عيسى كاظم لـ «البيان»: الإمارات تتهيأ لمستقبل مالي أكثر ابتكاراً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، أن دولة الإمارات تتهيأ الآن لمستقبل مالي أكثر ابتكاراً بعد أن تمكنت من تبوؤ مكانة مرموقة على الخارطة العالمية في مختلف القطاعات والمجالات، وأصبحت الوجهة الأولى للأعمال والتجارة في المنطقة، وذلك في ظل القيادة الرشيدة التي توفر كل السبل الممكنة لدفع عجلة النمو وتحقيق الازدهار.

وأضاف كاظم في حوار شامل مع «البيان»، أن مركز دبي المالي العالمي، ساهم بدوره بشكل كبير في تطوير قطاع الخدمات المالية في دولة الإمارات ودبي، من خلال تطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية التي تشجع الشركات على مزاولة أعمالها بشكل فعال وسلس، وتحفزهم على توسيع شبكة أعمالهم في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من دبي، مؤكداً عزم المركز على المضي قدماً في مسيرة تعزيز مكانة الإمارة كمركز عالمي للأعمال والتمويل، وفي طليعة المراكز المالية العالمية التي توفر خدمات مالية وابتكارية تماشياً مع الرؤية الثاقبة والمتجددة للقيادة الحكيمة..

وإلى تفاصيل الحوار:

1 كيف تنظرون إلى ما حققته دولة الإمارات عموماً ودبي خصوصاً في القطاع المالي اليوم والحضور المتميز على خريطة المراكز المالية العالمية؟

تتبوأ دولة الإمارات ودبي مكانة مرموقة على الخارطة العالمية في مختلف القطاعات والمجالات، وقد نجحت دبي بالتحديد في ترسيخ مكانتها كواحدة من أهم المدن العالمية في قطاع الأعمال، فلقد أصبحت الوجهة الأولى للأعمال والتجارة في المنطقة، وذلك في ظل قيادتها الرشيدة والحكيمة التي توفر كل السبل الممكنة لدفع عجلة النمو وتحقيق الازدهار.

ونحن بدورنا في مركز دبي المالي العالمي، ساهمنا بشكل كبير في تطوير قطاع الخدمات المالية في الإمارة، من خلال تطبيق أفضل الممارسات والمعايير العالمية التي تشجع الشركات على مزاولة أعمالها بشكل فعال وسلس، وتحفزهم على توسيع شبكة أعمالهم في جميع أنحاء العالم انطلاقاً من دبي.

2 في ضوء معايشتكم ومشاركتكم في حقول القطاع المالي في الدولة، كيف تقيمون تجربة الإمارات في الخمسين عاماً الماضية على هذا الصعيد؟

إن التقدم والازدهار الذي حققته الإمارات ودبي على مدى العقود الخمسة الماضية، هي نجاحات بنيت على إرث عريق من التفوق والطموح والرؤية الثاقبة، حيث شهد القطاع المالي في الدولة إطلاق العديد من المبادرات والتشريعات لمساعدة الشركات والمؤسسات على مواكبة أفضل الممارسات والقوانين والتغييرات التنظيمية في القطاع المالي، كذلك التشريعات والنظم القانونية الرائدة عالمياً، والبنية التحتية التمكينية، وتعد هذه المرتكزات أساس العمليات المستدامة الضرورية لمواجهة الأزمات العالمية، وهو ما ساهم في ازدهار منظومة عمل المركز المالي بالكامل أياً كانت الظروف.

رؤية استشرافية ثاقبة

3 كيف ترى مستقبل القطاع المالي في الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة؟

يمتلك الاقتصاد الوطني المقومات التي تؤهله لابتكار البرامج والخطط الدافعة لمحركات النمو وضمان استدامة هذا النمو خلال الخمسين عاماً المقبلة، وفي مقدمتها الرؤية الثاقبة والاستشرافية للقيادة الرشيدة، بالإضافة إلى القدرات التنافسية للاقتصاد وما يتسم به من حيوية وتنوع كبيرين، علاوة على امتلاك الإمارات بنية أساسية وتنظيمية عالمية المستوى وقطاعات خدمية متفوقة ناهيك عن استقرار ندر مثيله، بما جعلها واحة أمان وازدهار عبر العقود الماضية.

