2030.

إن مستقبلنا المشترك ينطوي على فرص واعدة تبشّر بالخيرـ حيث تركز كل من دولة الإمارات والمملكة المتحدة على تحقيق أهداف طموحة في مؤتمر المناخ السادس والعشرين «COP26»، كما أن الانتقال نحو الطاقة المتجددة والخضراء والاستدامة سيعزز نمو اقتصاد البلدين، وسيخلق فرصاً جديدة للتعاون.

وتؤكد سفارة الإمارات في لندن أن هناك أكثر من 100 ألف مواطن بريطاني يقيم في الإمارات العربية المتحدة، بينما يزور نحو 50 ألف مواطن إماراتي المملكة المتحدة سنوياً، وهناك ما يقرب من 170 رحلة طيران أسبوعياً بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، تديرها الخطوط الجوية البريطانية والاتحاد للطيران وطيران الإمارات، تجدر الإشارة إلى أن أكثر من مليون زائر بريطاني يصلون إلى الإمارات سنوياً.

وتغطي الصادرات البريطانية إلى الإمارات العربية المتحدة مجموعة واسعة من القطاعات مثل الاتصالات وآلات ومعدات توليد الطاقة والسلع الكهربائية والنقل والأجهزة المكتبية وسلع التجزئة والمصنوعات المعدنية غير الفلزية، وقد لعبت شركات بريطانية مثل بريتيش بتروليوم وشل دوراً مهماً في تطوير موارد الطاقة في الإمارات العربية المتحدة.

خبرة واسعة في مجال المال والأعمال

السفير منصور بالهول هو سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المتحدة، حيث تم تعيينه في هذا المنصب في شهر يونيو 2019.

ويهدف السفير بالهول إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة المتحدة، لا سيما بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وقام السفير منصور بالهول بتطوير برنامجه الخاص «دبلوماسية ركوب الدراجات الهوائية»، حيث يطوف بدراجته في جولة له عبر الأراضي البريطانية من جون أوغروتس إلى لاندز ايند، مستغلاً شغفه بركوب الدراجات الهوائية، وذلك بهدف تعزيز التفاهم الثقافي.

كما تهدف حملته هذه إلى جمع التبرعات لصالح مستشفى غريت أورموند ستريت.

يتمتع بالهول بخبرة واسعة في مجال المال والأعمال والعلاقات الدولية، حيث تلقى تعليمه في مدارس الإمارات وأسكتلندا، ثم التحق بجامعة ليدز. وعقب تخرجه في الجامعة عام 1997، عمل في القطاع المالي في كلٍ من دبي ولندن لفترة ثلاثة أعوام قبل أن يتفرّغ لإدارة أعمال عائلته التي تتخذ من الإمارات مقراً لأعمالها التجارية.

 

Email