سفير الدولة لدى سنغافورة لـ«البيان»:

الإعلام الوطني مرآة إنجازات الإمارات وسفيــر مبادئ الخمسين للعالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد جمال عبد الله محمد السويدي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية سنغافورة أن الإعلام الوطني مرآة إنجازات الإمارات وسفير مبادئ الخمسين إلى العالم، لافتاً إلى أن قيادة الإمارات تصنع من التقلبات الاقتصادية مناخاً وأرضاً استثمارية خصبة ثابتة للمستثمرين.

وأشار إلى أن الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى سنغافورة في عام 2019، توجت العلاقات الثنائية المتميزة والمتنوعة بين ودولة الإمارات وسنغافورة باتفاقية الشراكة الشاملة بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن هناك 59 شركة سنغافورية عاملة في الدولة وصندوق GIC السنغافوري يستثمر 600 مليون دولار في «أدنوك».

وقال السويدي في حوار خاص لـ «البيان»: إن الميزان الاقتصادي هو المعيار الحقيقي لاستعراض نتائج هذه الخطط الاقتصادية الإماراتية، ففي عام 1990 كان الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات نحو 50 مليار دولار أمريكي، ليتضاعف إلى 100 مليار دولار في عام 2000، وأكمل الناتج المحلي تصاعده ليتضاعف 4 أضعاف خلال عقدين من الزمن ليتجاوز 400 مليار دولار خلال العام 2019، ويصبح بذلك ثاني أكبر اقتصادات المنطقة.

وأكد السفير السويدي أنه خلال إكسبو 2020 دبي، تستقطب دولة الإمارات العالم بأسره، وستشركه في مناقشة ودراسة أبرز التحديات التي تواجه البشرية من خلال التركيز على قضايا معينة مثل: الاستدامة والنقل والبيئة، وستستعرض دول العالم أفضل ما توصلت إليه من حلول وابتكارات ومبادرات عالمية ناجحة، لطالما حولت أحلام الكثيرين إلى حقيقة، وتالياً نص الحوار:

ترويج

تشارك مجموعة كبيرة من الوزارات والدوائر والهيئات المحلية، في الترويج لحملة الإمارات العالمية المتحدة التي ترمز إلى عالمية دولة الإمارات، برأيكم ما هي الجهات التي يمكن أن تشارك في الحملة، وما تتوقعون منها، وما هو الدور المتوقع للإعلام الوطني المرئي والمسموع والمقروء، وكذلك دور المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي؟

تنعم دولة الإمارات بوجود تكامل في العمل بين المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، بالإضافة إلى وجود تنسيق مستمر في الأدوار والمهام التي تقوم بها، وكون الحملة تروج لعالمية دولة الإمارات، فلكل جهة مجال ودور ومسؤولية يمكن تأديتها على أكمل وجه، ولا شك أن قصص التميز والنجاح في دولة الإمارات كثيرة، حيث لا يكاد يخلو مجال من المجالات، من قصة نجاح استثنائية يمكن أن تبهر العالم.

وتأتي الشراكة مع الجهات الإعلامية المرئية والمسموعة المقروءة في الدولة، والتي تعد المرآة التي تعكس الإنجازات التي تتم في الداخل إلى كل دول العالم، على رأس الوسائل لتحقيق هذه المخرجات، ويلعب الإعلام الوطني، من خلال، الإعلاميين والصحافيين والكتاب، دوراً حيوياً في نقل وتوصيل الواقع، والتجارب التي تقوم بها الدولة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز الابتكارات والمبادرات.

ومن خلال القنوات الإعلامية، يتم تعريف المتابعين عن أهم المتغيرات وأحدث البرامج، عبر حملات إعلامية ترويجية، تظهر دولة الإمارات كدولة عالمية باعتبارها موطناً لأكثر من 190 جنسية.

وعالمية أيضاً، في تواصلها واتصالها باحتوائها على أكبر شبكة خطوط ملاحية مكونة من 88 ميناءً حول العالم، وهي كذلك عالمية في اقتصادها باعتبارها أكبر شريك اقتصادي للعديد من دول العالم. وفي الوقت ذاته، لا يجب إغفال دور مواقع التواصل الاجتماعي والأفراد المؤثرين فيها، والذين يقومون بنقل واقع حياتهم اليومية من دولة الإمارات.

