سفيرنا لدى روسيا الاتحادية لـ «البيان»:

الإمارات تمتلك طموحات كبيرة لتتصدر عالمياً في مختلف المجالات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السفير محمد أحمد سلطان الجابر، سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية، أن مبادرات ومشاريع الخمسين التي أطلقتها دولة الإمارات مؤخراً، تتضمن إجراء أكبر تغييرات تشريعية في تاريخ دولة الإمارات وتطوير مجموعة قوانين، ومبادرات وطنية خاصة بتمكين الكفاءات الوطنية والمواهب ورواد الأعمال الإماراتيين، ومشاريع لاستقطاب المواهب والمستثمرين لدولة الإمارات، ومشروعاً جديداً لاستكشاف الفضاء، واتفاقيات اقتصادية عالمية.

وقال في حوار خاص لـ«البيان» إن الدبلوماسية الإماراتية حققت على مدار العقود الـ 5 الماضية إنجازات عربية وعالمية غير مسبوقة، وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة طموحات مستقبلية كبيرة لتكون في الصدارة عالمياً بمختلف المجالات.

وبين السفير الجابر أن الإمارات تستهدف جذب استثمارات أجنبية بقيمة تعادل 550 مليار درهم، ما يعادل 150 مليار دولار، على مدى السنوات التسع المقبلة.

وفيما يلي نص الحوار..

أطلقت حكومة الإمارات الرشيدة 50 مشروعاً ومبادرة تنموية واقتصادية حتى عام 2071 تسهم جميعها في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة، كيف تنظرون إلى هذه المبادرات والمشاريع وما ستحققه من إنجازات في المستقبل القريب والبعيد؟

لا شك أن مشاريع الخمسين تساهم في تحقيق قفزات نوعية كبرى للاقتصاد الوطني، والذي يعد أولوية وطنية قصوى لحكومة الإمارات، والعامل الأساسي لضمان الحياة الكريمة لشعبها والأجيال القادمة، حيث تستهدف المشاريع كافة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين، والقطاعين العام والخاص، وتغطي مشاريع الخمسين عدداً من القطاعات الحيوية تشمل الاقتصاد، وريادة الأعمال، والاستثمار، والمهارات المتقدمة، والاقتصاد الرقمي، والفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، وغيرها.

وتشمل المبادرات ضمن مشاريع الخمسين إجراء أكبر تغييرات تشريعية في تاريخ دولة الإمارات وتغيير مجموعة قوانين، ومبادرات وطنية خاصة بتمكين الكفاءات الوطنية والمواهب ورواد الأعمال الإماراتيين، ومشاريع لاستقطاب المواهب والمستثمرين لدولة الإمارات، ومشروع جديد لاستكشاف الفضاء، واتفاقيات اقتصادية عالمية، بالإضافة إلى حملة تنموية إعلامية عالمية لترسيخ موقع دولة الإمارات بين الاقتصادات الناجحة عالمياً.

وتوفر دولة الإمارات مزايا وتسهيلات قانونية، ضمن مظلة تشريعية وإجرائية هي الأكثر مرونة وتنافسية على مستوى المنطقة، تحفز على جذب الاستثمارات الأجنبية وضمان استقرار مجتمع الأعمال في الدولة، من بينها توفير إعفاءات ضريبية، حيث لا تفرض الدولة ضريبة الدخل على الشركات.

وكبيئة حاضنة للأعمال والصناعة، تتبنى دولة الإمارات مبادرات مستمرة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتسمح بالملكية الأجنبية بنسبة 100%.

كوادر متخصصة

هل تحتاج البعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج خلال الفترة المقبلة لمزيد من الكوادر المتخصصة لتقوم بمهمة إلقاء الضوء على بيئة الأعمال والاستثمار في دولة الإمارات وترسيخ موقعها كمركز اقتصادي الأسرع نمواً عالمياً؟ أم يحتاج الأمر إلى مكاتب فنية يمكن تأسيسها وإلحاقها بالبعثات الدبلوماسية تؤدي هذه المهمة؟

حققت الدبلوماسية الإماراتية على مدار العقود الـ 5 الماضية إنجازات عربية وعالمية غير مسبوقة، وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة طموحات مستقبلية كبيرة لتكون في الصدارة عالمياً بمختلف المجالات.

وتسعى دولة الإمارات كونها مركزاً تجارياً وإبداعياً، إلى جمع الدول لاغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، وتستخدم دولة الإمارات العربية المتحدة نموذج «الاستعداد للمستقبل»، حيث تتنبأ بالفرص والمخاطر المستقبلية وتعمل على معالجتها.

