قِيَمُ الإمارات.. حكاية الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

للأمل حكاية قديمة مع الإمارات، بطلها الإنسان الذي واجه ما بين البحر والصحراء، قسوة الطبيعة دون أدوات، وتطرف الطقس دون معدات، وواجه تقلبات الحياة بعزيمة وصبر وقودهما الأمل، فليس غريباً أن «الأمل» تحول في الإمارات إلى قيمة وطنية.

وتواصلت حكاية الإمارات مع الأمل، وبلغت فصولاً متقدمة، وتحمل في فصولها جزءاً من سيرة الإمارات في القرن الواحد والعشرين، بما في هذه السيرة من التزام ومسؤولية تجاه الإنسانية، وإدراك حدسي عميق بقوة الأمل، العملة الأغلى في الأنفس البشرية.

في هذا القرن، أطلقت الدولة «برنامج الإمارات الوطني للفضاء»، الذي تضمن إعداد رواد فضاء إماراتيين، وخطة لمئة عام، تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر، بحلول مئوية الدولة، والوصول بمسبار الأمل الإماراتي إلى كوكب المريخ في العام الجاري، تزامناً مع خمسينية الدولة، وهو الهدف الذي تحقق. وحمل هذا المسبار اسم «مسبار الأمل».

وكان هذا اسماً تم اختياره عبر مواقع التواصل المفتوحة، لجميع أبناء البشرية. ومن اللافت، أن أبناء البشرية، اختاروا للمسبار الإماراتي، المكرس لاستكشاف المريخ، اسم «الأمل». بعضهم يرى «الأمل» في المسبار، وبعضهم الآخر يرى «الأمل» في المشروع «برنامج الإمارات الوطني للفضاء». وبعضهم الثالث يرى «الأمل» في الإمارات نفسها.

وبكلمات أخرى، في العالم، يدركون أهمية استكشاف المريخ. والشباب العربي العالم والمتعلم، الذي تجاوزت أنظاره السماء إلى الفضاء، يستبشرون بمشروع يمكن له أن يؤهلهم، ويوفر لهم فرصة اختبار معارفهم، في مجالات لا تتيحها إمكانات بلدانهم.

وفي هذا القرن، ظهر مفهوم «صنَّاع الأمل»، الذي يشير إلى أكبر مبادرة إنسانية ومجتمعية من نوعها، تهدف إلى تكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي، الذين يسعون من خلال مشاريعهم ومبادراتهم وبرامجهم وحملاتهم التطوعية، الفردية أو المؤسسية، إلى التصدي لأهم التحديات التي تواجه مجتمعاتهم، في مختلف المجالات، وإيجاد حلول لها، والعمل الحثيث من أجل الارتقاء بواقع أوطانهم، وإغاثة المنكوبين، ومساعدة المحتاجين، ورفع المعاناة عن الفئات الهشَّة في المجتمع، وتقديم الدعم للفئات المحرومة، وتحقيق فرق إيجابي في حياة الناس من حولهم.

وهذه المبادرة التي أُطلقت تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، المؤسسة الإنسانية والتنموية والمجتمعية والتمكينية الأكبر من نوعها في المنطقة، تعبر عن حجم استثمار الإمارات بالأمل. وتفسر تأكيدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الموجهة للشباب، والمتعلقة بهم، وتشدد على بناء الأمل، وصناعة الأمل، والتمسك بالأمل.. القيمة الإماراتية الأصيلة القديمة.

لقد حولت الإمارات الأمل إلى قيمة قابلة للصرف في القناعات الإنسانية.

Email