الإمارات العربية المتحدة: دولة ذات نمو مطرد في عصر نمو مطرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عام 1851، زار ما يقرب على ستة ملايين شخص المعرض الكبير في المملكة المتحدة، وهو معرض دولي عرض التراث الثقافي والصناعي للبلاد وثروتها. واستطاع هذا الحدث الذي كان الأول من نوعه، في إبراز نجاح الثورة الصناعية في بريطانيا، وأثبت أنه قوة تحويلية ساعدت في تشكيل الفن البريطاني والتصميم، والتعليم، والتجارة الدولية، والسياحة. ولم يكن هذا المعرض مفيداً جداً للمملكة المتحدة فحسب، بل للمنطقة الأوسع والعالم بأسره أيضاً، فكان الشرارة التي أشعلت فتيل الابتكار والإبداع وحتى المنافسة.

ومع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة معرض إكسبو 2020 في يوبيلها الذهبي، فإن الإمارات أمام فرصة فريدة ومماثلة لإظهار نموها وتطورها خلال الخمسين عاماً الماضية، وعرض جهودها في تسخير الثورة الصناعية الرابعة لدفع نفسها نحو الخمسين عاماً القادمة وما بعدها. ليس هناك أدنى شك في أن رحلة التطور التي شهدتها البلاد على مدى الخمسين عاماً الماضية كانت رحلة نمو مطرد. 

ولا يمكن أن نعزو مسارها التنموي المثير للإعجاب إلى حد كبير إلا لطريقة عملها. ومثلما كتب سالم إسماعيل عن "المنظمات ذات النمو المطرد" التي نجحت في تسريع نموها بمعدلات هائلة، فإنه من الممكن أيضاً للبلدان أن تسرع نموها من خلال وضع استراتيجيات واضحة، وبرامج تحويلية ضخمة، وخطط تنمية طموحة تزيد من مواردها وتضعها في مقدمة الدول الأخرى.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة، والمعروفة بقيادتها الحكيمة والتمكينية، أصبحت بالفعل "دولة ذات نمو مطرد" وذات طموح جريء في خطتها المئوية لتكون أفضل دولة في العالم بحلول عام 2071.

تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة موقع الصدارة فيما يعنيه أن تسعى الدولة باستمرار إلى تحقيق الذات والنمو، بدءاً من تطوير البنية التحتية للحكومة الذكية التي تتيح للقطاع العام أن يكون مرناً ومستجيباً، إلى تطوير سياسات هجرة ديناميكية تدعم نمو الاقتصاد ومجتمعاته. فضلاً عن البرامج المسرعة الحكومية والمناطق الحرة والتأشيرات الذهبية وبرامج جوازات السفر والأنظمة البيئية مثل الموجودة في "منطقة "2071 و"هب 71" التي تسهم في تعزيز المشاركة الاقتصادية والاجتماعية لجميع أفراد المجتمع، بغض النظر عن جنسيتهم.

إن نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة مدفوع أيضاً بنهجها الاستشرافي في التصميم والتكنولوجيا. فلدى دولة الإمارات وزير المستقبل ووزير الذكاء الاصطناعي، واستراتيجية مخصصة لتقنية "البلوكشين". وإن مهمة مسبار الأمل للمريخ وحدها هي شهادة على طموح البلاد لتخطي أي حدود لصالح البشرية جمعاء، وعدم الاستسلام أمام التحديات. وسيكون إكسبو 2020 فرصة لمشاركة هذه القصة مع ما يقرب من 200 دولة أخرى مشاركة.

وحقيقية أود أن أوضح سرعة حركة البلاد وطموحها من خلال قصة شخصية تتبادر إلى ذهني.

عندما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة لأول مرة أنها ستستضيف معرض إكسبو 2020 في دبي تحت شعار "تواصل العقول، صنع المستقبل"، وأن المعرض سيتناول موضوعات مثل أركان "التنقل والاستدامة والفرص"، كانت هناك شركة واحدة تجسد بالنسبة لي هذه الأفكار، ألا وهي شركة "تسلا". إلا أن المشكلة الوحيدة كانت هي أن شركة "تسلا" لم تكن قد جاءت بعد إلى منطقة الشرق الأوسط. فسافرت إلى المقر الرئيسي للشركة في ولاية كاليفورنيا في عام 2016 لمناقشة دور الإمارات وما يترتب على جعلها شريكاً إقليمياً من فوائد، فدولة الإمارات ملتزمة بالاستثمار في المستقبل وتنويع اقتصادها.

وفي حين أن الردود التي حصلت عليها كانت حماسية، إلا أن وجود بعض أِشكال التقييد القانوني على الملكية الأجنبية كان يشكل تحدياً كبيراً. وفي أثناء تواصلي مع الجهات المعنية ومشاركتي لهم هذه المعلومات، تم منح إعفاء شبه فوري من هذه القيود، مما مهد الطريق لتغيير دائم في القانون لاحقاً. ولقد كان فخراً لنا أننا رحبنا بإيلون ماسك في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد عام واحد بالضبط من تلك الزيارة، حيث أطلق موقع شركة "تسلا" في الدولة تحت ظل برج خليفة.

وفي اليوم ذاته، تحدث معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، مع السيد إيلون ماسك على خشبة المسرح في القمة العالمية للحكومات 2017 حيث ناقشا الطموح المشترك بأن يكون الجنس البشري نوعاً متعدد الكواكب. وكانت تلك اللحظة التي أعلن فيها معاليه عن مشروع المريخ 2117 لإنشاء أول مستوطنة بشرية صالحة للسكن على سطح المريخ في غضون 100 عام.

تجسد هذه القصة "التفكير في تحقيق النمو المطرد" لدولة الإمارات العربية المتحدة، كما تجسد مكانتها كدولة ترحب بأفضل العقول والشركات في العالم للمشاركة في صنع المستقبل.

وقد لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، طموحات دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل جميل في رسالته الأولى على تطبيق "تيك توك" حين قال: "في كل صباح، وعندما يستيقظ الغزال في أفريقيا، فهو يحرص على أن يتفوق على أسرع أسد هناك وإلا سيُقتل. وفي كل صباح، وعندما يستيقظ الأسد من نومه، فإنه يحرص على أن يتفوق على أبطأ غزال هناك وإلا سيموت جوعاً. وفي الإمارات أو دبي، لا يهمني إن كنت أسداً أو غزالاً. ولكن عندما تستيقظ، من الأفضل لك أن تنطلق".

ومن الواضح أن دولة الإمارات تواصل انطلاقتها السريعة نحو النمو المطرد بشكل فعّال. 

سلسلة مقالات ” بين الخمسين والخمسين” تروي قصص وحكايات لأشخاص عاشوا حاضرهم وماضيهم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

شارك قصتك في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال زيارة الرابط  www.uaeyearof.ae

 

Email