ظفرت الباحثة الدكتورة نهى مسعد الإمام، المحاضر الأول في علم المناعة بكلية الطب في جامعة الشارقة، بجائزة «لوريال - اليونسكو للنساء في مجال العلوم»، للباحثات الصاعدات من أجل المرأة في الشرق الأوسط 2023، ضمن 6 فائزات، لتصبح بذلك أول عالمة في مجالها تفوز بهذه الجائزة المرموقة في فئة ما بعد الدكتوراه من الجامعة، وقد تركز بحثها حول سرطان الثدي، باعتباره أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين النساء، فبالرغم من التقدم الذي يحققه العلم في الاكتشاف المبكرة لهذا الداء، وتوافر العديد من العلاجات المتاحة له، إلا أن هنالك حاجة ماسة لتكريس دراسة أنواع معينة من سرطان الثدي، والتي تمثل خطورة أكبر على النساء.

وأكدت الدكتورة نهى الإمام لـ«البيان»، أن الفوز بجائزة من مؤسسة «لوريال» يعد مصدر إلهام وفخر، لأن المؤسسات العريقة لها تاريخ طويل في دعم البحث العلمي والتفاني في تعزيز التقدم العلمي والابتكار، كما أنها أضحت من ضمن 51 باحثة ظفرن بالجائزة خلال عشر سنوات من عمرها، الأمر الذي يدفعها كباحثة إلى مضاعفة الجهود من أجل تقديم تقنيات وعلاجات تفيد المجتمع وتعزز جودة الحياة، لافتة إلى أن البحث يهدف إلى فك شفرة التفاعل المعقدة بين السرطان، والجهاز المناعي لفهم تقدم السرطان وتحديد مسارات محتملة لزيادة نسب البقاء لدى المرضى، كما يدور البحث بشكل رئيسي حول استكشاف بروتين معين، وهو (GPR68)، الذي يظهر في سرطان الثدي والخلايا المناعية الموجودة في بيئة الورم.

مؤشرات حيوية

ولفتت الدكتورة الإمام إلى أن البحث يساعد في تحديد مؤشرات حيوية موثوقة يمكن أن تعزز التشخيص المبكر لسرطان الثدي، والتنبؤ باستجابة المريض للعلاجات المتاحة، فضلاً عن كونها هدفاً علاجياً محتملاً لمرضى سرطان الثدي، وإضافة إلى ذلك، قد تمنح النتائج الفرصة لتمكين الأطباء من اختيار علاجات مخصصة للمريض، مما يقلل من الآثار الجانبية ويزيد من فاعلية العلاج، كما تمهد هذه النتائج الطريق للبحوث المستقبلية في مجال سرطان الثدي، وتوجه الجهود نحو الاكتشافات الأكثر إفادة للمرضى، وبالتالي تقديم رعاية صحية أفضل لمرضى سرطان الثدي وزيادة فهمنا للمرض نفسه، ما يفتح أبواباً لعلاجات أكثر فاعلية وفرصاً أفضل للشفاء، كما أن كافة الجهود تهدف لتحسين معدّلات البقاء على قيد الحياة وتخفيض الأعباء الماليّة على مرضى السرطان.

تبادل

واستطردت الدكتورة نهى الإمام، أنها بعد الانتهاء من الدكتوراه، تعاونت مع علماء مرموقين في جامعة الشارقة، ما مكّنها من التفرغ لمشاريع متقدمة في مجال سرطان الثدي الذي أصبح أكثر السرطانات انتشاراً على مستوى العالم في 2020، كما أتاح لها الفرصة لتبادل الأفكار مع خبراء في المجال، وبناء شبكة علاقات مهنية قوية، إضافة إلى نشر نتائج أبحاثها في مجلات علمية مرموقة، والمشاركة في مؤتمرات دولية، ما سمح لها بنقل اكتشافاتها إلى مجتمع البحث العلمي العالمي، وتعزيز سمعتها كباحثة عربية.

مبينة أن هناك العديد من أنواع سرطان الثدي، وتختلف في درجة خطورتها بسبب عوامل مختلفة، كخصائص الورم، مثل المرحلة ودرجة الانتشار، إلى جانب عامل المريض وجيناته الوراثية التي تؤثر على تشخيص المريض، وطريقة العلاج والمضاعفات المحتملة، كما أن تشخيص سرطان الثدي في مراحل مبكرة وبدء العلاج المناسب يلعبان دوراً كبيراً في تقليل خطورته وزيادة فرص الشفاء منه.