«قيم الإمارات ».. «الإنجاز».. قيمة مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الإنجاز» ليس حالة طارئة في الإمارات، ولا هو نوع من الأهداف البعيدة؛ إنه قيمة مستدامة أساسية وجوهرية، تشكل واحدة من محركات بناء النموذج الإماراتي، الذي يحتاج إلى معدل يومي من ترجمة النهج والسياسات والعمل إلى نتائج وحقائق ملموسة على الأرض. إنها إنجازات ماثلة للعيان، تحدث فرقاً في حياة الإنسان، وتعطي الدولة والمجتمع وقطاع الأعمال أفضليات جديدة.

و«الإنجاز» في الإمارات ليس مجرد حالة من تحقيق الأهداف، أو تنفيذ الخطط والاستراتيجيات، ونجاح الإدارات في تحقيق المهمات. بل هو قيمة تتمحور على تحقيق نوعي للمكاسب العامة، ومراكمة للميزات «التنافسية» ومؤهلاتها الحاسمة؛ لذا، فإن المسطرة الإماراتية تقيس الإنجاز بمستواه العالمي، وقدرته على وضع الدولة واقتصادها وإنسانها في مستوى يوازي أفضل المستويات العالمية.

وبهذا، فإن «الإنجاز» في الإمارات ليس مجرد تحقيق رقم قياسي يودع في سجل، لكنه قيمة ومستوى جديد من المكاسب القياسية، ويدخل في منظومة الحياة، ويأخذ دورة في تعزيز جودة الحياة والخدمات، ويعزز التنافسية.

وهو، كذلك، ليس حالة فردية أو عشوائية، بل هو مسعى تضمن الوصول إليه الخطط والرؤى والاستراتيجيات، التي تنظم الأداء الكلي، وتنسقه بين الدولة والمجتمع، والقطاعين الحكومي والخاص؛ وهو بهذا واحدة من القيم التي تضمن النماء المتوازي، وتكفل التوزيع العادل للفرص بين الجميع. وهو، كذلك، ليس حالة مرتبطة بقطاع معين، ولا حكراً على مجال واحد دون غيره. إنه متطلب يتعلق بكل ما تطرحه الحياة العصرية، ومقتضيات النماء، من مجالات.

ومن المهم أن فلسفة الإنجاز الطموحة في الإمارات سلمية محضة، فهي لا تذهب إلى التفوق النوعي بغرض مناحرة ومنازعة شركاء وأطراف آخرين في هذا العالم، ولكنها تذهب إلى التعاون والتشاركية بما يضمن أكبر قدر من الإسهام في الحضارة الإنسانية. وهذه في الواقع، معطيات تكرس الثقة، وتجلب الشركاء المرموقين، وتعزز قيم التعايش والتسامح، وتؤمن مستوى أفضل من التنافسية. كما أن هذا بالذات ما يجعل من «الإنجاز» في الإمارات قيمة حقيقية، فاعلة في مجالات الحياة كافة.

وتجسدت الرؤية الاستراتيجية لـ«الإنجاز»، خلال العقد المنصرم، بـ«رؤية الإمارات 2021»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في اجتماع مجلس الوزراء في عام 2010، وهدفت لأن تكون الدولة ضمن أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد. وتضمنت ستة محاور تمثل قطاعات جوهرية، عبرت عنها عناوين رئيسة، هي: «بيئة مستدامة وبنية تحتية متكاملة»، و«نظام صحي بمعاييرعالمية»، و«نظام تعليمي رفيع المستوى»، و«اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار»، و«مجتمع آمن وقضاء عادل»، و«مجتمع متلاحم محافظ على هويته». كما صيغت فلسفة هذه الرؤية في أربعة مبادئ رئيسة، هي: «متّحدون في الرخاء»، و«متّحدون في المعرفة»، و«متّحدون في المصير»، و«متّحدون في المسؤولية».

والاحتفال بتحقق هذه إنجازات هذه الرؤية هذا العام في خمسينية الدولة، تزيد من التطلع إلى تحقيق الإنجازات التي ستقود، بدورها، إلى رؤية عام المئوية، الإمارات 2071.

Email