50 مشروعاً

رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة تتزامن مع إطلاق 50 مشروعاً ومبادرة تنموية واقتصادية تسهم في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة، كيف تنظرون إلى هذه المبادرات والمشاريع وما ستحققه من إنجازات في المستقبل القريب والبعيد؟

أثبتت دولة الإمارات وفي فترة قياسية، قدرة عالية على المنافسة في العديد من القطاعات الحيوية الاستراتيجية، ولم يكن ذلك ليتحقق خلال هذه الفترة القصيرة لولا الرؤية المستقبلية المتكاملة، والقيادة الحكيمة التي تتمتع بها حكومة دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد، ويفيدنا استقراء الماضي بأن جميع الإنجازات التي تحققت كانت نتيجة مباشرة لتنفيذ رؤى واستراتيجيات محكمة تم وضعها وتنفيذها.

ولا شك أن الميزان الاقتصادي هو المعيار الحقيقي لاستعراض نتائج هذه الخطط، ففي عام 1990 كان الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات حوالي 50 مليار دولار أمريكي، ليتضاعف إلى 100 مليار دولار في عام 2000.

وأكمل الناتج المحلي تصاعده ليتضاعف أربعة أضعاف خلال عقدين من الزمن ليتجاوز 400 مليار دولار خلال العام 2019، ويصبح بذلك ثاني أكبر اقتصادات المنطقة.

وتواكب القيادة الرشيدة في دولة الإمارات التطورات العالمية والتحديات الاقتصادية، وتوفر من خلال مبادرات وبرامج تتوج من خلالها إكمال عامها الخمسين، لتصنع من التحديات فرصاً لمن يعيش على أرضها، ومن التقلبات الاقتصادية مناخاً وأرضاً استثمارية خصبة ثابتة للمستثمرين ورواد الأعمال، وتهيئ من خلال التعديلات القانونية الأخيرة سوقاً موثوقاً لخلق شراكة طويلة الأمد مع الصناديق السيادية ورؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم.

مقومات الانفتاح

برأيكم ما هي الأساليب والآليات التي يمكن من خلالها إبراز صورة دولة الإمارات الناصعة أمام دول العالم، خصوصاً فيما يتعلق بمقومات الانفتاح والتمكين والنمو والاستقرار للمستثمر الأجنبي؟ وما هي الجوانب التي تميز الدولة دون غيرها من الوجهات الاستثمارية والتي يجب التركيز عليها؟

تبنت دولة الإمارات منذ نشأتها منهاج الحوار البناء مع كل دول العالم كحجر زاوية في بناء علاقاتها الخارجية، وتأتي مشاركة الدولة القيادية اليوم في العديد من المنظمات الإقليمية والدولية كشاهد على ثقة المجتمع الدولي على مصداقية والتزام دولة الإمارات وعلى جودة الحلول المبتكرة التي توفرها من خلال هذه المنظمات، فعبر حوارنا الدائم والبناء من خلال هذه المنظمات، مع بقية دول العالم، يمكن مواصلة تسليط الضوء على أهم الإنجازات والتطورات الوطنية لمواصلة استشعار اهتمام المجتمع الدولي بالخطوات التي تقوم بها دولة الإمارات تجاه العديد من القضايا، والتركيز على وجه الخصوص على الموضوعات الاقتصادية التي تعد العمود الفقري لأي تنمية وطنية.

وبرزت دولة الإمارات خلال فترة جائحة «كوفيد 19» كشريك موثوق به وكجزء مهم لمواجهة تداعيات الجائحة من خلال خلق وتفعيل مبادرات ونظام متوازن لجميع من يعيش على أرضها.

وقد تأكد جلياً للعالم بأسره، مدى إصرار وجدية الدولة في الحفاظ على سلامة المقيمين في الدولة وتوفير الرعاية الصحية لهم بغض النظر عن جنسياتهم، أو اختلافاتهم الدينية، أو العرقية، أو اللغوية، وفي الوقت نفسه وفرت لهم المناخ والزخم الذي يساعد على استمرار الأعمال والأنشطة، في وقت أعلنت فيه أغلب دول العالم عن توقيف أو تعطيل أنشطتها الاقتصادية، فكان للدولة حق الفوز وعن جدارة بكونها داعماً رئيسياً للعمليات الإنسانية من خلال استمرار العمل بخدمات نقل الأفراد والبضائع، وداعماً للعمليات الاقتصادية عبر الاستمرارية المتوازنة والمدروسة في فتح الأسواق والاقتصاد على العالم.

