سفير الدولة لدى اليابان لـ «البيان»:

مبادرات الخمسين ستجعل الإمارات مركزاً للعقول والخبرات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد السفير شهاب أحمد محمد عبد الرحيم الفهيم سفير الدولة لدى اليابان، أن مبادرات الخمسين سيكون لها الأثر الطيب خلال العقود الخمسة المقبلة، في أن تجعل الإمارات مركزاً للعقول وأصحاب الخبرات والمبتكرين، وتنمي القدرات الحالية من شباب الوطن الناشئ لخلق بيئة تطويرية وتنافسية تؤدي إلى إكمال ما تم إنشاؤه من قبل أجدادنا ومواكبة التطور لتكون الإمارات سبّاقة في كافة المجالات.

وقال السفير الفهيم في حوار خاص لـ «البيان»، إنه في إطار الترويج لحملة «الإمارات العالمية المتحدة» لاستقطاب المستثمرين والمواهب ورواد الأعمال في الاقتصاد الجديد لابدّ من التركيز على أن للإمارات جذورها العربية وهويتنا الإماراتية، التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا ومن قيمنا وعاداتنا التي تعد الأساس لتقدمنا في المجالات كافة، كذلك يجب التركيز على ما تقدمه الدولة من تسهيلات لتبني العقول واستقطاب المستثمرين في أي اجتماع، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي والاحتفالات والخطابات الرسمية.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات واليابان بلغ في العام 2020 ما يقارب 11 مليار دولار أمريكي، وخلال جائحة كورونا نشطت حركة الأعمال، حيث افتتحت الشركات اليابانية ما يقارب 350 مقراً إقليمياً لها في دولة الإمارات.

وجاء في تفاصيل الحوار..

ضمن «مشاريع الخمسين»، أطلقت دولة الإمارات مساراً جديداً ومتكاملاً للإقامات في الدولة في إطار التحديثات على قانون الإقامة، منها الإقامة الخضراء لأصحاب المهارات العليا والمستثمرين ورواد الأعمال وأوائل الطلبة والخريجين، ما توقعاتكم لنتائج هذه المبادرة في المستقبل، وهل ستواكب توجهات الدولة للمرحلة القادمة، وتعزز من مكانتها كعاصمة عالمية للمهارات وأصحاب الخبرات والمبتكرين؟

بالتأكيد سيكون لهذه المبادرة الأثر الطيب في أن تجعل الإمارات مركزاً للعقول وأصحاب الخبرات والمبتكرين، وتنمي القدرات الحالية من شباب دولة الإمارات الناشئ، لخلق بيئة تطويرية وتنافسية تؤدي إلى إكمال ما تم إنشاؤه من قبل أجدادنا ومواكبة التطور لتكون دولة الإمارات سبّاقة في كافة المجالات، كما تسهم هذه المبادرات في استقطاب الكوادر والمبدعين من أنحاء العالم والمنطقة العربية، وأثبتت هذه السياسة جاذبية دولة الإمارات لاستقطاب المهارات التي تسهم في رفعة الدولة والمنطقة.

والاعتزاز بالثقافة والحضارة العربية التي كانت دافعاً لأن تكون الإمارات عالمية في سياسة أجوائها المفتوحة والاستثمارات المفتوحة ومناطق التملك الحر بنسبة 100% والمطارات والموانئ التي تربط شرق العالم بغربه لتصبح الإمارات في 50 عاماً هي العالم في دولة.

كما ستسهم مشاريع الخمسين في تحقيق قفزات نوعية للاقتصاد الوطني، والذي يعد أولوية وطنية قصوى لحكومة الإمارات والعامل الأساسي لضمان الحياة الكريمة لشعبها والأجيال القادمة.

خمسون مشروعاً ومبادرة تنموية واقتصادية ترافق رحلة دولة الإمارات إلى الخمسين عاماً المقبلة، وتسهم في خلق معايير إبداعية وتنافسية جديدة محفزة، كيف تنظرون إلى هذه المبادرات والمشاريع وما ستحققه من إنجازات في المستقبل القريب والبعيد؟

إطلاق مبادرات الخمسين يمثل بداية انطلاق لمشاريع مستقبلية تركز على كافة الفئات في دولة الإمارات العربية المتحدة، فهي تشمل المواطن والمقيم والقطاع الخاص والحكومي وكل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له، كذلك هي لحظة تأمل لما حققه آباؤنا من إنجازات أسهمت لنصل إلى ما نحن عليه اليوم. وهو تحدٍ لأبناء الجيل القادم للوصول إلى المزيد، وتحقيق إنجازات وطنية عظيمة بإتاحة وتسخير كافة المقومات وكل الدعم لهم من قبل الحكومة الرشيدة.

