قِيَمُ الإمارات.. «العطاء».. يد خير

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبزر العطاء قيمة إماراتية أصيلة في مثل هذه الأيام المباركة، حيث تسجل الإمارات عبر أذرعها الإغاثية والخيرية مبادرات لافتة بحجمها، ونطاق شمولها، واتساع مستويات اهتمامها، لتصل إلى العديد من البلدان التي تعيش أزمات أو اختلالات في مجال الغذاء والخدمات الأساسية، مثل توفير المياه وحفر الآبار المستدامة، والتعليم والصحة، التي هي اليوم في ظل الجائحة العالمية والتنافس على اللقاحات تمثل تحدياً جدياً بالنسبة للعديد من البلدان.

وفي الواقع، فإن قيمة العطاء حاضرة في الإمارات دائماً، ولا يقتصر إنفاذ نهجها على أيام الشهر الفضيل. ولكنه قيمة تمثل جزءاً من الثقافة الوطنية، وأحد مكونات الإرث الإماراتي المرتبطة بنشأة دولة الاتحاد والآباء المؤسسين، لا سيما المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو كذلك نهج مستمر، تمكنت الدولة بالتعاون مع المجتمع من تحويله إلى منظومة مؤسسية فاعلة، لها أثرها البيّن والواضح في شتى بقاع المعمورة.

وتستند قيمة العطاء في الإمارات على أسس ثابتة، تحكمها سياسة واستراتيجيات تنموية، تحرص على المستوى الداخلي أن توفر لجميع السكان المستوى نفسه من جودة الحياة، وعلى المستوى الخارجي تقوم على مبدأ الأخوة الإنسانية وقيم التعايش، وتشمل كل مستحق، بغض النظر عن المكان والعرق والاعتقاد واللون.

ويبرز العطاء كذلك من خلال انخراط المجتمع والقطاع الخاص في المبادرات الإنسانية التي تطلقها الدولة في مختلف المناسبات والأوقات، في تجسيد لمثل التعاضد والتضامن، والثقة بالنهج الذي تختطه الحكومة في هذا المجال.

وهنا، لا ينسى المرء مبادرات العطاء الفردية التي يضطلع بها إماراتيون، سواء كان محلياً أو خارجياً، في مجالات التعليم والثقافة والصحة وغيرها. وربما كان هذا واحداً من الظواهر التي تعزز دور الإمارات في هذا المجال، وتجعل من العطاء قيمة أصيلة في الثقافة المحلية.

وفي الحقيقة، لا تنفصل قيمة العطاء عن ملف تعاونات الدولة مع دول العالم في شتى المجالات، لا سيما المجالات الاقتصادية، فإن سمعة الدولة في مجال العطاء الإنساني وسمعتها كنموذج ناجح في مجالات الاقتصاد والتنمية وجودة الحياة تعزز كل واحدة منهما الأخرى، وتضفي مزيداً من الثقة بالدولة ونهجها، على مستوى عالمي. وهذا يؤكد أن العطاء ليس قسمة باتجاه واحد، فخيره يذهب لمن يحتاجه، أما فضله فيعود إلى أهله.

وفي السياق ذاته، فإن الاستراتيجيات الناجعة هي تلك التي تأخذ بعين الاعتبار المسؤولية الإنسانية، وشراكة الدول والشعوب في المساهمة في تأمين البشرية، والإسهام في الحضارة. وخير إسهام في الحضارة هو في مد الإنسان يد العون إلى أخيه الإنسان.

دام خير هذه البلاد، وأجزل الله في قدرتها على العطاء.

 

Yaser.musa@albayan.ae

Email