قِيَمُ الإمارات.. القوة الناعمة.. دبلوماسية العقل والنفس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يميل محبو الإمارات إلى تعريفها عبر الحديث عن مجتمعها؛ عن أعرافه، ونمط الحياة فيها، ونموذجها، وجودتها، والانفكاك التام المتاح بين ما هو شخصي وعام. وهم بذلك يستحضرون نموذجاً أسسه الآباء المؤسسون، في رحلتهم الميمونة لتأسيس دولة الاتحاد.

وفي هذا السياق، اختار الآباء المؤسسون للدولة أن يكون قلبها نابضاً، ووجدانها حيّاً، وأن تكون منيعة، وأن تكون قوتها ناعمة. وأن تكون هذه القوة الناعمة، طابور خير يسير من بلد إلى بلد.

وفي ضوء بوصلة هذه النيات الطيبة والأفعال المتفردة، تترجم الإمارات بقيادة فارس دبلوماسيتها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بإيمان قويم هذا النهج الخير الذي رسخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤكدة في القرن الحادي والعشرين أنها أبرز من يقود ويجسد مفهوم القوة الناعمة.

والقوة الناعمة إرادة طيبة، ويد خير، ورؤية استراتيجية ترسم مصالح مشتركة، وتعرض إسهاماً يُهبط مستوى العنف في المنطقة، ويحيل المعضلات إلى طاولة حوار آدمية، تستعيد «نهج زايد» ومآثره ورؤيته.

وقد أثبتت التجربة أن الإمارات منيعة بدبلوماسيتها، ونهجها الإنساني الثابت، ورؤيتها الهادئة العميقة، التي فيها «عقل زايد» و«نظرات راشد»، الحاضرة معنا إلى اليوم.

زايد، الذي وضع المبادئ السياسية الاستراتيجية الكبرى التي تحدد مسار دولة الاتحاد في عالم متعرج، ومتغير الأهواء. وراشد، ربان السفينة الذي يعرف وجه الرياح، وشدة الأمواج، وكيف يحوّل الريح والموج قوة تدفع المركب إلى وجهته.

لا تنسى الإمارات ذكر الآباء المؤسسين وفضلهم. وهي تستحضرهم وتستذكر مآثرهم. وترنو إليهم بوجه مملوء بقسمات الحاضر، عمراناً وقيادة، وإرادة.. وهذا وفاء الأبناء لذكرى الآباء.

والحديث هنا عن الدبلوماسية الإماراتية، تلك القيمة المستدامة، وإرثها الكبير، وحاضرها القويم، ومفرداتها المتنوعة التي تخاطب كل المعضلات بحلول مستقيمة ومكتملة. ولعل من أهم ما تتصف به تلك «الإيجابية»، التي تم اختبارها في محطات مهمة من تشكل الدولة، وباتت مفهوماً يلقى الاهتمام والعناية، وعنصراً أساسياً في فكر الدولة؛ تماماً مثل «الخير» و«التضامن» و«العطاء» و«الجودة» و«الفرادة» وغيرها من القيم الإماراتية.

وفي هذا السياق، الذي يجري الحديث فيه عن القوة الناعمة، وجذورها، وأصولها في مجتمع الإمارات، نتذكر أنها أداة من أدوات الدبلوماسية الإماراتية، وفكرة أصلية من أفكار الآباء المؤسسين. ويضاف إلى ذلك التفاؤل الذي يضفي قيمة على كل فكرة، ويملأ خزانها بالأمل، ويعطيها كل الجدوى، ويفتح أمامها أبواب الممكن.

ومن المعروف عن الدول، في حسابات السياسة، أنه كلما عظمت الدبلوماسية، كانت تلك الدولة آمنة، مقبولة في المجتمع الدولي، مضمونة المستقبل..

هذا الحديث عن الدبلوماسية الإماراتية، المخزون الاستراتيجي الذي يساهم في بناء ورسم مستقبل ووجه الدولة.

Email