متخصصون تربويون: الذكاء الاصطناعي يحدث طفرة في تعليم اللغة العربية بالمدارس
أكد متخصصون تربويون أن إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً حاسماً في تحسين تعليم اللغة العربية في المدارس، كما سيؤدي إلى تحقيق طفرة في تعلم اللغة العربية وتطويرها، إذ تستخدم المدارس حالياً تطبيقات وأدوات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز تفاعل الطلاب مع اللغة العربية وتحفيزهم على تعلمها بشكل أكثر فاعلية، وتقدم تلك التطبيقات محتوى تعليمياً مبتكراً ومشوقاً يتناسب مع اهتمامات الطلاب وأساليب تعلمهم الفردية.
وأظهرت التجارب الأولى لاستخدامه في عدد من المدارس، والتي تمت بشكل ذاتي من قبل التربويين، نتائج إيجابية لاستخدامه، سواء في رفع التحصيل الدراسي للطلبة أو في التفاعل التعليمي للطلبة، حيث أتاح التربويون استخدام تطبيقاته لتخيل شخصيات القصص الدراسية وتجسيدها من خلال تلك البرامج، ونفذوا العديد من المسابقات التي تعزز استخدامه لأداء المهام البحثية الطلابية.
تنمية المهارات
وقالت مروة علي، رئيس قسم المواد الوزارية في مدرسة «جيمس كامبردج» الشارقة: «حرصنا على مزج الذكاء الاصطناعي في حصص اللغة العربية لتقوية 4 مهارات لدى الطلاب، وهي «القراءة – الكتابة- التحدث – الاستماع»، وتمكنا من جعل حصص اللغة العربية ممتعة ومشوقة بفضل الذكاء الاصطناعي الذي ساعد الطلاب على تنمية مهارات التفكير النقدي».
وأوضحت أن «استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في بناء جيل متجدد قادر على التكيف مع تحديات المستقبل ويتمتع بروح الابتكار، إذ لاحظنا أنها تتيح إمكانية توفير تجارب تعليمية مخصصة ومتجاوبة مع احتياجات كل طالب، مما يسهم في تعزيز تفاعل الطلاب مع المادة وزيادة مستوى الفهم والاستيعاب، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير ردود فعل فورية وتقييماً دقيقاً لأداء الطلاب، مما يساعدهم على تحديد نقاط القوة والضعف والعمل على تطويرها، مما يؤثر بشكل إيجابي على تطورهم العام وقدرتهم على مواكبة التحديات المستقبلية».
تحفيز الإبداع
من جانبها، نفذت رانيا محمد حسن سالم، معلمة اللغة العربية في مدرسة «النعيم ح3 بنات»، مسابقة للقراءة تحت عنوان: «القراءة نافذتي على العالم» يستعرض فيها الطلبة ما قرأوه من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل chatgpt, DiD.Ai وغيرها الكثير، وأفرزت تلك المشاركات إبداعات غير مسبوقة في توظيف الذكاء الاصطناعي لإظهار الإبداعات القرائية التحليلية للطلاب في مختلف فنون الأدب، كما حرصت على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تدريس رواية «الأمير الصغير» التي تدرس للصف الثاني عشر في كافة إمارات الدولة، وكانت التجربة ثرية عندما استخدمت الطالبات تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتخيل شخصيات القصة وإضفاء الحياة عليها من خلال هذه التطبيقات.
تحليل الأداء
بدوره، قال التربوي أيمن النقيب: «بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن للمعلمين قياس تقدم الطلاب في تعلم اللغة العربية بشكل دقيق وفوري، من خلال استخدام المعلمين تطبيقات تقوم بتحليل أداء الطلاب وتقييم مستواهم في المهارات المختلفة، مما يمكنهم من توجيه الطلاب بشكل فردي وتلبية احتياجاتهم التعليمية بشكل أفضل».