تقارب ذهني

كيف ينظر الشعب الياباني إلى المسيرة الحضارية لدولة الإمارات، وما أهم وأحدث الأساليب المبتكرة التي يمكن من خلالها إبراز صورة الإمارات الناصعة أمام دول العالم، خاصة فيما يتعلق بإبراز مقومات الانفتاح والتمكين والنمو والاستقرار للمستثمر الأجنبي في الإمارات؟ وما الجوانب التي تميّز الإمارات دون غيرها من الوجهات الاستثمارية والتي يجب التركيز عليها؟

في العام القادم تحتفل دولة الإمارات واليابان بخمسين سنة من بدء تأسيس العلاقات الدبلوماسية، وفي هذا الاحتفال سيتم التركيز على كافة الأصعدة بين البلدين منها السياسي والاقتصادي والثقافي والإعلامي وغيرها، ومن خلال عملي كسفير لدولة الإمارات في اليابان فقد رأيت احترامهم للشعب الإماراتي وإنجازاته الكبيرة في هذه الخمسين سنة، كذلك هو التقارب الذهني بيننا وبين اليابان في سرعة التجاوب مع المتغيرات، نحن في الإمارات كأننا على متن قطار «الشينكانسين» الياباني، والذي يعتبر سريعاً جداً ومشهوراً عالمياً بسرعته خاصة في مجال الاقتصاد، كذلك هي الإمارات في سرعتها، التقدم في التعاون بين البلدين واضح، حيث كانت الإمارات تتعاون في مجال الطاقة والتدريب مع اليابان في السابق، واليوم تطوّر التعاون ليشمل مجال الفضاء.

ويوجد في الإمارات أكبر شبكة خطوط ملاحية عبر 88 ميناء حول العالم، وفيها أكبر مطار دولي عالمي كلها مقومات تتيح للمستثمر الأجنبي الارتياح في اختيار دولة الإمارات، كذلك ما تقدّمه مبادرات الخمسين من تسهيل في التأشيرات له ولعائلته من خلال الإقامة الحرة والإقامة الخضراء، حيث يوجد في دولة الإمارات أكثر من 4000 ياباني منهم المقيمون والطلاب بحسب إحصاءات عام 2021.

واليوم دولة الإمارات أصبحت نموذجاً مشرّفاً في الانفتاح على الحضارات والتسامح الديني والاحترام والقبول، والتي نستمدها من ديننا ومن عاداتنا وتقاليدنا، وتضم دولة الإمارات أكثر من 190 جنسية، وهي شريك أساسي في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وأصبحت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب، لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة، وتحتضن الدولة عدة كنائس ومعابد تتيح للأفراد ممارسة شعائرهم الدينية، ولدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالميين، وتحقق العيش الكريم للجميع.

وتوفر الدولة مزايا وتسهيلات قانونية ضمن مظلة تشريعية وإجرائية هي الأكثر مرونة وتنافسية على مستوى المنطقة تحفز جذب الاستثمارات الأجنبية ضمن استقرار مجتمع الأعمال في الدولة، وتوفر إعفاءات ضريبية، حيث لا تفرض ضريبة الدخل على الشركات، واليابان تعتبر رائدة في الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تشكل ما يقارب 90% من الشركات اليابانية، والإمارات حاضنة للأعمال والصناعة وتتبنى مبادرات مستمرة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتسمح بالملكية الأجنبية بنسبة 100%.

ما الآليات التي يمكن للبعثات الدبلوماسية الإماراتية في الخارج التركيز عليها واستخدامها في إطار الترويج لحملة «الإمارات العالمية المتحدة» لاستقطاب المستثمرين والمواهب ورواد الأعمال في الاقتصاد الجديد؟

لابدّ من التركيز على أن الإمارات جذورها عربية وهويتنا الإماراتية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتنا ومن قيمنا وعاداتنا التي تعد الأساس لتقدمنا في كافة المجالات، كذلك يعتز الشعب الياباني بشكل كبير بهويته وثقافته ولغته، وعليه يجب الوصول إلى نقاط التقارب بين الثقافات واستخدامها كمحاور في اللقاءات وغيرها من المحافل السياسية.