4 ما الخطط طويلة الأجل لمركز دبي المالي العالمي ضمن طموحات الدولة لصناعة مرحلة من التفوق العالمي مع بداية الخمسين عاماً الجديدة؟

يعد مركز دبي المالي العالمي موطناً للعديد من المؤسسات المالية الرائدة في العالم، بالإضافة إلى احتضانه لأكثر من 60٪ من شركات التكنولوجيا المالية والابتكار في دول مجلس التعاون الخليجي. لقد تطورت هذه المنظومة بشكل كبير بفضل الرؤية الاستراتيجية الواضحة وتوجيهات القيادة الحكيمة في دبي، وفي الوقت الذي نعمل فيه على بلورة الاستراتيجية الجديدة لعام 2030، سيظل مركز دبي المالي العالمي في طليعة المراكز المالية العالمية التي توفر خدمات مالية وابتكارية.

وسنواصل تكثيف الجهود لتطوير مستقبل القطاع المالي باعتبارنا محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي، الذي من شأنه أن يوفر فرص عمل كبيرة ومزايا اقتصادية مجدية.

أهداف الاستراتيجية

5 كيف نجح مركز دبي المالي العالمي في خلق أثر اقتصادي أوسع مرسخاً مكانة دبي كمركز مالي عالمي؟ وما إنجازات المركز منذ تأسيسه في عام 2004 وحتى الآن؟

منذ تأسيس مركز دبي المالي العالمي في عام 2004، أصبح المركز المالي العالمي الرائد في المنطقة وموطناً لأكبر منظومة متكاملة لقطاع الخدمات المالية، ونجح المركز المالي في استقطاب ما يقارب 3300 شركة مسجلة بما في ذلك أكثر من 1000 شركة مالية وابتكارية.

وفي إطار استراتيجية 2024، شهد المركز المالي نمواً كبيراً، وتمكن من تحقيق أهداف الاستراتيجية قبل ثلاث سنوات من موعدها المقرر، ويعد مركز دبي المالي العالمي من أبرز المراكز المالية الرائدة عالمياً وأبرز مراكز الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وذلك لما يوفره من خدمات متكاملة ضمن أفضل المعايير العالمية، من خلال إطار القانون العام، وتمكين البيئة التنظيمية، والقدرة على تطوير المواهب المحلية والدولية، والبنية التحتية القوية والالتزام في تطوير القطاع.

ويفخر مركز دبي المالي العالمي بمساهمته الكبيرة في تحقيق خطة دبي 2021 التي تهدف إلى الارتقاء بمكانة الإمارة كمركز عالمي في مختلف المجالات. وقد حافظ المركز على ريادته في مجال الابتكار، حيث اضطلع بدور جوهري في تبني الحلول الرقمية الإحلالية في قطاع الخدمات المالية. وازداد عدد شركات التكنولوجيا المالية والابتكار المسجلة في المركز بواقع ثلاثة أضعاف تقريباً خلال العام الماضي.

6 ما الدور الذي يقوم به المركز للانسجام مع المساعي الرامية لتحقيق رؤية مبادرة «دبي 10X» التي تهدف إلى تطوير خدمات حكومة دبي لتطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد عشر سنوات من خلال تبني التكنولوجيا المبتكرة؟

تستند استراتيجية 2030 إلى خطط واضحة ومبادرات مميزة للاستثمار في تطوير قدرات مستقبل القطاع المالي والابتكار في مركز دبي المالي العالمي، والتي تم وضعها لتعزيز القيمة التي يقدمها المركز المالي للقطاع.

كما ستسهم الاستراتيجية في تمكين النمو وتعزيز القدرة التنافسية لدولة الإمارات، من خلال التعاون بين الهيئات التنظيمية والاستفادة من التقنيات الجديدة ونماذج الأعمال الناجحة. وهو ما سيدعم أيضاً النمو من خلال الاستثمارات المدروسة في قطاع الخدمات المالية ومستقبل التمويل والأعمال الابتكارية.