ولعل أبرز ما يميز الإمارات هو وجود قنوات تواصل مفتوحة بين صناع القرار في الحكومة والمستثمرين من القطاع الخاص، وربما كان لهذا التواصل المستمر الأثر الإيجابي في معرفة التحديات التي تواجه المستثمر في الدولة وإيجاد الحلول المبتكرة التي تضمن انسيابية الأعمال، ولم يكن ذلك ليكون ممكناً لولا تمتع القيادة في دولة الإمارات بمرونة عالية للتأقلم مع المتغيرات والتسلح بالبرامج والمشاريع المبتكرة لمجابهة التحديات المتجددة.

وأبرز الأمثلة التي لاقت إعجاب المستثمر في دولة الإمارات على سبيل المثال، تعديل قانون ملكية الشركات التجارية للأجانب، بالإضافة إلى برنامج التأشيرات الذي أطلقته الدولة مثل الإقامة الذهبية والخضراء وغيرهما.

حدث عالمي

مع انطلاق أكبر حدث اقتصادي عالمي في الإمارات وهو إكسبو 2020 دبي، كيف يمكن أن يسهم هذا الحدث العالمي في إثراء حملة ترويجية، ترمز إلى عالمية دولة الإمارات، من وجهة نظركم، وما هي الآليات التي يمكن تطبيقها خلال فترة الحدث التي تمتد لـ 6 أشهر للترويج للحملة؟

يعتبر إكسبو 2020 دبي الحدث الأهم لهذا العام على مستوى المنطقة، وهو تجسيد على أرض الواقع لمفهوم العالمية، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر حملة ترويجية، ترمز إلى عالمية دولة الإمارات.

فمن خلال إكسبو 2020 دبي، تستقطب دولة الإمارات العالم بأسره، لمناقشة ودراسة أبرز التحديات التي تواجه البشرية من خلال التركيز على قضايا معينة مثل، الاستدامة والنقل والبيئة، حيث تعرض دول العالم أفضل ما توصلت إليه من حلول وابتكارات ومبادرات عالمية ناجحة.

وستعرض دولة الإمارات خلال فترة إكسبو أهم القضايا والتحديات والحلول وطرح موضوعات لدعوة المزيد من الشركات العالمية ورواد الأعمال والباحثين لمناقشتها.

5 مليارات دولار التبادل التجاري بين الإمارات وسنغافورة

قال جمال عبد الله محمد السويدي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية سنغافورة إن التبادل التجاري بين دولة الإمارات وجمهورية سنغافورة شهد ارتفاعاً ملحوظاً، حيث وصلت قيمته في عام 2019 إلى 5 مليارات دولار أمريكي، مقارنة بـ 4.4 مليارات دولار في عام 2017.

وأضاف: نظراً للبيئة التنافسية والخدمات التي توفرها الدولة، وباعتبارها مركزاً دولياً للعمليات اللوجستية والمالية، تعتبر دولة الإمارات من أبرز عشر وجهات استثمارية لسنغافورة في المنطقة منذ عام 2003 وحتى 2019، حيث إن هناك أكثر من 59 شركة سنغافورية في الدولة، كما تتصدر سنغافورة قائمة الشركاء الاقتصاديين لدولة الإمارات في منطقة جنوب شرق آسيا، وتعمل أكثر من 47 شركة إماراتية كبرى عبر أفرع لها ومكاتب تمثيلية في سنغافورة، في مجالات مثل التكنولوجيا والنفط والموانئ والاتصالات والخدمات المالية والطيران والقطاع العقاري وغيرها من القطاعات الرئيسية.

ويعد أحد أبرز الاستثمارات الإماراتية الاستراتيجية في سنغافورة استحواذ شركة مبادلة للاستثمار على شركة غلوبل فاوندريز، العاملة في مجال تصنيع أشباه الموصلات، والتي أعلنت في هذا العام 2021 بتوسيع استثماراتها في سنغافورة بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي.

وتابع السويدي: بالنظر إلى الخطط المستقبلية، والتركيز على تنويع القطاعات الاقتصادية، وإضافة قطاعات حيوية مستقبلية، هناك فرص لتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين في مجالات مثل التكنولوجيا الرقمية والطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الأخضر والصناعة الغذائية وغيرها، والتي تعتبر سنغافورة من الدول الرائدة فيها، وسيكون في استطاعة المستثمرين ورواد الأعمال الإماراتيين والسنغافوريين تحقيق المزيد من المكتسبات والتعاون والتبادل العلمي والاستثماري، بفضل العلاقات المتميزة التي تربط البلدين منذ بدايتها في عام 1985 والتي شهدت توقيع ما يزيد على 34 اتفاقية بين مختلف الهيئات والإدارات الحكومية والقطاع الخاص.

Email