قِيَمُ الإمارات.. مجتمع متنوّع

ت + ت - الحجم الطبيعي

اجتمعت إرادة الإماراتيين قبل خمسين عاماً، فأثمرت إرادتهم عن إنشاء دولة الاتحاد، التي تعد إلى اليوم، النموذج الوحدوي الفريد والوحيد، الذي عاش وحقق نجاحات لفتت أنظار العالم، وأضحى نموذجاً ملهماً، ليس فقط على مستوى العالم العربي، بل وفي مساحات واسعة من العالم.

نجاح هذا النموذج، يؤشر بلا شك على الأسس الناجعة، والمبادئ الراسخة التي قامت عليها دولة الاتحاد، واختارها لها الآباء المؤسسون، صانعو دولة الاتحاد، وفي مقدمهم، المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما.

ومن جانب آخر، أنتجت هذه الحزمة من المبادئ، بدورها، على مدار نصف قرن ثرٍ وغني بالعمل والإنجاز والنجاحات، مجموعة من القيم الراسخة، التي تحدد طبيعة المجتمع الإماراتي، وتعبّر عن أصالته، وتؤشر إلى شخصيته، وتمثل هويته المنفتحة على الآخر والجديد، وأضحت هي نفسها بصمة إماراتية خاصة، طبعت الدولة بطابعها طوال ثلاثة عقود من القرن المنصرم، وعلى امتداد عقدين كاملين من القرن الجاري.

إن أهمية هذه القيم، التي تم إنتاجها على أساس المبادئ التي قامت عليها دولة الاتحاد، تمثل مفتاح استقرار وازدهار ونماء المجتمع، وتعزز انفتاحه، وتحصنه من الانغلاق، ومن الآفات الرائجة في عالم اليوم، الذي تعلو فيه الخطابات العسكرية، والشعارات الأيديولوجية، وخطابات وممارسات الكراهية والغلو والتطرف، التي تزدهر في كثير من المجتمعات التي افتقرت إلى قيم جامعة.

لقد نجحت دولة الاتحاد، في عهد مؤسسيها، ومن تولى أمانة المسؤولية بعدهم، في الحفاظ على هذا الإرث العظيم، والإخلاص لهدف البناء عليه، والزيادة في مكوناته، ما أسهم في صهر التنوع الحضاري والثقافي في الإمارات في مجتمع واحد، ينعم بالتسامح وحسن التعايش، في أجواء من روح الأخوة الإنسانية، وسيادة القانون، الذي يتساوى أمامه الجميع في الحقوق والواجبات.

واليوم، وصولاً إلى «الخمسين»، نجد أن التجربة تأخذ مداها، والخبرة تقدم عطاءها، فيعيش كل من اختار الإقامة في الإمارات، في مجتمع قائم على النبل والعطاء والأصالة، لم تغيره الزلازل العسكرية التي شهدتها المنطقة، ولا الشعارات الأيديولوجية، وكان دوماً في منأى عن خطابات وممارسات الكراهية والغلو والتطرف.

في مقدم هذه القيم، التي تم تعزيزها على أساس المبادئ التي قامت عليها دولة الاتحاد، قيمة العمل الجماعي، تتبعها قيم أخرى كثيرة، منها: «الاتحاد»، و«الأمل»، و«التفاؤل»، و«الإيجابية»، و«الابتكار»، و«التسامح»، و«العطاء»، و«الخير»، «الاستباقية»، «الجودة»، «التميز»، «السلام»، و«التعايش»، «والعدل»، و«المساواة»، و«الانفتاح»، و«التفوق»، وغيرها الكثير من القيم الإيجابية.

وهذه الزاوية الأسبوعية، تضع على عاتقها رصد هذه القيم. القيم الإماراتية، قيمة بعد قيمة، أسبوعاً بعد أسبوع، على مدار عام اليوبيل الذهبي.

Email