الإمارات تستكشف الزهرة وحزام الكويكبات

محمد بن راشد ومحمد بن زايد: طموحات شبابنا ليس لها سقف وقادرون على تحقيق حلم زايد

محمد بن راشد ومحمد بن زايد خلال الفعالية بحضور حمدان ومكتوم بن محمد وسيف بن زايد | تصوير: سيف محمد وخليفة عيسى ومحمد الحمادي وحمد الكعبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عن مهمة جديدة في مجال الفضاء، تتضمن بناء مركبة فضائية إماراتية تقطع رحلة مقدارها 3.6 مليارات كيلومتر تصل خلالها كوكب الزهرة وسبعة كويكبات ضمن المجموعة الشمسية وتنفذ هبوطاً تاريخياً على آخر كويكب ضمن رحلتها التي تستمر خمس سنوات.

جاء ذلك خلال فعالية حضرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في قصر الوطن بأبوظبي، أعلنت خلالها حكومة دولة الإمارات وضمن مشاريع الخمسين، عن المشروع الفضائي غير المسبوق لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية،.

والذي ينطلق إيذاناً ببدء رحلة فضائية علمية في الفضاء العميق للوصول إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ضمن المجموعة الشمسية، وتحقيق أول هبوط عربي على كويكب يبعد عن كوكب الأرض 560 مليون كيلومتر، لتكون الإمارات أول دولة عربية ورابع دولة عالمياً ترسل مهمة فضائية لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية.

ويستكشف المشروع الفضائي الإماراتي الجديد، الذي يعزز المسيرة التنموية العلمية، ويرسخ مكانة دولة الإمارات في مجال استكشاف الكواكب والفضاء العميق، أسرار تشكّل المجموعة الشمسية. وذلك بعدما نجحت الإمارات في فبراير 2021 في تحقيق إنجاز تاريخي بإرسال أول مسبار عربي إلى مدار المريخ في فبراير الماضي، وكانت خامس دولة في العالم تصل إلى الكوكب الأحمر.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «مسيرة دولة الإمارات في مجال الفضاء لا تزال في بدايتها.. ورحلاتنا مستمرة.. واستكشافاتنا لن تتوقف.. وطموحات شبابنا ليس لها سقف».

وأضاف صاحب السمو: «لسنا أقل من غيرنا.. ولدينا مشاريع لتخريج علماء فضاء ورواد فضاء وبناء مركبات فضاء.. ثلث نجوم السماء تحمل أسماء عربية لأن العرب كانوا رواد علم الفلك».

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات اختبار جديد لقدرات الشباب الإماراتي لتحقيق طموح زايد في الفضاء».

وأضاف سموه: «كوادرنا ومواهبنا المواطنة ومؤسساتنا الأكاديمية والبحثية التي حققت إنجازات نوعية في قطاع الفضاء قادرة على تولي مهمة المشروع الفضائي الجديد».

حدث إماراتي للمستقبل

وحضر فعالية الإعلان عن المشروع الفضائي الإماراتي الجديد، والتي أقيمت في قصر الوطن بأبوظبي، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة.

أهداف علمية للإنسانية

وتطلق دولة الإمارات المشروع الفضائي بأهدافه العلمية غير المسبوقة عالمياً لتعزيز مساهمة الإمارات في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية.

وتسهم «مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات» في تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات تكنولوجية لم تعرفها البشرية من قبل في مختلف قطاعات وتخصصات وعلوم الفضاء، لتحقيق هذه القفزة العلمية التاريخية للمعرفة الإنسانية.

وتعزز مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة تطوير الكفاءات الهندسية والتكنولوجية والبحثية الإماراتية والعربية المتميزة على مدى السنوات التي تسبق وتلي اللحظة التاريخية لانطلاق المركبة الفضائية عام 2028.

كما تستفيد «مهمة الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات» من الخبرات التي اكتسبتها الكوادر الوطنية الإماراتية التي تعمل في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، والتي تؤهلها لقيادة مثل هذا المشروع الفضائي الطموح، استناداً إلى ما تراكم لديها من معارف وخبرات علمية على مدار السنوات الماضية.

وترسخ مهمة المركبة الفضائية الإماراتية الجديدة ريادة الإمارات وجهة عالمية للعقول والكفاءات والاستثمارات النوعية في قطاع استكشاف الفضاء وعلومه والصناعات والأبحاث والعمليات المرتبطة به.

كما تعزز المهمة الفضائية العلمية غير المسبوقة موقع الإمارات مرجعاً معرفياً دولياً في علوم الفضاء، ومختبراً مفتوحاً لبرامجه ومشاريعه وتقنياته المتقدمة، ومركزاً عالمياً للبيانات والمعلومات التخصصية يوفر حصيلة مهامها الفضائية ونتاجها المعرفي في هذا قطاع الفضاء الحيوي لمستقبل الإنسانية ويضعه في خدمة المجتمع العلمي العالمي.

