أكد معلمون شاركوا في البرنامج التدريبي التي نظمته في اليابان جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، أن البرنامج تجربة استثنائية وفريدة، حيث أتاح لهم الفرصة للاطلاع على أساليب التعليم المتقدمة والممارسات التربوية الحديثة التي تتبناها اليابان، وعبروا عن شكرهم للجائزة التي وفرت لهم هذه الفرصة لصقل مهاراتهم التربوية والاطلاع على الابتكارات التكنولوجية في التعليم وتطبيقها في دولهم. وأشاروا إلى أن الجائزة سباقة في الاهتمام بالمعلمين على مستوى الدول العربية من خلال مبادراتها الخلاقة التي تترك أثراً إيجابياً على الواقع التعليمي وتطوير أساليب التعليم.

وقال الدكتور حمد الدرمكي، الأمين العام لجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، إن اختيار اليابان كوجهة للتدريب جاء بناءً على تقارير عالمية أثنت على جودة التعليم في اليابان وتميزه.

وأكد التزام الجائزة بتطوير مهارات المعلمين الفائزين وتعزيز التعليم المستدام في الدولة، وهو ما ينسجم مع رؤية الجائزة المستقبلية في تعزيز التميز التعليمي وتحقيق نهضة تعليمية شاملة، لافتاً إلى أن الهدف من هذا البرنامج التدريبي هو تمكين المعلمين من الاستفادة من التجارب العالمية الرائدة في مجال التعليم، ونقل هذه الخبرات إلى مدارسهم بما يساهم في تطوير العملية التعليمية بمدارس الدول المشاركة، حيث راعى البرنامج اختيار المشاركين من أكثر من دولة.

وأشار الدرمكي إلى أن البرنامج ركز على تعزيز المهارات التربوية والمعرفية للمعلمين، مما يساعد على تحقيق أهداف الجائزة والمساهمة في تطوير التعليم بشكل شامل ومستدام، مشيراً إلى أن التدريب استمر لمدة أسبوعين، وتضمن عدة محاور مهمة، منها تعرف المعلمون إلى نظام التعليم في اليابان والتحولات الكبيرة التي يشهدها هذا النظام، والاتجاهات الجديدة في سياسات التعليم اليابانية، كما اطلع المعلمون على أحدث الدراسات المتقدمة حول التعليم الشامل، والتي ركزت على تطوير استراتيجيات تعليمية تعزز من شمولية التعليم وتوفر بيئة تعليمية محفزة لكل فئات الطلاب، بغض النظر عن خلفياتهم أو قدراتهم.

أساليب

ووصفت المعلمة سلمى الكتبي من الإمارات، تجربتها في البرنامج التدريبي بأنها «من أهم المحطات المهنية في حياتها كمعلمة»، وأكدت أن البرنامج مكنها من التعرف إلى أساليب تدريس تعتمد على البحث والاستقصاء، والتي ستقوم بتطبيقها في فصولها الدراسية لتعزيز مهارات التفكير النقدي لدى طلابها.

وأوضحت أن البرنامج التدريبي ركز على الأنشطة اللاصفية التي تلعب دوراً مهماً في تطوير المهارات الاجتماعية والشخصية للطلاب، حيث تم التطرق إلى كيفية تنظيم هذه الأنشطة لتكون متكاملة مع العملية التعليمية، مما يساعد على تحفيز الطلاب وتطوير قدراتهم بشكل شامل.

أما المعلم سلطان العنزي من المملكة العربية السعودية فقد وصف التدريب بأنه «فرصة استثنائية»، معرباً عن تقديره للجائزة لما قدمته من دعم لرفع كفاءة المعلمين، وقال: «الاطلاع على النظام التعليمي الياباني أتاح لي الفرصة للتفكير في كيفية تحسين أساليب التعليم في مدرستي، بما يتناسب مع احتياجات الطلاب ومتطلبات العصر». وأوضح أن البرنامج شمل دراسة الأسلوب التعليمي القائم على البحوث، والذي يشجع الطلاب على البحث والاستقصاء بدلاً من الاعتماد على الحفظ التقليدي، وتم استعراض كيفية استخدام هذا الأسلوب لتعزيز مهارات التفكير النقدي والتحليلي لدى الطلاب.

