تحقق اللغة العربية لأبنائها أعلى درجة من درجات الهوية، فتعلمها ومن ثم نطقها يمنحان الفرد شعوراً بالاعتزاز والثقة؛ كونها الوعاء الذي يشكل الذائقة الإنسانية، ويسهم في تطورها، فضلاً عن أنها تساعد في عملية بناء علاقات بين الأفراد، وإذا كانت مراحل تعلم اللغة العربية تخضع لآليات معينة، فإن الخبراء يجمعون على أن تعلمها في الصغر يكسب الأطفال طلاقة لفظية، وقدرة تعبيرية خلاقة.

ومن هذا المنطلق قررت الطالبة الإماراتية لمياء العوضي، قسم تصميم المنتج بإدارة التصميم الاستراتيجي بمعهد دبي للتصميم والابتكار، أن تسخر مشروع التخرج بعنوان «عربي» لخدمة هذا الهدف النبيل، عبر توظيف تكنولوجيا العصر في تعليمها ونشرها، لتغدو لغة للحاضر والمستقبل، حيث ابتكرت تطبيقاً ذكياً يرافقه ألعاب يدوية تأخذ الطالب في رحلة لاستكشاف العلاقة الديناميكية بين التنمية المستدامة واللغة العربية.

وأوضحت الطالبة العوضي أن «عربي» يسعى إلى إكساب الأطفال في المراحل المدرسية، لا سيما المبكرة، فنيات اللغة العربية وترسيخها في نفوس النشء لتعزيز مستقبل أكثر استدامة وانسجاماً من دون فقدان الهوية الثقافية الإماراتية، وذلك بأسلوب سلس ومحبب لهذه الفئة العمرية، يجمع بين اللعب والتعلم.

وأضافت: «إن المشروع يركز على البحث في الهوية الثقافية فيما يتعلق باللغة الأم والمناهج التي تطرح بالعربية في دولة الإمارات، ويقيم في الوقت ذاته التحديات التصميمية التي تواجهها المناهج في مجتمعنا الذي يتميز باستضافته جنسيات وثقافات متعددة، تؤدي فيه اللغة الإنجليزية دوراً بوصفها لغة مشتركة عالمية».

وأشارت إلى أن مشروعها الذي نفذته بالتعاون مع الأكاديمية الأمريكية للبنات يهدف إلى إعادة تصميم مناهج اللغة العربية، مشيرة إلى أنها نظمت ورش عمل للأطفال لدراسة سلوكياتهم المفصلة؛ ما مهد الطريق للتفاعل الإيجابي وتعزيز حبها في نفوسهم.