إطلالة على المستقبل

العلوم المتقدمة بوابة العبور نحو الخمسين عاماً المقبلة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاستثمار في العلوم المتقدمة والتكنولوجيا كأحد أهم ركائز نهضة الأمم واستئناف الحضارة وبوابة العبور للـ 50 عاماً المقبلة، لتحقيق مئوية الإمارات مستندة إلى رؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق محددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية من شأنها تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية.

وسيتم التركيز على الأولويات العلمية المتعلقة بالاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية الاستراتيجية في الدولة عن طريق بناء قدرات محلية، وتعزيز تقنية الطاقة المستدامة، وتعزيز الأمن المائي عن طريق تكنولوجيا متقدمة، ومواجهة التحديات الصحية والأمراض في الدولة بناءً على منظومة علمية محلية، إلى جانب تطوير قطاع الصناعات المتكيف، وبناء منظومة دعم لوجستي في الدولة مبنية على دراسات وبيانات علمية، وتطوير الصناعات الجوهرية والاستراتيجية تطوير منظومة علمية متقدمة للأمن الغذائي.


رؤية استشرافية


وقال الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير جمع كليات التقنية العليا: إن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها رؤية استشرافية على مستوى الذكاء الاصطناعي ووضعت استراتيجيات وبرامج عمل لتحقيقها بما ينسجم مع مئوية الإمارات 2071 بحيث تكون أفضل دول العالم في هذا المجال ومركزاً لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستفادة منه لتسهيل حياة المواطنين ودعم الرفاهية والجودة في الخدمات.

وأضاف: إن قطاع التعليم أحد القطاعات التي تلعب دوراً حيوياً في استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يعزز بيئتها التعليمية ويجعلها بيئة رقمية متطورة واقتصادية على المستوى الإداري، وبيئة فاعلة ومحفزة ومثيرة لشغف الطلاب على المستوى التعليمي، وقد انعكس ذلك بشكل واضح في كليات التقنية العليا في مرحلة التحول الرقمي أثناء جائحة كورونا، والنموذج التعليمي الرقمي المتميز الذي قدمته الكليات والذي حاز على إشادات محلية وعالمية والذي استثمرت فيه الكليات التقنيات الحديثة على مستوى الذكاء الاصطناعي، وبرامج المحاكاة، والواقع الافتراضي والبلوك شين، والبيانات الكبيرة، والتي يتم توظيفها لرقمنة النظام التعليمي في الكليات، لافتاً إلى أن استخدام هذه التقنيات الحديثة هي استراتيجية محورية أساسية تم تبنيها في الكليات لتغطي جميع جوانب التعليم ومنها: التعلم المعزز تكنولوجياً، والاختبارات ووسائل التقييم الإلكتروني، وخدمات المكتبات الرقمية، وأنظمة التعلم الذكية، والخدمات والبنية التحتية الرقمية.


بناء المهارات


وقال الدكتور الشامسي: إن الكليات وبعد نجاحها في التحول الرقمي فإنها تسعى في المرحلة لمقبلة لتعزيز نموذج التعليم المبني على المهارات والكفاءات وليس المعرفة وحدها، والتركيز على المواهب والقدرات والوصول إلى القدرة على تصميم برامج وتقديم خدمات تعليمية تلبي الاحتياجات الفردية للطالب بالاعتماد على تحليل «البيانات الضخمة» باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وكذلك تطوير تكنولوجيا التعليم بما يوفر بيئة تعليم شيقة وممتعة للطلبة خصوصاً مع تطبيق نموذج التعليم الهجين، إضافة للدور المحوري المعني بتخريج شركات ورواد أعمال للمستقبل، فاليوم لدينا آلاف الطلبة والخريجين الحاصلين على شهادات احترافية معتمدة عالمياً في تخصصاتهم، وآخرون لديهم شهادات معتمدة في «البرمجة» التي تمثل لغة العصر وغيرها من المهارات التي نسعى لتمكين الطلبة منهم لضمان جاهزيتهم للمستقبل.