مشروع جديد

وقال معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، إن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية محطة مستقبلية جديدة ضمن مشاريع الخمسين تؤكد أن دولة الإمارات تعمل دائماً بطموح لا يعرف المستحيل، وهمة لا تتوقف من أجل تحقيق مستقبل أفضل، وهو يؤسس لحقبة جديدة في علوم الفضاء ويشكل نقلة معرفية هائلة في مجال استكشاف الفضاء وتطوير تقنياته وعلومه، مؤكداً أن المشروع الاستراتيجي الذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضمن «مشاريع الخمسين» سيحقق إنجازات علمية وتكنولوجية.

وأضاف معاليه: «الرحلة الفضائية العلمية للمركبة الفضائية الإماراتية نحو كوكب الزهرة وحزام الكويكبات ستحمل معها طموحات وابتكارات وعلوم وجهود فرق علمية وهندسية وبحثية متكاملة، ستعمل باستمرار من الآن وحتى حلول موعد الإطلاق لضمان الوصول بالمهمة الفضائية الإماراتية الأولى عربياً والرابعة عالمياً نحو كوكب الزُهرة وحزام الكويكبات إلى أهدافها العلمية، لتسجل فصلاً جديداً في كتاب المعرفة البشرية».

7 سنوات عمل

ويتضمن المشروع الفضائي الجديد إرسال مركبة فضائية لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، وسوف يستغرق تطوير المركبة 7 سنوات، على أن تكون جاهزة للانطلاق في رحلتها الفضائية، ضمن نافذة إطلاق تحدد لها بداية 2028.

وتستغرق مدة المهمة العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات 5 سنوات تمتد من عام 2028 وحتى عام 2033.

ويعد المشروع أول مهمة فضائية عربية من نوعها، إذ سوف يستكشف كوكب الزهرة، بالإضافة إلى جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن 7 كويكبات ضمن حزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية، على أن تهبط المركبة على آخر كويكب من الكويكبات السبعة.

مهمة تاريخية

وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، أن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية سيسطّر بفضل دعم القيادة الرشيدة وجهود أبناء زايد مستقبلاً مشرقاً حافلاً بإنجازات في مجال العلوم الفضائية، كمبادرة جديدة في مسيرة دولة الإمارات العلمية ورحلتها لاستكشاف الفضاء، تعزز موقع قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع.

وأضافت: «هذه مهمة فضائية تاريخية جديدة لدولة الإمارات لتكون رابع دولة عالمياً ترسل مهمة لكوكب الزهرة وحزام الكويكبات».

وبيّنت معاليها أن أهمية المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة تكمن في مساهمتها في جمع بيانات علمية غير مسبوقة عن تكوين الكواكب في المجموعة الشمسية، لتساهم دولة الإمارات في كشف تلك المعلومات العلمية التي تتيح للبشرية فهماً أعمق للكون والمجموعة الشمسية.

تصميم فريد

وهناك مجموعة عوامل سيتم أخذها في الاعتبار لدى تصميم المركبة الفضائية الإماراتية للمهمة الجديدة التي تستمر 5 سنوات، نظراً لطبيعتها وللظروف المحيطة بحزام الكويكبات، بما في ذلك تزويد المركبة الفضائية بتغليف حراري وميكانيكي مختلف، نظراً لتعرضها للإشعاع الشمسي ودرجات حرارة عالية بصورة مباشرة.

حيث ستكون أقرب نقطة للمركبة الفضائية من الشمس على مسافة 109 ملايين كيلومتر، إضافة إلى تزويد المركبة الفضائية بأنظمة ملاحة وتوجيه وتحكم خاصة بسبب عبورها عبر سديم من الأجرام السماوية، مع تخصيص تقنيات خاصة لتشغيل المركبة الفضائية بطاقة شمسية قليلة جداً عند ابتعادها في رحلتها عن الشمس بمسافة 440 مليون كيلومتر.

7 أضعاف

وتمثل الرحلة المليارية التي تقطعها مهمة المشروع الفضائي الإماراتي العربي الأول من نوعه 7 أضعاف رحلة «مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ» «مسبار الأمل» الذي نجح بقطع 493 مليون كيلومتر في الفضاء العميق للوصول إلى مدار الكوكب الأحمر.

نتائج نوعية

النتائج المرجوة للمهمة الفضائية الإماراتية الجديدة، هي المساهمة في تطوير القدرات العلمية والتقنية للدولة، وإعادة صياغة مفاهيم ونظريات علمية، كما ستعمل على تشجيع الكوادر الوطنية لإنشاء مشاريع متخصصة في العلوم والتكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالفضاء كالملاحة الفضائية وأنظمة التوجيه والتحكم، إلى جانب جذب المواهب والكفاءات العلمية والتقنية إلى الدولة.وسيلعب القطاع الخاص دوراً مهماً في المشروع، بما يعزز نمو وازدهار قطاع الفضاء الإماراتي ككل.

 

 

 

 

 

 

 

Email