في حوار مع «الإتحاد» فـي عددها الأول

زايد يتحدث عـن حلم قيام الاتحاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد واكبت صحيفة «الاتحاد»، التي اختار اسمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تلك الفترة العظيمة من تاريخ الوطن، وكانت تنقل الأخبار والأحداث وجهود الآباء المؤسسين، الشيخ زايد والشيخ راشد، وإخوانهما الحكام، خلال فترة الإعداد والعمل الوطني الحثيث الممهد لقيام الاتحاد، وتقدّم تغطياتها وخدماتها الإخبارية مصدر معلومات أساسياً، عن كل ذلك، لأبناء الإمارات والمنطقة بشكل عام.

وكان ذلك من منطلق حرص الشيخ زايد على دعم مهمته الوحدوية، ومسيرة العمل الوطني، بإيجاد وسيلة إعلامية محلية، تنقل لأبناء المنطقة ما يحدث من تحركات وأخبار وطنية بالكلمة والصورة، فقد أمر بإصدار صحيفة في أبوظبي تواكب التغيرات السياسية والاجتماعية في المنطقة، وتنقلها لأبناء الإمارات، ليكونوا على اطلاع ودراية بالتطورات والتغيرات وجهود بناء الاتحاد التي تتسارع وتيرتها يوماً بعد يوم، لتشكل هذه الصحيفة، بذلك، دعماً للمسيرة المباركة لزايد وأشقائه حكام الإمارات في سبيل الوصول لهدفهم المنشود، وتحقيق مشروعهم الوحدوي، ولذا اختار زايد اسم «الاتحاد» للصحيفة الوليدة، تيمناً ويقيناً بأن حلم الاتحاد بين الإمارات المتصالحة، وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة سيتحقق على أرض الواقع.

ونالت صحيفة «الاتحاد» السبق المهني والشرف الوطني بكونها أول صحيفة محلية تواكب الأحداث أولاً بأول، وتنقلها للقرّاء في أرجاء الإمارات كافة، وقد زفت «الاتحاد» بشرى قرب قيام الاتحاد قبل قيامه بسنتين لأبناء الإمارات في أول عدد لها، حين رحبت بقادة الإمارات عند توافدهم إلى مدينة أبوظبي ليعقدوا اجتماعهم الخامس لبحث قيام الاتحاد فيما بينهم. كما نقلت «الاتحاد» تصريحات الشيخ زايد والبيانات التي تصدر بعد كل تحرك أو اجتماع يعقده الحكام.

ونشرت «الاتحاد» في عددها الأول الصادر في 20 أكتوبر 1969، وعلى صدر صفحتها الأولى، حواراً خاصاً مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تحدث فيه عن أهمية قيام اتحاد يضم الإمارات. وتالياً ما نشرته «الاتحاد» في ذلك اليوم.

«الإتحاد»: في الوقت الذي تؤكد الحكومة البريطانية انسحاب قواتها من منطقة الخليج العربي، يأمل المخلصون بأن تكون الوسيلة الطبيعية لمستقبل المنطقة في قيام اتحاد يجمع بين الإمارات العربية التي تترابط تاريخياً واجتماعياً ومصيرياً.. فهل هناك قناعة كاملة لدى الجميع وتصميم قيام الاتحاد في وقت قريب؟

زايد: نعم.. إن الأمل كبير في قيام الاتحاد، لأسباب لمستها من رغبة إخواني حكام الإمارات أبناء الخليج. فالجميع لديهم الرغبة للاتحاد والتعاون، وإننا مؤمنون كل الإيمان بوجوده.

«الإتحاد»: كثيراً ما يتردد أن أبوظبي قناعة منها بقيام اتحاد الإمارات العربية على استعداد للاتحاد فوراً مع عدد من الإمارات الأخرى في حال فشل الاتحاد الكامل أو التباطؤ فيه.. نرجو من صاحب العظمة إيضاحاً لما يتردد بهذا المعنى؟

زايد: إن إیمان أبوظبي في قيام الاتحاد إنما هو إيمانها في وجود الأمان والاطمئنان لكل الخليج ولكل أبناء الخليج، وعلاوة على هذا، فإن الاتحاد هو قوة لكل الدول العربية، ومن هذه الاعتبارات، فإن أبوظبي مع رغبة أهل المنطقة وأبناء الخليج بكل ما يعود في صالح الجميع.

«الإتحاد»: تردد أن حكومة أبوظبي قدمت تنازلات كبيرة من أجل غاية واحدة هي الإسراع في قيام الاتحاد، هل يعتبر صاحب العظمة أن هذه التضحيات من قبل حكومتكم كفيلة بتذليل كل ما يعتقد بأنه عقبات في طريق آمال المنطقة؟

زايد: شيء من هذا القبيل ذلك، لكي تبرهن أبوظبي لإخوانها وجاراتها وشقيقاتها في الخليج، أنها لا تحرص على شيء سوى حرصها على أشقائها وشقيقاتها، فحسم كل الأمور إن كان في الأراضي أو الحدود مع جاراتنا وشقيقاتنا، إنما توخينا منه ألا يعتقد أحد بأن لنا مصلحة خاصة منها، وقد قمنا بذلك لأننا لو أعلنّا باللسان ما نريد القيام به لوجد من لا يصدق، ومن يشكك أيضاً بما نعلن عنه، ولكننا أردنا أن نبرهن بالفعل.. وهكذا كان.

