أفاد مركز دبي للتوحد، بأن عدد الأفراد الملتحقين في النظامين المدرسي والعيادي في مركز دبي للتوحد، وصل هذا العام إلى نجو 150 طفلاً، بينهم 60 مواطناً، مشيراً إلى مجموعة من الخطط التنفيذية التي يتم إعدادها، تزامناً مع كل عام دراسي جديد، لمجابهة التحديات الاستثنائية التي يواجهها الأطفال الملتحقون بالمركز أثناء الانتقال من العطلة الصيفية إلى البيئة المدرسية المنظمة، موضحاً أن ذلك يأتي في إطار وضع الأسس الضرورية لضمان فترة انتقالية سلسة ومثمرة.
وقالت رزان قنديل منسقة التوعية المجتمعية بمركز دبي للتوحد، إن المركز وضع استراتيجيات مصممة خصيصاً، لضمان فترة انتقالية تتميز بإجراءات أكثر سلاسة، ضمن خطط تنفيذية، تستهدف تعزيز مرونة الخدمات للحصول عليها بطريقة منظمة ومتكاملة.
تواصل
وحول تحديات العودة إلى المدرسة بالنسبة للأهالي، قالت ميرا علي، أم لطفل (فارس - 7 سنوات)، ملتحق بمركز دبي للتوحد: «من أبرز التحديات التي واجهت طفلتها هي تغير الروتين، باعتباره أحد أصعب الأمور على طفل التوحد، حيث الانتقال المفاجئ من فوضى العطلة الصيفية إلى نظام المدرسة، فتغير روتين النوم واللعب والأكل، إلى نظام مدرسي، يحدد أوقاتاً معينة للعب، وأوقاتاً للوجبات، وأوقاتاً أخرى للجلسات التعليمية، شكّل تحدياً كبيراً لنا، فقمت بمحاولة تغيير روتين الطفل قبل المدرسة بأسبوع.
وقالت فالانتينا فاكارو: «بصفتي والدة لطفل مصاب بالتوحد (علي – 9 سنوات)، فإن أحد التحديات الأساسية، هو ضمان أن يكون الانتقال إلى المدرسة سلساً قدر الإمكان، حيث إن عملية تغيير الروتين لطفل التوحد صعبة، وقد تؤدي إلى شعوره بالقلق والتوتر، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً إضافيين لمساعدته على التكيف مع الجداول والبيئات الجديدة».
وقالت شيلوف سايمون، والدة الطفلة مالايكا (9 سنوات): «أواجه حالياً تحديين رئيسين خلال هذه الفترة الانتقالية، التحدي الأول الذي أواجه حالياً، يتعلق بتغير نظام النوم، ويجب عليّ حالياً تعديل ذلك مع بدء المدرسة، وبالنسبة لطفلتي، فإن ذلك يعد أمراً صعباً، حتى لو بدأت في إجراء التعديلات قبل أسابيع، نظراً لأن النوم مرتبط بالمزاج والتركيز، فمن المهم للغاية التحكم فيه، ويزداد الأمر سوءاً في حال كان الطفل لا يحب الذهاب إلى مدرسته».
مساعدة
وحول تحضيرات المركز خلال هذه الفترة، قال نيكولاس أورلاند رئيس برنامج التوحد في مركز دبي للتوحد: «طور مركز دبي للتوحد سلسلة من الموارد المصممة لمساعدة الأسر في هذا الانتقال، والتي تتضمن خططاً مخصصة للعودة إلى المدرسة، وجداول مرئية، وأدوات حسية، يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والقلق الذي يعاني منه الأطفال ذوو التوحد غالباً خلال هذه الفترة».
وأكد أورلاند أهمية الدعم الفردي لكل طفل، حيث قال: «لدى كل طفل من ذوي التوحد مجموعة فريدة من القوى والضعف، والمهارات والتحديات، بعبارة أخرى، لا يوجد طفل من ذوي التوحد يشبه الآخر تماماً، إذ تختلف احتياجات كل منهم على نطاق واسع».