انتظم أمس طلبة المدارس الحكومية والخاصة وفق نظام العودة التدريجية الذي يبدأ بعدد من الصفوف وزيادتها بشكل تدريجي (يومياً) إلى أن ينتظم جميع الطلاب خلال الأيام الثلاثة الأولى من انطلاق العام الدراسي، وذلك لضمان سلاسة انتظام الطلبة والسماح لأولياء الأمور بتوصيل أبنائهم والحصول على استفساراتهم من المدرسة، وجابت فرق ميدانية من وزارة التربية والتعليم المدارس ونفذت جولات تفقدية شملت كل المدارس في مختلف مناطق الدولة، للوقوف على انتظام الطلبة، والتأكد من توفير كل المتطلبات للعام الدراسي الجديد، ووضعت الوزارة خطة محكمة بشكل يحقق الانسيابية في الدوام المدرسي، وبطريقة تضمن أيضاً إدارة المنشآت التعليمية بشكل عصري ومنظم.

ورصدت «البيان» خلال زيارتها مجمع زايد التعليمي في الورقاء التزام الطلبة، واستقبال الهيئتين الإدارية والتدريسية لهم وجاهزيتهم في تنظيم الأنشطة الإثرائية والتفاعلية مما يعكس جاهزية المدارس الحكومية لاستقبال الطلبة بأفضل صورة، كما لوحظ حرص أولياء الأمور على توصيل أبنائهم بأنفسهم إلى المدارس، حيث شارك العديد منهم في مرافقة أطفالهم داخل الصفوف الدراسية للتعرف على البيئة التعليمية الجديدة، مما ساهم في تعزيز شعور الأطفال بالراحة والثقة، وفي لفتة رمزية تعكس التقدير لدور المعلمين، قام عدد من أولياء الأمور بتقديم الزهور للمعلمين عند استقبالهم لأبنائهم.

وشهدت مدارس الدولة استقبالاً حافلاً للطلبة مع انطلاق العام الدراسي الجديد، حيث نظمت ورش تفاعلية تهدف إلى تحفيز الطلبة وتعزيز حماسهم للدراسة، وتأتي هذه الجهود في إطار التزام وزارة التربية والتعليم بمتابعة انتظام العملية التعليمية وضمان عودة سلسة للطلبة في مختلف مدارس الدولة.

وأكدت وزارة التربية والتعليم أنها أنجزت طباعة 10 ملايين نسخة من الكتب الدراسية، وتسلمتها مراكز التوزيع التي تقوم بدورها بتوزيعها على المدارس، ومن المتوقع أن يتسلمها الطلبة خلال الأسبوع الأول الجاري.

وبلغ عدد الكتب المطبوعة التي تم تحويلها لكتب رقمية ثلاثة ملايين و706 آلاف كتاب، وذلك في إطار حرص الوزارة على دعم المصادر التعليمية الرقمية في المدارس، إضافة إلى أنه سيتم توزيع 34 ألف حاسوب محمول على طلبة الصفين الخامس والتاسع. كما حرصت بعض إدارات المدارس الخاصة في دبي على استقبال الطلبة من الأبواب الخارجية، حيث تم تنظيم مسارات خاصة للدخول تسهم في تسهيل عملية الوصول إلى الصفوف الدراسية بمرونة وأمان.

توجيه وتحفيز

ووجهت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، رسالة للطلاب والطالبات عبر حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لوزارة التربية والتعليم بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد، أكدت فيها على أهمية استقبال هذا العام بروح متفائلة وطموحة، مشيرة إلى أن هذه الفترة تمثل فرصة لتعزيز الشغف بالعلم وتطوير المهارات، مشددة على أهمية الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة لتحقيق النجاح المنشود.

وقالت: «أبنائي وبناتي الطلبة، نرى فيكم المستقبل المشرق الذي نصبو إليه جميعاً، فابدأوا عامكم الدراسي بهمة عالية وواصلوا تفوقكم بثقة. اجعلوا من الاجتهاد طريقكم نحو النجاح، واسعوا للوصول إلى القمة بنجاح يليق بكم وبوطنكم».

وأضافت: إن الطلاب هم بناة المستقبل، وإن الجد والاجتهاد هما المفتاح لرسم مسيرة مشرقة تساهم في تعزيز مكانة الوطن.