سمعة عالمية

7 كم يبلغ عدد الشركات الجديدة التي استقبلها المركز منذ بداية العام 2021، وكم يبلغ إجمالي عدد الشركات النشطة فعلياً في المركز والمتوقعة حتى نهاية العام الحالي؟

شهد النصف الأول من عام 2021 تجاوز عدد الشركات المسجلة النشطة 3000 شركة لأول مرة على الإطلاق، لتصل إلى 3297 في نهاية يونيو 2021، بزيادة قدرها 27٪ على أساس سنوي. وسجل مركز دبي المالي العالمي 492 شركة جديدة خلال النصف الأول، بزيادة قدرها 59٪ على أساس سنوي.

ويعد المركز المالي الآن موطناً لـ 1025 شركة متخصصة بالقطاع المالي والابتكار. ونجح مركز دبي المالي العالمي في النمو في جميع قطاعات الأعمال، مما يعكس السمعة العالمية لدبي كقاعدة مثالية للعمليات التجارية.

تقدّم استثنائي

8 ما تقييمك لأداء مركز دبي المالي العالمي خلال فترة جائحة «كوفيد 19»؟

كانت استجابة مركز دبي المالي العالمي متوافقة مع التوجيهات الحكومية، وبالرغم من التحديات الكبيرة التي فرضتها الجائحة على مستوى العالم، استطاع المركز المالي - وآلاف الشركات العاملة فيه - التأقلم بسرعة مع الوضع الجديد وإيجاد فرص بديلة. وتمكّن المركز من إحراز تقدّم استثنائي عبر جميع المقاييس.

وشهد مركز دبي المالي العالمي نمواً عبر جميع قطاعات الأعمال في عام 2020 والنصف الأول من العام الجاري، وازداد عدد شركات التكنولوجيا المالية والابتكار المسجلة في المركز بسرعةٍ كبيرة.

أكبر مسرّع أعمال

9 كيف نجح برنامج «فينتك هايف»، التابع لمركز دبي المالي العالمي، أول وأكبر مسرّع للأعمال ضمن قطاع التكنولوجيا المالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، في تمهيد الطريق أمام مستقبل القطاع المالي؟

واصل برنامج «فينتك هايف» إدارته لعدد من المبادرات المصممة لتحديد ودعم شركات التكنولوجيا المالية الجديدة عالمية المستوى وكذلك الشركات الناشئة الواعدة في هذا المجال. ووسع المركز هذا العام نطاق برنامجيه «مسرّع فينتك هايف» و«أكسيليريت هير» لاستيعاب المزيد من الشركات الناشئة وروّاد الأعمال.

وشاركت 100 شركة ناشئة حتى اليوم في البرامج القائمة لـ «فينتك هايف»، والتي تم اختيارها بدقة من بين أكثر من 2400 طلب. ونجحت الشركات الناشئة في جمع رؤوس أموال بقيمة 300 مليون دولار أمريكي.

ويعمل «فينتك هايف»، في إطار التزام راسخ تجاه دعم الشركات العاملة في قطاعات التكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا التأمين، والتكنولوجيا التنظيمية، والتكنولوجيا المالية الإسلامية، ويسعى إلى اغتنام الفرص الجديدة وغير المسبوقة، لتحقيق النمو متعدد الجوانب.

وانضم برنامج «فينتك هايف»، مؤخراً، إلى قائمة «أفضل مختبر للابتكار المالي في العالم»، الصادرة عن مجلة «جلوبال فاينانس» لعام 2021.

وتهدف القائمة السنوية، التي تحتفي بنسختها الرابعة هذا العام، إلى تسليط الضوء على أبرز اللاعبين، والتوجهات الصاعدة في مجال الابتكار، ضمن قطاع التكنولوجيا المالية، وتعد واحدة من أبرز المرجعيات الموثوقة في القطاع. وتستند القائمة إلى تقييماتها للمختبرات التي تديرها البنوك والهيئات الحكومية، وروّاد رأس المال المغامر، والمنظمات غير الحكومية، والجامعات في أنحاء العالم.

 

Email