من جانبه قال المعلم أحمد أبو شندي من المملكة الأردنية الهاشمية: «زيارتنا للمدارس اليابانية أعطتنا فرصة فريدة لمشاهدة كيفية تطبيق التعليم القائم على البحث والتحليل في بيئة تعليمية حقيقية.. هذه التجربة زودتني بأدوات جديدة سأقوم بتطبيقها في فصلي». ولفت إلى أن البرنامج التدريبي ضم أيضاً زيارات ميدانية لعدد من المدارس بمختلف الفئات العمرية، سواء في التعليم الخاص أو الحكومي، وقد أتاح ذلك للمعلمين المشاركين في البرنامج الفرصة للاطلاع على تطبيقات عملية لأحدث الأساليب التعليمية المستخدمة في الفصول الدراسية اليابانية.

وأضاف: تم عقد حلقات نقاش مكثفة مع إدارات المدارس والمعلمين اليابانيين، حيث تم التطرق إلى آليات التعليم المختلفة والطرق الحديثة للتدريس، وتم خلال هذه الحلقات تبادل الآراء والخبرات بين المشاركين اليابانيين والدوليين، مما ساعد على تعزيز الفهم المتبادل والتعلم من التجارب المختلفة، كما تم مناقشة كيفية استخدام الأساليب العلمية المتطورة في الفصول الدراسية لتحفيز الطلاب على التعلم وتحسين أدائهم الأكاديمي.

مكافأة

من جانبها، أشادت المعلمة أمل أبو مسلم من المملكة المغربية بالتجربة وقالت: «كانت فرصة مثالية للتعرف إلى نظم التعليم المختلفة وطرق التدريس الحديثة، وخصوصاً في استخدام التقنيات التعليمية المبتكرة لتطوير مهارات الطلاب وتحفيزهم على التعلم».

وذكرت مسلم أن هذه التجربة ليست مجرد تدريب عادي، بل هي مكافأة مميزة للمعلمين الفائزين بجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، وفرصة لصقل مهاراتهم التربوية والمعرفية، مؤكدة أنها ستعمل على نقل المعرفة التي اكتسبتها إلى زملائها وطلابها، بما يسهم في تطوير العملية التعليمية في دولهم.

وقال المعلم الدكتور أحمد علوان من جمهورية مصر العربية: «لقد تعلمت الكثير عن كيفية إدارة المشاريع العلمية وتقييم فعاليتها، وهذا سيساعد على تنظيم مشاريع أكثر فعالية في مدرستي، وتحفيز الطلاب على المشاركة بنشاط في العملية التعليمية». ولفت إلى أن أحد المحاور المهمة التي تناولها البرنامج كان الاطلاع على كيفية تنظيم وإدارة المشاريع العلمية في المدارس اليابانية، وقد تم خلال هذا المحور تعريف المعلمين بكيفية التحقق من فعالية المشاريع العلمية وقياس أثرها على تحصيل الطلاب.

توظيف التكنولوجيا

وأشارت المعلمة كوثر جعفر من مملكة البحرين، إلى أن البرنامج تناول الجهود المبذولة في اليابان للارتقاء بالمستوى التعليمي والتحصيل الأكاديمي للطلاب، وذلك من خلال استخدام أساليب تدريس متطورة وطرق متعددة لتلبية احتياجات الطلاب المختلفة، مؤكدة أن هذه الأساليب ستسهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي في المدارس التي يعمل بها المعلمون المشاركون.

ولفتت إلى أن من بين الجوانب التي أثارت إعجابها في البرنامج استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وخاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، حيث تم عرض كيفية توظيف هذه التقنيات لتعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين، وجعل العملية التعليمية أكثر تشويقاً وإبداعاً، لافتة إلى التعرف إلى كيفية دمج التكنولوجيا في التعليم بطرق مبتكرة، وهو ما سيسهم في تحسين جودة التعليم في مدارسنا.