وتستهدف الإمارات جذب استثمارات أجنبية بقيمة تعادل 550 مليار درهم، ما يعادل 150 مليار دولار، على مدى السنوات التسع المقبلة، وتم الإعلان عن «قمة الإمارات للاستثمار»، والتي ستعقد في الربع الأول من 2022، وتجمع صناديق الاستثمار مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لجذب فرص اقتصادية تهدف لاستقطاب 550 مليار درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر الوارد إلى الدولة خلال التسع سنوات القادمة.

كما أعلنت الإمارات عن إطلاق منصة «Invest.ae» وهي المنصة الاستثمارية الموحدة للدولة، والتي تجمع جميع الإمارات المحلية، و14 جهة اقتصادية، وتعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في الدولة، ويمكن من خلالها تأسيس الشركات وفتح الحسابات المصرفية، هذا بالإشارة إلى مشروع «10x10» البرنامج الاقتصادي لتنمية صادرات الدولة، ومشروع «Tech Drive» لتخصيص 5 مليارات درهم لدعم القطاع الصناعي في الدولة للتحول نحو الثورة الصناعية خلال الـ 5 سنوات القادمة.

وقد رسمت القيادة الرشيدة للدولة، خريطة طريق للمبادئ الثابتة في السياسة الخارجية الفاعلة؛ إذ ركزت على بناء العلاقات على أساس المصالح والجنوح إلى السلم والحوار والالتزام بالمواثيق الدولية، كما نجحت الدبلوماسية الإماراتية في إرساء بيئة اقتصادية واستثمارية ملائمة ومواتية لنمو قطاع الأعمال، والاستثمار الإماراتي، وتمهيد الطريق أمام القطاعات التنموية لتنفيذ مشاريعها الاستثمارية في مختلف أنحاء دول العالم.

وبما يتعلق بروسيا الاتحادية، هنالك بالفعل ديناميكية متسارعة تدعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسيتم الإعلان عنها في المستقبل القريب وذلك من خلال إنشاء مكاتب وشراكات تجارية بين البلدين تدعم جهود البعثة في ترسيخ موقع الإمارات العالمي الريادي.

هل يمكن أن نتعرف على أهم الجهود التي نفذتها بعثة الإمارات الدبلوماسية في روسيا فيما يخص الترويج لحملة الإمارات العالمية الموحدة وكذلك لمعرض إكسبو 2020 دبي.

أطلقت سفارة الإمارات وبالتعاون مع فرق إكسبو فعالية امتدت لـ 10 أيام لتعريف للترويج لمعرض إكسبو 2020 وتعريف المجتمع الروسي بثقافة وعادات الإمارات العريقة، حيث شهدت الفعالية التي حظيت بتفاعل كبير من المواطنين الروس، تم تنظيمها في واحدة من أجمل حدائق موسكو وهي حديقة المركز الوطني للصناعات الشعبية (فدنخا) وفي أحد أكبر المراكز التجارية في العاصمة الروسية افيامول.

وقد تم الإعداد لمشاركة الجانب الروسي في معرض إكسبو 2020 بكل جدية ببرنامج ثري جداً، حيث سيقام أكثر من 50 فعالية بالمعرض الروسي في غضون ستة أشهر، الموضوعات الرئيسية ستكون: الطاقة، والتكنولوجيا، والتمويل والاستثمار، والدراسات الحضرية، والفضاء والنقل، والمناخ والتعليم وبالطبع الطب والرعاية الصحية، في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر 2021، سيعقد أحد الأحداث التجارية الرئيسية للجناح - منتدى روسيا - وهو مؤتمر دولي مخصص للاستثمارات وآفاق التعاون التجاري الدولي مع روسيا.

تبادل تجاري

كم بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا في الوقت الحالي، وحجم الاستثمارات الروسية في الإمارات، والاستثمارات الإماراتية في روسيا، وأبرز هذه الاستثمارات، وتوقعاتكم لمستقبل هذه الاستثمارات بالتزامن مع رحلة الإمارات في الخمسين سنة المقبلة؟

عد روسيا أحد أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، وبلغت قيمة التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات وروسيا خلال عام 2020 نحو 2.6 مليار دولار، وفي المقابل فإن دولة الإمارات هي أكبر شريك تجاري خليجي لروسيا، وتستأثر بنسبة 55% من إجمالي التجارة الروسية - الخليجية، كما تأتي دولة الإمارات في المرتبة الثانية بين شركاء روسيا التجاريين من الدول العربية، وتستحوذ على 20% من تجارة روسيا مع الدول العربية مجتمعة.