وذكر الدكتور الشامسي أن الكليات لديها رؤية في إعداد المخرجات للمرحلة المقبلة من خلال العمل على تمكين الشخصية الطلابية من 3 خصائص أساسية من خلال «بيرسونا ثلاثية الأبعاد – 3D Persona»، والتي تتضمن مجموعة من السمات لإنسان المستقبل والتي تشمل: البعد الرقمي المتعلق بالمهارات الرقمية، والبعد الاحترافي المتعلق بقدرة الفرد على أن يكون متعلماً ذاتياً ومحترف تعلم مدى الحياة، والبعد الريادي المعني بالسمة الإبداعية في شخصية الطالب والتي تبنى على البعدين السابقين ليكون قادراً على استثمار مهاراته وقدراته في توفير فرصه المستقبلية.


تنمية وطنية


وبدوره أكد الدكتور عصام نصر عميد كلية الإعلام بجامعة الشارقة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد من الدول السباقة على مستوى العالم العربي والإقليمي والعالمي في استحداث وتطبيق كل ما يساهم في التنمية الوطنية، خصوصاً في رؤية الدولة واستراتيجيتها خلال الـ 50 عاماً المقبلة أو الاستراتيجية قصيرة الأمد خلال السنوات المقبلة والتي من محاورها الرئيسية تطبيق الذكاء الاصطناعي وأدواته في معظم مجالات الحياة سواء في مجال الفضاء والفلك أم التعليم أم في مجال الصحة والخدمات الحكومية في القطاعين الحكومي والخاص وخلافها، حيث تعد الدولة نموذجاً بارزاً على مستوى المنطقة على إدخال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كل مناحي الحياة، ما سهل حياة المواطنين والساكنين في التعامل، خصوصاً خلال جائحة كورونا فلم تتوقف الحياة ولا التعاملات، وذلك نتيجة للبنية الرقمية القوية التي تمتلكها الدولة، حيث تم تطبيق الذكاء الاصطناعي وأدواته، ما يسر حركة الناس خلال الجائحة.


خطط


وقال: إن الــ 50 عاماً المقبلة أو حتى الخطط قصيرة الأمد سيكون للذكاء الاصطناعي أهمية قصوى فيها، والذي تعمل الدولة من خلاله في العديد من الجوانب، حيث أوصت الدولة عن طريق وزارة التربية والتعليم بضرورة إدخال الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم سواء أكانت المرحلة الجامعية أم ما قبلها، كما تشرف حالياً الوزارة على إدخال عملية الذكاء الاصطناعي في كل المناهج والبرامج الدراسية حتى البرامج الطبية والهندسية والقانون، حيث لا بد من إدخال عناصر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تلك البرامج، وهو الأمر الذي يتم العمل به حالياً، كما تم استحداث برامج بكالوريوس وماجستير ودكتوراه في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وهناك الكثير من الجامعات تعمل على اعتماد تلك البرامج، ومنها ما تم اعتماده بالفعل سواء في الهندسة أم العلوم أم خلافهما.


تطبيق


وأوضح أنه يجب على كل الجهات أن تعد العدة من أجل وضع تطبيقات الذكاء الاصطناعي خلال الـ 50 عاماً المقبلة، ولا بد من التخطيط من الآن من خلال المتابعة والتمويل حتى تتمكن تلك الجهات من الدخول إلى الثورة الرقمية ومواكبتها بجدارة، وأن تعمل الجهات خلال المرحلة المقبلة على إجراء البحوث الدقيقة والإنفاق عليها في مجالات التطبيقات الذكية وتقنيات الأجهزة والوسائل الخاصة بالبحث العلمي حتى تصل إلى مبتغاها وتواكب الثورة الصناعية الرابعة بكل جدارة واقتدار.

Email