«الإتحاد»: هـــل يمكـــن التقـــدير بأن الاتحاد قد يرى النور قبل نهاية هذه السنة؟

زايد: عندنا إیمان قوي لما نراه ونلمس من إخلاص وحرص وجد ورغبة من إخواننا الحكام وكافة الشعوب في منطقة الخليج، بأن يقوم الاتحاد، ويرى الوجود قبل نهاية هذه السنة.

«الإتحاد»: بدأت أبوظبي تطل على العالم الخارجي العربي والأجنبي على أعلى المستويات، فقد قام صاحب العظمة خلال هذه السنة بزيارات رسمية إلى عدد كبير من الدول الشقيقة والصديقة، ولاشــك في أن صاحب العظمــــة قد لمس خلال جولاته الميمـــونة إلى هــــذه الدول أصــــداء الدعوة لقـــيام الاتحاد، ومــن هذه الاعتبارات، نرجو من عظمتكم تسجيل انطباعكم عن انعكاسات هذه الدعوة في البلدان التي زرتموها، وبالتالـــي دور أبوظـــبي فــي هذا المجال؟

زايد: جاءت هذه الزيارة تلبية لدعوات سابقة، ولقد وجدنا من الدول الشقيقة، وكذلك الصديقة كل ما كنا نلمسه منها في السابق، وكل ما يأمله الشقيق من الشقيق وما يأمله الصديق من الصديق، والحقيقة أن الدول الشقيقة والصديقة جميعها تنصح بالتعاون والجد لقيام الاتحاد، والكـل على استعداد لتأييد وجوده.

كفاءات جـديــدة

«الإتحاد»: على الصعيد الداخلي، يلاحظ أن هناك اتجاهاً لتوفير كفاءات عربية جديدة وقوية تستفيد منها البلد وباعتبار عظمة الحاكم رئيساً لمجلس التخطيط، ما هي المجالات التي يمكن أن تستفيد منها البلاد من هذه الكفاءات الجديدة، وعلى أي مستوى؟

زايد: الحقيقة يجب أن تقال أن «هبتنا التي هبيناها» من أجل إنشاء مجلس التخطيط أدركنا فيها مصالح كثيرة أولها وأجسمها وجود رجال من أبناء المنطقة مع مساعديهم من الدول الشقيقة، والثاني فلقد برزت لنا أشياء متعددة، منها المصالح التي أحرزناها فتابعناها، ومنها مسائل لم يكن لنا بها مصلحة فتجنبناها، ولولا وجود هؤلاء الرجال في مجلس التخطيط لكان من الممكن أن نحتملَ في وقت واحد الأشياء التي تخدم مصلحتنا والأشياء التي ليست في مصلحة البلاد.

مجلس التخطيط

«الإتحاد»: يبدو لنا مجلس التخطيط من خلال أعماله وكأنه سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية في آن واحد، ويستطاع القول إن المشاركة المحلية في خدمة البلاد واضحة فيه كل الوضوح فما رأي عظمة الحاكم؟

زايد: إن سبب اعتمادنا على مجلس التخطيط هو إيماننا بأبناء وطننا، وثقة منا بوجود هؤلاء الرجال، فقد اعتمدنا على تشريعاتهم في كل ما كلفناهم به، وعليهم هم أن يتابعوها ويبدو لنا كل ما يرونه من صالح أو طالح، فالصالح يُعتمد ويُطبّق والطالح يُترك ويجتنب.

وبمناسبة انعقاد المؤتمر الخامس للحكام في أبوظبي، أود أن أوجه كلمة لإخواني أصحاب العظمة حكام الإمارات المجتمعين ولأبناء شعب المنطقة، وأقول فيها: «إننا مقبلون هذه السنة على ما لنا به رغبة وآمال كبيرة، وأعني وجود الاتحاد والتعاون بيننا وبين أشقائنا، وإنني في كل حال أرحب بهم بقلب مفتوح يملؤه الإيمان والثقة، وإنني أبتهل إلى الله، سبحانه وتعالى، أن يوفقنا وإياهم لما فيه الخير والسؤدد لشعب الخليج.

زايد يتحــدث عــن حلـــم قيــام الاتحاد

فـــي المجال الداخلي أعلــــن عظمــــة الحـاكــم

أن الصالح يُعتمد ويُطبّـق والطـالح يُترك ويجتنـب

عظمـة الحاكـم يرحب بإخوانه الحكـــام ويأمـــل

أن يقـوم الاتحاد قبـــل نهـايــة هـــذه السنــــــة

إیمــان أبوظبي في قيـــام الاتحـــاد إنمـــا هــــو

إيمانهــــا فــي وجـــود الأمــــان والاطمئنـــــــان

Email