أكاديميون: الثورة الصناعية الرابعة تعزز مفهوم المساكن الخضراء

عباس المعلم

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد أكاديميون متخصصون في قطاع الإسكان أن التطور الإلكتروني والرقمي، من شأنه إضافة الكثير من التطور لمفهوم الإسكان خلال الـ 50 عاماً المقبلة، وأن الثورة الصناعية الرابعة، ستعمل على تعزيز مفهوم المساكن الخضراء والصديقة للبيئة، والتي ستنعكس ترشيداً في استهلاك الطاقة والمياه.


تغيير كبير


وقال البروفيسور عباس المعلم رئيس قسم الهندسة المعمارية بكلية الهندسة في جامعة الشارقة، إنه رغم التحديات التي يمر بها العالم، ولكن التقدم الاقتصادي والحضاري في الإمارات يشير إلى أن مستقبل المساكن سوف يتغير خلال الخمسين عاماً المقبلة، خصوصاً، والتي سوف تكون بمستوى عالٍ تراعي الصحة واحتياجات الأسر المستقبلية.


وذكر أن كافة مساكن المستقبل ستُنشأ بتقنيات حديثة تراعي الخصوصية الإماراتية، وأن التحكم الإلكتروني والرقمي سيميز منازل الخمسين عاماً المقبلة لإسعاد المواطنين خاصة مع تنامي فكرة «العمل عن بُعد» خلال السنوات المقبلة والتي تتطلب تغيير ومواكبة التصميمات الإسكانية للاحتياجات المستقبلية. وبين أن هناك مجموعة من البحوث والمشاريع التي تجريها الكلية مثل فكرة مفادها ماذا سوف يكون شكل «الفريج» مستقبلاً، ما يتطلب تصاميم معمارية وهندسية تلبي الطموحات، وأن لديهم دراسات بهدف إنشاء مساكن خضراء ومستدامة بصورة علمية وحديثة تواكب المرحلة. وذكر أن التقدم الرقمي والثورة الصناعية الرابعة والعالم الافتراضي يتطلب تنمية الكوادر الإماراتية المستقبلية لتواكب ذلك التقدم الهائل في إنشاء المساكن العصرية ومواصلة إنشاء مساكن صديقة للبيئة خالية من الكربون، والتوسع في البناء باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد لمواكبة التكنولوجيا المتقدمة العالمية.


خصوصية


من جهته أكد الدكتور رائد سراجي عميد كلية العمارة والفنون والتصميم في جامعة عجمان، أن مساكن المستقبل سوف تكون مساكن ذكية ومستدامة، وصديقة للبيئة واقتصادية، كما أن الخصوصية الإماراتية سوف يكون لها أثر واضح على تصميم المساكن من حيث الأثر على معالم التخطيط الحضري وعلى المساحات الداخلية وتوزيعاتها، مبيناً أن الكلية أجرت العديد من الدراسات والبحوث على مواكبة مساكن المواطنين للتقنية الحديثة، فيما تشير الإحصاءات إلى أن الدولة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في مدى اتصال القاطنين فيها مع شبكة الإنترنت، ما يشكل أهمية كبيرة في استخدام تقنية إنترنت الأشياء في المنازل والتي باستخدامها سوف نتحكم في إدارة المنزل «عن بُعد»، إضافة إلى التحكم في الآلات الكهربائية والمكيفات وخلافهما، كما تشير الدراسات إلى أن 57 % من مواطني الدولة على علم بتقنية إنترنت الأشياء وأكثر من 80 %منهم يريدون تغيير معدات منازلهم الكهربائية إلى معدات ذات كفاءة عالية من الطاقة.


وقال: ننصح ببناء بنية تحتية بشكل يتماشى مع الحفاظ على الخصوصية من خلال إنشاء مراكز بيانات مع تخزين السحب محلياً، الأمر الذي يحافظ على الخصوصية، مبيناً أنه فيما يتعلق بالمساكن الخضراء والصديقة للبيئة سوف نرى ترشيداً في استهلاك المياه وإعادة تدوير نفايات المياه الرمادية حتى يستفاد منها في عملية الري، فيما سيتم التوسع باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة والتي تتمتع بنسبة قليلة من خاصية الطاقة المجسدة، والتي تحدد كمية الطاقة التي تستخدم بدءاً من استخراجها إلى مرحلة تصنيعها، ومن ثم نقلها إلى مكان إنشاء البناء، كما أنه سوف يتم استخدام الطاقة المتجددة بشكل محلي في مكان البناء الأمر الذي يمكنه من إعادة الفائض في الطاقة إلى مكان آخر بدلاً من الهدر.

Email