وأوضح النقيب أن «استخدام الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية يعمل على زيادة معدلات التحصيل الدراسي وتعزيز ثقة الطلاب في استخدام اللغة العربية»، مفيداً بأنه أجريت دراسة ميدانية على طلابه داخل الصفوف بعدما قام بقياس مهاراتهم وجاءت نتيجة الدراسة التي شارك فيها ما يقارب من 100 طالب أن تقنيات الذكاء الاصطناعي عملت على توفير بيئة تعلم محفزة ومناسبة أسهمت في تطور قدرات الطلاب وتعزز اهتمامهم باللغة العربية، وبالتالي ستعزز استمرارهم في تعلمها وتطوير مهاراتهم فيها.
وتفصيلاً، أكدت الدراسة الميدانية التي أجراها على طلبة الصف الحادي عشر حول توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنصات التعليمية في رفع مستويات الطلاب في مهارات اللغة العربية، زيادة معدل التحصيل الدراسي للطلبة، إذ تستخدم هذه المنصات تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال جمع البيانات لأداء الطلاب في محطات التعلم وآلية تعامل الطالب مع المحطة وحتى اختيار الطالب للصورة الشخصية في تحديد مسارات التعلم المناسبة».
أقرأ مع أسرتي
وفي السياق ذاته، نفذت معلمة اللغة العربية رائدة فيصل، مشروع «أقرأ مع أسرتي»، وهو مشروع مبتكر يهدف بشكل أساسي إلى نشر ثقافة القراءة بين الطلبة والتأثير على أفراد المجتمع، بحيث تصبح القراءة أسلوب حياة وفق منهجية محددة ومدروسة من خلال خطة طويلة المدى ترتكز على تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين من تواصل وتعاون وتفكير إبداعي وتفكير ناقد.
ولفتت إلى أن فكرة المشروع تتمثل في مشاركة الطالب في قراءة القصة مع أسرته، وبدأت الفكرة من خلال توفير العديد من الطرق التي تساعد الطلبة على القراءة، وأنشأت مكتبة افتراضية للطلبة يتم من خلالها وضع القصص مسجلة بصوت الطالب مع أفراد الأسرة ومن ثم تحويلها إلى قصص إلكترونية مستقبلاً، وقد تجاوزت الكتب المقروءة في المكتبة الافتراضية 130 قصة إلكترونية بصوت الطلبة وبمشاركة أفراد الأسر، وحصل مشروعها على المركز الأول في جائزة الإبداع الرقمي على مستوى الوطن العربي في المؤتمر العلمي الدولي الأول.
ونوّهت رائدة فيصل إلى أن توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية يمثل تطوراً مهماً في مجال التعليم والتعلم، حيث يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات وتقنيات مبتكرة لتحسين وتسهيل عملية تعلم اللغات، لأنها تتيح فرصاً جديدة لتخصيص التعليم وتعزيز تفاعل الطلبة مع المادة التعليمية، كما أنه يمكننا تطوير تطبيقات وأدوات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتوفر تجارب تعلم مخصصة وفعالة للطلاب من أجل تشجيع القراءة وغرس روح المنافسة.
اختبارات وتغذية راجعة
من جهتها، أفادت إيمان مصطفى محمد، معلمة اللغة العربية في مدرسة «الإبداع» - الحلقة الأولى، بأن الذكاء الاصطناعي يؤثر بشكل فعال ومتميز في تطوير أدوات تعليمية تدعم مهارات اللغة العربية، ومنها ما يدعم مهارات الكتابة مثل (تطبيق Araby. Ai) الذي يتيح للمتعلم إنشاء نص كتابي متقن.
وتابعت: كما أن لها دوراً فعالاً في الفصول الدراسية، حيث إنها تسهم وتساعد المعلم على قياس مستوى إتقان الطلبة للمهارات وتقديم تغذية راجعة فورية ومنها تطبيق (ai Quizizz)، حيث يقدم التطبيق للطلبة تغذية راجعة فورية، كما يساعد الذكاء الاصطناعي المعلمين على إنشاء اختبارات تقييمية تفاعلية ومبتكرة لقياس تطور الطلاب في مهاراتهم اللغوية، وبهذه الطريقة، يمكن للمعلمين تحديد نقاط القوة والضعف لكل طالب، كما أنه يوفر فرصاً متكافئة لدعم تعلم الطلبة ورفع مستوياتهم.