كذلك يجب التركيز على ما تقدمه الدولة من تسهيلات لتبني العقول واستقطاب المستثمرين في أي اجتماع، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي والاحتفالات والخطابات الرسمية.

التسامح في دولة الإمارات من القيم التي تسهل على المستثمر والمقيم اختيار دولة الإمارات كوجه للاستثمار، حيث تحتضن الدولة أكثر من 190 جنسية تتعايش مع بعض بدون تفرقة.

التعاون والتبادل التجاري

كم بلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارات واليابان في الوقت الحالي، وحجم الاستثمارات اليابانية في الإمارات، والاستثمارات الإماراتية في اليابان، وأبرز هذه الاستثمارات، وتوقعاتكم لمستقبل هذه الاستثمارات بالتزامن مع رحلة الإمارات في الخمسين سنة المقبلة؟

يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين للعام 2020 ما يقارب 11 مليار دولار أمريكي، وخلال جائحة «كورونا» نشطت حركة الأعمال، حيث افتتحت الشركات اليابانية ما يقارب 350 مقراً إقليمياً لها في دولة الإمارات، وتتنوع الصادرات الإماراتية لليابان لتشمل الألمنيوم والنحاس والواردات من اليابان إلى الإمارات لتشمل السيارات والآلات والمعدات الصناعية والإلكترونية، ومن القطاعات التي يتم التعاون فيها بين البلدين الطاقة والبنية التحتية والتعليم.

يوجد بين الإمارات واليابان تعاون في مجال الفضاء، حيث تم إطلاق خليفة سات من مركز تانيجاشيما الفضائي في اليابان بالشراكة مع متسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة، حيث كان أول قمر صناعي يتم تطويره في دولة الإمارات في مركز محمد بن راشد للفضاء وغيرها من البرامج التدريبية المشتركة بين البلدين. كما تم إطلاق مسبار الأمل من نفس المنصة في سنة 2020. كما أن الإمارات واليابان في تعاون في تقنية إنتاج الهيدروجين والأمونيا وتأسيس سلسلة لتوريده، مما سيتم من خلاله المساهمة في مكافحة التغير المناخي، وتماشياً مع خطة اليابان في تحقيق هدفها للوصول إلى صفر انبعاث كربوني بحلول العام 2050. كما أنه يتم دراسة عدد من المشاريع الجديدة بين البلدين في مجالات التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، العلاقة مع اليابان بدأت منذ أكثر من خمسين عاماً ولكن ننظر لفرص أكثر في الخمسين سنة المقبلة من حيث تنوع الاستثمارات والتبادل التجاري والثقافي بين البلدين.

السفير شهاب الفهيم

تولَّى شهاب أحمد الفهيم العمل في منصب سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في اليابان منذ ديسمبر 2020، وقبل وصوله إلى اليابان، شغل الفهيم منصب مساعد وكيل وزارة لشؤون المراسم في وزارة الخارجية والتعاون الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2013، وقبل ذلك، عمل السفير الفهيم في منصب نائب رئيس المراسم في ديوان ولي العهد بأبوظبي لمدة عامين. وقبل التحاقه بالعمل لدى وزارة الخارجية، عمل لدى شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خلال الفترات من (2005-٢٠٠٢ ومن 2008-2010) في قطاعي التنقيب والتكرير. وكان آخر منصب شغله لدى أدنوك هو مديراً للخدمات الموحدة.

وعمل السفير الفهيم في القطاع المصرفي خلال الفترة من 2005 إلى 2008، وشغل منصب رئيس قطاع الخدمات المصرفية للأفراد في مصرف أبوظبي الإسلامي. وحصل على درجتيّ ماجستير؛ إحداهما في الدراسات الأمنية الاستراتيجية من كلية الدفاع الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2019، والأخرى في العلاقات الدولية والدبلوماسية من جامعة زايد عام 2011، عاش في اليابان لمدة عام واحد (2003 ــــــــ 2004) كجزء من البرنامج التدريبي مع أدنوك.

 

Email