متخصصون يطالبون بزيادة دعم قطاع التربية الخاصة

كوادر إماراتية تكرس جهودها لخدمة أطفال «دبي للتوحد»

كفاءات متخصصة لتدريب أطفال التوحد | تصوير: سالم خميس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبذل مركز دبي للتوحد جهوداً كبيرة من أجل خدمة أطفال المركز كما يكرس جهوده في سبيل الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع بكوادر إماراتية متخصصة والذي من شأنه أن يعزز ريادة دبي في أحد أبرز مجالات الرعاية الإنسانية ويرسخ مكانتها في هذا المجال.

ومن هذا المنطلق، دعا متخصصون إماراتيون في مركز دبي للتوحد إلى دعم الكوادر الوطنية للعمل في قطاع التربية الخاصة، مشددين على أن العزوف عن هذا المجال يؤثر سلباً على الطلبة الإماراتيين من أصحاب الهمم نتيجة للحواجز اللغوية والثقافية، معتبرين ندرة المتخصصين «من أبناء الدولة» في المجال تحدياً كبيراً تواجهه المراكز المعنية.

مركز دبي للتوحد اعتبر إحدى أبرز أولوياته تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة كما صرح محمد العمادي، مدير عام مركز دبي للتوحد وعضو مجلس إدارته قائلاً: «إن إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال التوحد هو إحدى أبرز أولويات إدارة المركز وذلك في إطار استراتيجية المركز الرامية إلى المشاركة في بناء اليد العاملة المواطنة وتأهيلها، وتقديم كل أشكال الدعم والتدريب لها للارتقاء بالخدمات التربوية الخاصة والعلاجية المساندة المقدمة لأصحاب الهمم من ذوي التوحد، لضمان الريادة في أحد أبرز مجالات الرعاية الإنسانية وترسيخاً لمكانة إمارة دبي العالمية».

وقال العمادي: «نبذل جهدنا لدعم كوادرنا الوطنية الشابة ومنحها الفرص المهنية التي تتناسب مع إمكانياتها ورغباتها على نهج قيادتنا الرشيدة التي عملت منذ تأسيس الدولة على الاهتمام بالشباب وتمكينهم من المساهمة في مسيرة الدولة ونهضتها».

 

خديجة عادل الخوري تصف تجربتها في العمل لدى مركز دبي للتوحد كأخصائية علم نفس إكلينيكي، بأنها تجربة مميزة، حيث قالت: «إن العمل في هذا المجال يغير منظورك للحياة، خصوصاً عندما تعلم بأنك ستكون سبباً في تغيير حياة شخص ما إلى الأفضل، ولتحقيق ذلك، وفر مركز دبي للتوحد لي الفرصة لدعم ومساعدة الأطفال ذوي اضطراب التوحد وأسرهم بوسائل حديثة تُعزز من استقلالية هؤلاء الأطفال في شتى مناحي الحياة، وفقاً لأفضل المعايير والممارسات المعتمدة عالمياً».

 

وقال محمد المالك، منسق التوعية المجتمعية لدى مركز دبي للتوحد: «التحقت بمركز دبي للتوحد للعمل في قسم التوعية المجتمعية كاستجابة للحاجة المجتمعية في تعزيز الوعي باضطراب طيف التوحد وباحتياجات الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب ومتطلبات التعامل الملائمة معهم وتوفير الدعم الإرشادي والبرامج التدريبية لأسرهم ولأفراد ومؤسسات المجتمع للمساهمة في توفير ترتيبات الأمن والسلامة والإجراءات التيسيرية التي تدعم إمكانية وصولهم وتعزيز مدى استفادتهم من الخدمات التي ينشدونها على أكمل وجه أسوة بالآخرين، تماشياً مع رؤية حكومة دبي الهادفة إلى تحويل إمارة دبي إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم».

