في خطوة تهدف إلى تعزيز دور المعلمين كقدوة للطلبة، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، عممت مدارس خاصة تطبق منهاج وزارة التربية والتعليم إرشادات تربوية تركز على بناء علاقات إيجابية بين المعلمين وطلبتهم، تحت شعار «معلمي.. أنت قدوتي»، لتحفيز المعلمين على تقديم أنفسهم بشكل ملهم، والتفاعل مع احتياجات الطلبة الدراسية، مما يسهم في تحقيق بيئة تعليمية مثالية تدعم التميز الأكاديمي والتربوي.

وفي هذا السياق، أكد حسن سوالمة، مدير مدرسة الأهلية الخيرية للبنين في دبي، أن هذه الإرشادات تأتي في إطار حرص المدرسة على تزويد المعلمين بالمهارات والأدوات اللازمة للارتقاء بأدائهم التعليمي والتربوي. وأضاف: «الهدف من هذه التوجيهات هو تمكين المعلمين من بناء علاقة متينة مع طلبتهم منذ اليوم الأول للعام الدراسي، وتعزيز التواصل الفعّال الذي يساعد في تحقيق أفضل النتائج الدراسية».

طرق ملهمة

وقالت لمياء البحيصي، مديرة مدرسة الحكمة فرع التلة، إن تلك الإرشادات تدعو المعلمين إلى البدء بتقديم أنفسهم للطلبة بطريقة ملهمة مع عرض موجز عن المادة الدراسية التي سيقومون بتدريسها، وذلك خلال اللقاء الأول معهم.

وتابعت أن تلك الإرشادات تشدد على أهمية استخدام العبارات والألفاظ المفهومة والمعروفة لدى الطلبة، مما يسهم في خلق بيئة تعليمية ملائمة تحفز على الاستيعاب والتفاعل، كما أنها تهدف إلى ضرورة تعرف المعلمين على احتياجات الطلبة ومستوياتهم الدراسية والتحصيلية منذ البداية، الأمر الذي يمكن المعلمين من إعداد دروس تتناسب مع الفروق الفردية بين الطلبة وتلبي احتياجاتهم التعليمية.

وأكدت على أهمية إدراك المعلمين أن لكل طالب احتياجاته الخاصة، وأن النجاح يكمن في التكيف مع هذه الاحتياجات لضمان تحقيق التقدم الأكاديمي المطلوب.

تشجيع الحوار

من جهتها قالت وئام عمر جبر مديرة مدرسة الأهلية الخيرية بنات بدبي، إن التوجيهات التي تم تعميمها على المعلمين تعزز الثقة وتحفيز المشاركة الفعالة في المدرسة، وإن هذه الإرشادات ركزت على تشجيع الطلبة على المشاركة في الحوار والنقاش داخل الصف، حيث تم التأكيد على أهمية الاستماع الجيد للطلاب وتعزيز روح التعاون والتفاعل بينهم وبين معلميهم.

وأشارت إلى أن المشاركة الفعالة للطلبة في النقاشات الصفية تسهم في تطوير مهاراتهم الفكرية والاجتماعية، وتدعم عملية التعلم بشكل كبير، ومن جانب آخر، حثت التوجيهات على أهمية التزام المعلمين بنظام المدرسة بشكل كامل، ليكونوا قدوة حسنة للطلاب في كل جوانب حياتهم المدرسية.

وشددت وئام جبر على أن «المعلم يجب أن يكون المثال الذي يحتذى به في الانضباط والالتزام، لأن ذلك ينعكس بشكل مباشر على سلوك الطلاب وأدائهم».

لغة مشجعة

من جانبه قال أحمد يحيى، نائب مدير مدرسة الشروق الخاصة، إن الأسبوع الأول من العام الدراسي يمثل نقطة انطلاقة مهمة للمعلم لبناء علاقة إيجابية مع طلبته، وإن على المعلم أن يسعى إلى خلق بيئة ترحيبية تشعر الطلبة بالراحة والثقة منذ اللحظة الأولى، من خلال التفاعل الودي والاهتمام بالتعرف إلى احتياجات كل طالب يسهم في بناء جسر من الثقة بين المعلم وطلابه، مما يجعل الطلاب يشعرون بأنهم جزء من مجتمع المدرسة وأنهم في أيد أمينة.

وأضاف يحيى أن من الضروري أن يظهر المعلم انفتاحه على الحوار والمشاركة، مع التركيز على تعزيز روح التعاون داخل الفصل، كما يجب على المعلم أن يبادر بتقديم نفسه بطريقة ملهمة، وأن يستخدم لغة مشجعة ومحفزة، ليبدأ الطلبة بالانخراط والمشاركة في الحوار منذ البداية، وذلك من أجل تعزيز قدرة الطلبة على التفاعل بشكل إيجابي مع المواد الدراسية وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بحرية وثقة.