قِيَمُ الإمارات.. الخير.. غرس الآباء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقترن الخير في الإمارات بالإنجازات العظيمة، التي أرساها الآباء المؤسسون، خلال السنوات الخمسين الماضية، والقيم النبيلة التي زرعوها في المجتمع الإماراتي، مسجلين بصمة مضيئة في تأصيل العمل الخيـِّر، وتعزيز قيم العطاء والتسامح، وشاؤوا أن تكون هذه القيم النبيلة، وعلى رأسها مبادئ التضامن والتكافل والتراحم والعطاء والعمل الخيري، هي رسالة الإمارات للعالم.

وفي الواقع، أثبتت دولة الإمارات ريادتها في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم، من خلال تقديم المستلزمات الطبية والمساعدات الإنمائية لعشرات الدول، إلى جانب المساعدات الإنسانية والإغاثية في الظروف الطارئة. وإلى جانب الخير، كونه قيمة إنسانية، تتميز الإمارات بسمات خاصة، تجدر ملاحظتها، أولها ترجمة هذه القيمة إلى فعل مستمر متصل، وثانيها، أن هذا الفعل، المتمحور حول قيمة الخير والعمل الخيري، بات على نحو مدروس جهداً حكومياً، يشترك فيه القطاع الخاص بفاعلية، كما تبرز في سياقاته المبادرات المجتمعية والفردية، وثالثها، أنه تحول إلى عمل منتظم، ونهج متصل.

ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق، هو أن المبادرات الحكومية في هذا المجال لعبت دوراً قيادياً في ترجمة قيمة الخير إلى نهج وطني، وفعل يومي، وثقافة عامة، رست وترسخت في المجتمع وبين السكان من مواطنين ومقيمين. كما كرست هذه المبادرات الحكومية قيمة الخير في عمل مؤسسي، له استراتيجيته، وأدواته، وطرق استجابته للحاجات، وقواعده التنظيمية.

وغني عن القول إن هذا كله جاء بالاتصال بمفاهيم أساسية أخرى، منها تمكين المجتمع، وتعزيز قيمة العمل التطوعي، من خلال خلق إطار ومنظومة متكاملة، تسعى إلى نشر ثقافة التطوع، ومن خلال إطلاق العديد من المبادرات والبرامج الهادفة إلى تحويلها إلى عمل مستدام.

وبموازاة ذلك، تم إرساء نهج التكافل الإنساني، والانتماء إلى الحضارة البشرية الجامعة، وتأكيد المسؤولية الاجتماعية، بما يتجاوز الحدود والجغرافيا، ما جعل من اسم الإمارات مقروناً بالخير والعطاء وإغاثة المحتاجين، حيث تبوأت الدولة مرتبة متقدمة عالمياً من بين الدول المانحة الأكثر عطاء وسخاء في مجال المساعدات الخارجية، التي لا تعترف بالحدود واللغة والدين واللون.

ويجدر القول هنا، إن قيمة الخير أدت وتؤدي دوراً مهماً على المستوى المحلي في خدمة عملية التنمية المستمرة، وجهود تحقيق الريادة، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية في كل القطاعات، وتعزيز قدرة المجتمع على تقبل مستجدات العصر من موديلات عمل جديدة ومبتكرات علمية وتكنولوجية حديثة، تمر بلا شك من خلال ترسيخ ثقافة الانفتاح على العالم، ومحاولات استنهاض ثقافة الإسهام في الحضارة الإنسانية.

وبهذا، فإن أصالة قيمة الخير في مجتمع الإمارات أنها غرس الآباء، وتقع في صلب عملية التنمية، وتمثل منصة لإشاعة ثقافة محلية قادرة على هضم، واستيعاب التعددية الثقافية، وتقبلها اجتماعياً.

Email