وعن رأيه حول أهمية العمل لدى مؤسسات النفع العام والخدمة المجتمعية، قال المالك: «هناك تحديات تؤثر على اتخاذ قرار العمل في هذا المجال نظراً لما نعيشه اليوم في عالم تحكمه المادة، ولكنني أرى أن أكثر ما نكون في حاجة إليه في هذا العصر هو العلاقات الإنسانية والتي تعتمد على تفهم حاجات الفرد والجماعة وتركز على العنصر البشري أكثر من التركيز على الجوانب المادية، كما أن العمل لدى هذه المؤسسات له أهمية كبرى في إبراز الجوانب القيادية والإدارية في الشخصية، والمساهمة في بناء الثقة بالنفس وحسن التصرف، بعيداً عن الأعمال الروتينية، فضلاً عن مساهمتها في تنمية المهارات الذاتية ومهارات التواصل مع الآخرين، وإدارة الوقت والذات وبناء الشخصية والقدرة على اتخاذ القرار».

وقالت لبنى علي العيدروس، الحاصلة على درجة البكالوريوس في علم النفس والتي تعمل معلمة تربية خاصة لدى مركز دبي للتوحد: «بالنسبة لي، كشخص يحب العمل في هذا المجال، فإن تجربتي نوعية، إذ قدم لي المركز فرصة تطور هائلة على الصعيدين المهني والشخصي، وقد قدمت لي تدريبات نظرية وعملية مكثفة لتقديم أفضل ما لدي من أداء لخدمة لذوي التوحد».

وأضافت العيدروس: «أرى أن الأغلب مهتمون بمجالات إدارة الأعمال والطاقة والتجارة والمالية والمصارف والمحاسبة وتقنية المعلومات والهندسة وغيرها، وهذه الرغبة الشخصية يمكن تغييرها من خلال تقديم حزمة من الحوافز والمزايا التي تشجع الكوادر الوطنية للعمل في قطاع التربية الخاصة كتلك التي يحصلون عليها في القطاعات الأخرى».

وأوضحت العيدروس: «بالنسبة للنتائج السلبية لهذا العزوف عديدة، لعل أبرزها هو تأثر عدد كبير من الطلبة أصحاب الهمم من مواطني الدولة بسبب اختلاف اللغة والثقافة، لذا فإن وجود عدد قليل من المواطنين المتخصصين العاملين في هذا المجال يشكل تحدياً لتحسن حالة الأطفال مع الأسف، إضافة إلى ذلك، فإن جميع خريجي الجامعات من مواطني الدولة يتحدثون اللغتين العربية والإنجليزية بطلاقة، ما يجعل التواصل مع أكبر قدر ممكن من أولياء الأمور أمراً ميسراً إلى حد كبير».

وقال عبدالعزيز حرز الله، أخصائي علم النفس الإكلينيكي في مركز دبي للتوحد: «هناك العديد من المبادرات والبرامج الوطنية التي يتم إطلاقها في مجال دعم أصحاب الهمم، وهنا علينا ككوادر وطنية أن نمسك بزمامها وأن نتولى إدارتها على نهج القيادة الرشيدة وأهداف السياسة الوطنية لذوي اضطراب التوحد، وإحدى تلك المبادرات الوطنية، مبادرة التقييم الشامل السنوي المجاني للأطفال المواطنين والتي قام بإطلاقها مركز دبي للتوحد تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في أبريل 2022 لتخفيف العبء المادي على الأسر المواطنة».

يشار إلى أن التوحد يعد أحد أكثر الاضطرابات النمائية شيوعاً ويظهر تحديداً خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل ويصاحب المصاب به طوال مراحل حياته، ويؤثر التوحد على قدرات الفرد التواصلية والاجتماعية. إن النمو السريع لهذا الاضطراب ملفت للنظر فجميع الدراسات تقدّر نسبة المصابين به اعتماداً على إحصائيات مركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية بوجود إصابة واحدة لكل 44 حالة، كما يلاحظ أن نسبة الانتشار متقاربة في معظم دول العالم.

يذكر أن مركز دبي للتوحد يقدم طيفاً شاملاً من الخدمات التخصصية للأطفال المصابين باضطراب التوحد وأسرهم. وتم تأسيس المركز في نوفمبر 2001. ملتزماً بأعلى المعايير الدولية يوفر المركز مجموعة من برامج الرعاية ضمن منهجية شاملة للأطفال المصابين بالتوحد، كما يقدم المركز المعلومات والدعم والإرشادات والتدريب للمهنيين وأهالي الأطفال لتعميق الفهم بالتوحد في المجتمع الإماراتي.

Email