الجودة.. قيمة جذرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أدركت القيادة الرشيدة في الإمارات جوهر العلاقات، التي تربطها بالعالم الواسع الفسيح المليء بالاحتياجات. واكتشفت قبل غيرها، وقبل زمننا، أهمية الخدمات وتقديمها بكفاءة عالية. ومنذ ذلك الحين، دخل مفهوم الجودة في الحياة الإماراتية، وبات شرطاً في أداء المكلفين الرسميين في القيام بوظائف عامة.

في الواقع، إن مفهوم «الجودة»، الذي وضعت له في القرن العشرين معايير وتصنيفات دولية على أسس علمية، وجد طريقه إلى عقل دولة الإمارات ورؤية قيادتها في وقت متزامن. وعلى الأقل، فإن الإمارات من الدول القليلة في العالم التي تهتم بمعيار «الجودة» في تطبيقه على أرض الواقع.

وهنا، تكمن الإشارة كذلك إلى أن الإمارات، بتقاليدها العريقة في الالتزام مع الشركاء، تبدي اهتماماً ذاتياً شديد الحرص في التحقق من «الجودة»، وأضافت خلال مسيرة طويلة في هذا المجال، تعميم مفهوم «الجودة: على مجالات واسعة، فشملت «الخدمات»، ووصلت إلى «جودة الحياة».

ويمكن لأي إنسان خبير أن يتوقع الكلفة العالية التي تتطلبها الجهوزية لتقديم «خدمات ذات جودة عالية»، وتوفير مستوى «حياة بجودة نوعية». وبنظرة واحدة إلى واقع الحال في الإمارات سيدرك أن موارد قوية تم توجيهها نحو إنشاء بنية تحتية تخدم هذين المفهومين: «خدمات ذات جودة عالية»، «حياة بجودة نوعية».

هذا يمثل حرصاً من قيادة الدولة على قيمة أساسية من القيم الإماراتية، وهي في هذه الحالة تتجسد بـ«الجودة». جودة الخدمات، التي تمثل نوع الالتزام في العلاقات مع الخارج والداخل، ومستوى الحياة الذي يجسد التزاماً تجاه أهل الإمارات وسكانها ومحبيها.

وقد بلغ هذا الحرص والاهتمام على توفير معايير الجودة أن اسم الدولة، «الإمارات»، أصبح علامة ثقة، بحيث بات التجار والمشترون في الأسواق يتداولون أثناء معاملاتهم عبارات ثقة تتجسد باسم «الإمارات»؛ فيقال: «هذا وارد الإمارات» و«هذه بضاعة الإمارات».

وفي السنوات الأخيرة، باتت الإمارات تحرص على أن تكون هذه المعايير، معايير الجودة، معايير دولية شاملة، فأنشأت المنابر والمنصات التي تعنى بالحوكمة، وبجودة ومستقبل العمل الحكومي، واستشراف المستقبل، وكفاءة القطاعات الرئيسية في المجتمعات مثل التعليم والصحة والرياضة وغيرها.

وغني عن القول، إن الإمارات، التي تضع الجودة في أصل قيمها العريقة، تبذل جهوداً لتعميم معايير الجودة، وتعزيز أهمية الالتزام بها، مستندة في ذلك إلى إرث عريق وكبير.

ويمكن، هنا، لدارسي تاريخ الإمارات أن يتمعنوا في قيمة «الجودة» الإماراتية، وما حققته من مصداقية كبيرة خلال قرنين من الزمن، ليكتشفوا أن لا علاقات ناجحة دون جودة في التعامل، ولا تعامل مستدام لا تكفله الجودة المضمونة.

إنها القيمة الجذرية الإماراتية «الجودة».

Email