المبدأ الخامس

«حسن الجوار».. بوصلة الإمارات لترسيخ الاستقرار والازدهار

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 «حُسنُ الجوار أساس الاستقرار»، عبارة قوية الدلالة ومكتنزة بمحتوى راسخ يعكس بوضوح رؤية الإمارات الثابتة في مد جسور التواصل مع الآخر، من أجل المصالح المشتركة بمنطق «الكل رابح».. رؤية تواصلت خلال الخمسين الماضية، وتزداد رسوخاً وقوة في الخمسين المقبلة، عبر مبدأ يُعد بوصلةً دقيقة تحدد مساراتٍ صوب كل ما هو خير لشعب الإمارات وشعوب دول الجوار الشقيقة والصديقة. وهذا المبدأ ينسجم مع الأطر العامة لسياسات الدولة القائمة على التضامن والتسامح والسلام وتغليب مصلحة الشعوب، وتوفير المناخات المحفزة على التنمية المستدامة. 

لطالما انتهجت الإمارات سياسة إيجابية تصنع من خلالها الأمل عبر مقاربات موضوعية وواقعية، ضمن رؤية عميقة تركز على التعاون وتنتصر لروح التضامن الإنساني في مواجهة التحديات. سياسةٌ تعودُ بالخير على شعب الإمارات، وفي الوقت نفسه تعزز أواصر التعاون والحوار والشراكة معها اقتصادياً وثقافياً. 

تصفير النزاعات

وبالخطوات العلمية لا الشعارات تبني الإمارات مدرستها في السياسة الخارجية بأفقٍ لا تحده قيود، وبروحٍ متسامحةٍ منفتحةٍ على الآخر بجميع أطيافه. وضمن هذا الإطار، يتحقق حُسن الجوار بعلاقات ودية تتراكم يوماً بعد يوم بين الإمارات ومحيطها الإقليمي، بمد يد العون للأشقاء والأصدقاء في السراء والضراء، وبالتعاون المشترك في مواجهة التحديات المشتركة، وبالتعامل الإنساني الذي يكسبُ القلوب قبل العقول.

وهذا المبدأ خير ترجمة لسياسة تصفير النزاعات وتحييد الصراعات وتمهيد الساحة للشعوب كي تنتقل بأقصى سرعة نحو النمو والتطور وتتطلع للمستقبل خدمة للأجيال المقبلة، وحرصاً على استدامة النمو والبناء على ما تحقق من نجاحات.

أطر مؤسسية

وتميزت الإمارات بأن رؤاها في حسن الجوار تحولت إلى أطر مؤسسية نراها بوضوح، في مجلس التنسيق السعودي- الإماراتي، الذي تأسس في مايو 2016، وعلى المنهاج نفسه، طورت الإمارات علاقات حُسْن الجوار إلى اتفاقيات ومجالس مشتركة.

خطوات عملية

وقد تميزت سياسة الإمارات الخارجية دوماً بالمبادرات الاستباقية النوعية في إحلال السلام وتسوية النزاعات بالطرق السلمية. 

إن مضامين المبدأ الخامس تضع البوصلة الاستراتيجية في اتجاه الاستقرار والنماء ليس فقط مع دول الجوار، بل تنطلق أيضاً بالمحددات ذاتها مع العالم كله.. مضامين ترسخت مع بزوغ سردية الإمارات في مراحل نهضتها منذ التأسيس والتنمية والتمكين ومرحلة الابتكار التي نعيشها الآن بأفق اقتصاد المعرفة وعصر الذكاء الاصطناعي، تدفع في اتجاه التنمية، وتسير نحو واقع يرحب بالبناء والاستثمار والتعاون.. كل ذلك لصالح مسيرة الازدهار المتواصلة منذ لحظة التأسيس في 2 ديسمبر إلى عام الخمسين في 2021 وإلى المئوية الأولى في 2071 وما بعدها.

مبدأ من التراث

وقال السفير أحمد الحوسني، إن الإمارات تستمد مبادئ حسن الجوار من تراثها العربي ومن حقوق الجوار في الشريعة الإسلامية، ومن مواثيق الأمم المتحدة، ومن مبادئ العلاقات الدولية، وبذلك يمثل حسن الجوار مبدأ أصيلاً، في علاقاتها مع دول الجوار الجغرافي.

وترعى الإمارات جوارها بالتواصل حتى في الظروف غير العادية، وتتطور علاقاتها الدبلوماسية مع دول الجوار على عدة مستويات تجارية وسياسية وثقافية، استناداً إلى رؤية تمتاز بالمرونة وتراعي أسس الجوار السلمي.

التعاضد أمام التحديات

ويرى الكاتب البحريني عبدالله الجنيد أن مبدأ حسن الجوار هو ما تستند إليه الدول ذات التداخل الجغرافي والتاريخي في ما بينها لتعزيز تكافلها الأمني المشترك، وكذلك تطوير العلاقات الطبيعية بما يخدم تطورها ونموها.

وأكد الجنيد أن من المرتكزات التي يقوم عليها مبدأ حسن الجوار احترام الدول المتشاطرة للإقليم، واحترام السيادة، والتعاضد في مواجهة التحديات أو التهديدات الخارجية، وكذلك التكافل في مواجهة الأزمات والكوارث الطبيعية. وغالباً ما تكون المشتركات الثقافية لهذه الدول المتجاورة عمقها الضارب في التاريخ، مما يدفع باتجاه إدارة العلاقات البينية، حتى وإن تعطلت بعض القنوات التقليدية.

الدولة القوية مشغولة بالمستقبل

ويؤكد الكاتب والباحث السعودي عبدالله بن بجاد العتيبي أن الدول المتخلفة تكون عادة مشغولة بالماضي وأسوأ ما فيه، والدول المتوسطة مشغولة بالحاضر ومشكلاته، أما الدول القوية والواعية فتنشغل بالمستقبل وبنائه وتشييده، فتصنع الرؤى الاستشرافية وتدعمها بالاستراتيجيات المتكاملة والخطط التنفيذية التي تتسم بالواقعية والمرونة وهنا تقع دولة الإمارات العربية المتحدة ومبادئها العشرة للخمسين عاماً المقبلة. ونجاحات الإمارات في سياسة دعم الاستقرار وحسن الجوار ثابتة من قبل ومن بعد.

وعلاقات الإمارات بالسعودية راسخة في التاريخ وتحولت قبل عقد من الزمن إلى تحالف أنقذ الدول العربية وعلى رأسها مصر والبحرين من فوضى «الربيع العربي»، وتطورت إلى تحالف عربي وثيق وصل إلى التحالف العسكري الذي أنقذ اليمن وتجلى في مجلس التنسيق المشترك. وعلاقات الإمارات بجميع الدول في الإقليم خير شاهد على رؤيتها الواعدة في السلام والاستقرار.

Email