القطاع بات محوراً أساسياً لبناء مستقبل الإمارات
جامعات الدولة تستقطب الطلبة المواطنين في تخصص الفضاء
أطلقت مؤسسات أكاديمية عليا العديد من التخصصات العلمية الاستثنائية، لاسيما في قطاع الفضاء الذي أصبح محوراً أساسياً لبناء مستقبل دولة الإمارات، كما تأخذ الجامعات على عاتقها القيام بالعديد من المهام ذات العلاقة بهذا القطاع، مثل تطوير برامج أبحاث وطنية في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وإجراء أبحاث متطورة، وتعليم وتدريب كوادر وطنية متخصصة، وابتكار تقنيات ومعارف في علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتعزيز الثقافة المرتبطة بهذا القطاع من خلال برامج تعليمية ومعارض وأنشطة متنوعة، إضافة إلى نقل وتبادل المعرفة المتطورة لإيجاد الحلول العلمية لتحديات الفضاء.
تعليم معاصر
وفي هذا الإطار، قال المهندس علي محمد الشحي، مدير المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات العربية المتحدة، إن المركز يؤدي دوراً مهماً في تميز الجامعة لكونها تعتمد على مواصفات التعليم المعاصرة التي تشمل مزيجاً من التعليم النظري التقليدي والتدريب التجريبي العملي، حيث يتفاعل الطلاب مع المهنيين ذوي الخبرة ويتم دمجهم في المشاريع المتعلقة بالفضاء كي يمهد هذا المسار الأكاديمي الطريق لبناء الكوادر المواطنة وتأهيلها بالمهارات المطلوبة لتعليم وتدريب باحثي ومهندسي الفضاء الإماراتيين في اقتصاد قائم على المعرفة.
وأضاف الشحي: «كما أسهم المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات بتدريب أكثر من 170 طالباً وطالبة من الجامعة وجامعات الدولة من مختلف التخصصات التي تسهم في مجال الفضاء مثل الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والفيزياء والاستشعار عن بعد وغيرها من التخصصات المتعلقة بالفضاء، في الفترة بين عامي 2020 و2023، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أدى أكثر من 70 طالباً وطالبة مشاريع التخرج والرسائل البحثية المتعلقة بتخصصاتهم ضمن مرحلتهم الدراسية لبرنامج البكالوريوس، إضافة إلى 21 طالباً وطالبة من برامج الماجستير و2 من طلاب الدكتوراه».
معانقة الفضاء
من جهته، أكد البروفيسور غسان عواد، مدير جامعة أبوظبي، على أن المسؤولية تقع على عاتق الجامعات في توظيف هذا الشغف بالفضاء لدى الجيل الحالي وتطويره وتأهيل هذا الجيل ليكون قادراً على مواصلة معانقة أحلام الفضاء بما تحمله من إمكانات واسعة باعتبار الجامعات مراكز للبحث والتطوير، وهي إنجازات وطموح يفتح آفاقاً واسعة أمام قطاع التعليم العالي لمضاعفة الجهد في طرح التخصصات المتصلة بالفضاء بما يزود الطلبة بالمعارف والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال ليسهموا بشكل فعال في مشروعات البحث والتطوير المستقبلية المرتبطة بالفضاء في الدولة والعالم، لذا فإن طرح تخصصات الفضاء يعزز المسيرة المشرفة لدولة الإمارات في مجال الفضاء.
رؤية الإمارات
بدورهم، تحدث عدد من الطلبة في قطاع الفضاء عن جهودهم الحثيثة في العمل على مشاريع ابتكارية من شأنها أن تعزز مكانة الإمارات بين الدول. لاسيما وأن قطاع الفضاء يفتح أبواباً لفرص عمل واعدة وتجهزهم لحمل راية المستقبل وتحقيق رؤية الإمارات في قطاع الفضاء حتى 2071.
وقال أحمد عبدالله الحنطوبي، مهندس التطوير في شركة «هالكون»، إن «تواجد تخصصات الفضاء في جامعات الدولة يزيد الإقبال عليها، كما يسهم في تحقيق أهداف أبرزها تطوير البحث العلمي وتقنيات الفضاء المحلية، ومنح الفرصة للشباب الإماراتي لاكتشاف مجالات جديدة وتطبيقات عملية».
بدوره، أكد محمد سعيد العامري، الطالب في قسم هندسة الفضاء والطيران بجامعة خليفة، أن «الإمارات ترسخ لدى أبنائها واجب العطاء في شتى المجالات، مما يعزز لديهم طموح الابتكار والتميز والعمل على مشاريع نوعية تخدم مشروع الفضاء الإماراتي».
وأشار العامري إلى تخصص كوكبة رائدة من الطلبة المواطنين في قطاع الفضاء والتكنولوجيا، والذين أصبح لديهم طموحهم لتحقيق أحلامهم.
مشاريع مستقبلية
أكدت وسن خميس الظنحاني، طالبة الهندسة للطيران والفضاء في جامعة خليفة، أن الإمارات أصبحت لها بصمة علمية واضحة في هذا القطاع وتطوير القدرات والكفاءات فيه، حيث تأخذ دولة الإمارات على عاتقها دعم وتعزيز الحقل العلمي على المستوى الدولي، وستسهم نتائجه في بناء جيل جديد من الباحثين والمهندسين الإماراتيين في مجال الفضاء. من جهتها، لفتت مريم محمد المرزوقي طالبة هندسة الفضاء والطيران بجامعة خليفة، إلى أن لديها شغفاً بعلوم الفضاء، وسعيدة في الوقت ذاته بتخصص الطلبة في قطاع الفضاء، حيث باتت صناعة الفضاء من أولويات قيادتنا الرشيدة.