دور محوري

ووجه المهندس محمد القاسم، وكيل وزارة التربية والتعليم، كلمة للطلبة بمناسبة انطلاق العام الدراسي الجديد، على المنصات الرقمية لوزارة التربية والتعليم أكد فيها على دورهم المحوري في بناء مستقبل الوطن.

وقال في كلمته: «طلبتنا الأعزاء، أنتم جيل المستقبل، تحملون آمال وطنكم وتطلعاته، وتشكلون ملامح مستقبله.. نجاحكم هو نجاح وطنكم، فاجعلوا العلم سلاحكم، والمعرفة دليلكم، والتفوق شعاركم. بكم نفخر، وبإنجازاتكم نعتز».

وقالت حنان إبراهيم عبيد نائب مدير أكاديمي في مجمع زايد التعليمي الورقاء، إن المجمع حرص على ترجمة أهداف حملة «من طالب إلى قائد»، في عدد من البرامج الإثرائية والأنشطة التفاعلية لإعداد جيل من القادة الواعين القادرين على دعم مسيرة التنمية المستدامة في الدولة، وتم التركيز على إبراز أهمية تكامل أدوار كل عناصر المنظومة التعليمية، بما في ذلك المعلمين وأولياء الأمور، لتحفيز الطلبة على رسم مستقبلهم وفقاً لطموحاتهم، ليصبحوا قادة مؤثرين في مجتمعهم.

وأفاد واين هاوسن، مدير مدرسة ذا أكويلا، بأن حضور الطلبة فاق التوقعات خلال اليوم الأول، وحرصت إدارة المدرسة على تعريف الطلاب بمرافق المدرسة وصفوفهم الجديدة، موضحاً أن المدرسة ستطلق هذا العام برامج الـ IBDP وIBC وBTech الجديدة، حيث تدعم هذه المسارات التعلم عالي الجودة الذي يبدأ من المرحلة التأسيسية الأولى للسنوات المبكرة مروراً بجميع المراحل الدراسية.

وفي أبوظبي عملت المدارس بكافة طاقتها الاستيعابية وسط التزم أعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية بالحضور بنسبة 100%، أما الحضور الطلابي فقد شكَّل ما يزيد على 95%.

وخلال اليوم الأول لعودة الطلبة إلى المقاعد الدراسية، فقد حرص غالبية ذوي الطلبة على اصطحاب أطفالهم خاصة طلبة مراحل «الكيجي» والصفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي، وقضاء وقت معهم داخل المدرسة، الأمر الذي ساعدهم في التأقلم بشكل سريع، مع بداية دوام العام الدراسي.

وأتاحت سياسة «العودة إلى المدارس 2024 – 2025»، مرونة كبيرة ووفرت دعما للموظفين الحكوميين من الآباء والأمهات من خلال السماح لهم بمرافقة أطفالهم إلى المدارس والحضانات في بداية العام الدراسي الجديد لمدة تصل إلى ثلاث ساعات.

ووفقاً لإدارات مدرسية، شهد اليوم الأول للعام الدراسي الجديد، استقراراً في مدارس أبوظبي بمختلف مراحلها الدراسية، حيث راوحت نسبة حضور الطلبة ما بين 95 إلى 97%، بينما التزمت الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية التزاماً كاملاً بالحضور، وقامت المدارس بتسليم الكتب للطلبة.

وشهدت مدارس الشارقة حضوراً كبيراً للطلاب في اليوم الأول، وبدورها أكدت عائشة سيف المطوع، المدير التنفيذي لمدارس الحكمة الخاصة، أن مدارس الحكمة بفروعها الأربعة استقبلت الطلبة بمبادرات ابتكارية وتربوية مميزة تفعيلاً لمبادرة وزارة التربية والتعليم لهذا العام من طالب إلى قائد، كما وضعت المدرسة خطة لدوام الطلبة تدريجياً لمختلف المراحل الدراسية لتصل نسبة دوام الطلبة مع نهاية هذا الأسبوع 100%، وأكدت على حرص المدارس الدائم على التواصل الفعال مع الأسر لضمان انتظام الطلاب من اليوم الأول، كما وضعت خططاً تربوية تعليمية للوصول لأعلى نسب من التفوق والتميز العلمي، كما تم وضع خطة تربوية خاصة بطلبة الثانوية العامة للحصول على أعلى المعدلات.