كما تعد الإمارات الوجهة الأولى عربياً للاستثمارات الروسية وبنسبة مساهمة تتجاوز 90% من إجمالي استثماراتها في الدول العربية، ووصل رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر بين البلدين إلى أكثر من 1.5 مليار دولار، 75% منها استثمارات روسية في الإمارات، وخاصة في قطاعات العقارات وتجارة الجملة والتجزئة والقطاع الصناعي وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

دولة الإمارات هي أكبر مستثمر خليجي في الاتحاد الروسي، وتركز الاستثمارات الإماراتية في روسيا على قطاعات البنية التحتية والبتروكيميائيات والموانئ والطيران والعقارات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية، إلى جانب الطاقة النفط والغاز.

وفي جانب السياحة، تعد روسيا أحد أكبر الأسواق السياحية للدولة، حيث بلغ عدد السياح الروس الزائرين للدولة خلال عام 2019 أكثر من 1.150 مليون سائح، فيما سجل الربع الأول من العام الجاري أكثر من 350 ألف سائح، في مؤشر مبدئي على نمو الحركة السياحية بين البلدين إلى أفضل من معدلاتها السابقة ما قبل «الجائحة».

«إكسبو 2020 دبي» منصة انطلاق عالمية للأعمال

قال السفير محمد أحمد سلطان الجابر إن معرض إكسبو 2020 دبي يعد منصة انطلاق عالمية للأعمال ويفتح أسواقاً وفرصاً جديدة لكل زائر.

وأشار إلى أن المعرض يلعب دوراً مهماً وحيوياً في تعزيز استدامة النمو والتنمية في الإمارات، وتعزيز مكانة الدولة على المستويين الإقليمي والدولي، وسيكون تدشيناً لمرحلة التعافي من آثار جائحة «كوفيد 19» على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، ليبدأ العالم مرحلة جديدة من النمو، وقد اتخذت دولة الإمارات في مواجهة «كوفيد 19» التدابير اللازمة لضمان عقد معرض عالمي بشكل آمن على صحة وأمن جميع العارضين والمشاركين والزائرين من 192 دولة.

وهناك عقول إبداعية من مختلف الجنسيات وجميع القارات ستجد مدينة عربية شيدت لأجلهم، على مساحة كبيرة بنحو خمسمئة هكتار، توزيع منسق لقاعات وأجنحة المعرض.. شكل دائري يضمن رؤية جلية للجميع، أجنحة استوحت تصاميمها من هوية المشاركين، في أكبر تجمع عالمي في التاريخ، لتعكس أسلوب حياتها، ورؤيتها للمستقبل.

وقد أظهرت دولة الإمارات للعالم ما يمكن إنجازه عبر ما حققته من تحول وتقدم لافتين. ويعمل إكسبو 2020 دبي، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات في عام 2021، على إشراك الأفراد في هذه المسيرة، وإلهام الجيل المقبل، وإطلاق شرارة ابتكارات من شأنها بدء 50 عاماً أخرى من التقدم الهادف، بما يساهم في ازدهار الدولة المستمر وتمكين النمو في المنطقة وخارجها.

وسيسهم المعرض في إثراء حملة الإمارات العربية الموحدة، حيث إن إكسبو 2020 دبي يعد منصة انطلاق عالمية للأعمال، فهو يفتح أسواقاً وفرصاً جديدة لكل زائر من قطاع الأعمال، ويشمل برامج أعمال بعيدة المدى من شأنها المساهمة في جذب الاستثمارات وإبرام الاتفاقيات وتعزيز التعاون الدولي، كما خصص إكسبو 2020 ما قيمته 20% من نفقاته المباشرة وغير المباشرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، التي يرى أنها أساسية لأي ازدهار مستقبلي في دولة الإمارات وتنويع الاقتصاد.

وسيكون «إكسبو 2020 دبي»، العالمي المستوى، بمساحته المرنة البالغة 45,000 متر مربع، نقطة جذب رئيسية لقطاع الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض أثناء فعاليات المعرض وبعد ختامها، وسيدعم إكسبو 2020 دبي قطاع السياحة ويمثل حاضنة للشركات ورواد المشروعات المبتكرة القائمة على المعرفة، بما يسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز السمعة الجاذبة والمزدهرة للبلاد بوصفها موقعاً مثالياً للعيش والترفيه والعمل والتجارة.

 

Email