أحمد الفلاسي خلال منتدى «عن بعد»:

هدف التعليم الأسمى تأهيل إنسان المستقبل

أحمد الفلاسي متحدثاً خلال المنتدى | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، أهمية منتدى «عن بعد»، الذي يوفر منصة مثالية للحوار ومناقشة مفهوم العمل عن بُعد، وهو أحد الموضوعات التي سيكون لها الأثر الكبير في تشكيل مستقبل العديد من القطاعات الحيوية، خصوصاً قطاع التعليم، وستسهم في دفع عجلة التطوير والازدهار في دولة الإمارات.

وقال معاليه في كلمة رئيسية بعنوان «التعلم عن بعد: هل يقرب أم يطيل المسافات»، ضمن أعمال منتدى «عن بعد»: وتيرة التجديد في التعليم ستتغير بشكل كبير في الأعوام المقبلة، ما يستدعي تبني أفضل وسائل التعليم، مؤكدا أن الهدف الأسمى من التعليم هو تأهيل إنسان المستقبل وتدريبه لسوق العمل المستقبلي.

وضرورة مواكبة الجيل الرابع من محرك «تشات جي بي تي» الذي شهد إقبالاً واسعاً من كافة دول العالم في غضون ثلاثة أشهر فقط من إطلاقه، وأهمية استباق التطورات القادمة التي ستنتج بعد إطلاق هذه التقنيات الجديدة.

حرص

وأشار الدكتور أحمد بالهول الفلاسي إلى أن وزارة التربية والتعليم تحرص على استشراف سبل تطوير منظومة التعليم لتناسب احتياجات المستقبل، كما تعمل على الاستفادة من الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا الحديثة من خلال تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن النظام التعليمي في الدولة، لتطوير قطاع تعليمي رائد وناجح ومستقبلي، ولتكون دولة الإمارات بين أولى الدول التي تستفيد من الثورة المعلوماتية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي.

وتطرق إلى أهمية التعلم عن بعد في توفير أفضل آليات التعليم وبناء المهارات للطلبة، وأفضل الوسائل التعليمية للمعلمين، حيث تتبنى وزارة التعليم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم حالياً في تحليل نتائج الطلبة والوصول إلى بيانات دقيقة عن الطلبة ومعرفة الوقت اللازم التي يستغرقها الطالب لحل الامتحانات على سبيل المثال، ما يسهل العملية للمعلم لتدريب الطلبة وفق مهاراتهم ومستوياتهم التعليمية.

وشدد وزير التربية والتعليم على أهمية تبني المشاريع لتحفيز الطلبة على التعلم عن بعد، وأهمية العمل عن بعد والتعليم عن بعد في تطوير مستوى المدرسين والطاقم الإداري في وزارة التعليم، ودور التقنيات الرقمية في تقليل الوقت المستغرق لتنظيم الاجتماعات الإدارية والخارجية وزيادة كفاءتها وجودتها بشكل سريع وسلس، وأهمية الحفاظ على الاجتماعات الهجينة التي تتضمن الاجتماعات الحضورية والاجتماعات الإدارية لضمان تعزيز العلاقات الاجتماعية والمرونة.

فرص

وركز منتدى «عن بعد» ضمن محاوره الرئيسية على مناقشة فرص وتحديات التعليم عن بعد في المدارس ومؤسسات التعليم العالي، وضمان استمرارية التعليم في ظل مختلف التحديات وترسيخ بيئة تعليمية متقدمة قادرة على الوصول إلى الطالب في أي وقت أو مكان، لتمكنه وتوفر له تجربة تعلم شاملة ومتطورة وذات نتائج إيجابية ملموسة.

وهدف منتدى «عن بعد» الذي ينظمه مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، بحضور وزراء ونخبة من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار ورواد القطاع الخاص إلى مناقشة ثلاث ركائز رئيسية تشمل العمل والتعليم والرعاية الصحية عن بعد لتسريع تبني التكنولوجيا في تطوير منظومة العمل الحكومي، والارتقاء بالبنية التحتية الرقمية بما يدعم جهود التحول الرقمي الشامل.

وركز المنتدى الذي عقد يومي 15 و16 الجاري في متحف المستقبل، من خلال جلسات رئيسية ونقاشية وحوارية على ترسيخ حلول العمل عن بعد وتطوير الحلول التكنولوجية المتقدمة وتوظيفها في تحقيق الأهداف المستقبلية في زيادة مساهمة الاقتصاد الرقمي بالناتج المحلي الإجمالي، وتطوير القطاعات المختلفة في دولة الإمارات، واستحداث قطاعات جديدة تحاكي أساليب المستقبل، وتعزيز تنافسية الدولة في المؤشرات العالمية.

ازدياد التعلم عن بُعد في المرحلة المقبلة

أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، أن التعليم عن بُعد سيكون جزءاً أساسياً من المنظومة التعليمية، وسيخرج عن كونه مجرد أداة لاستخدامها في أوقات الطوارئ والأزمات، لافتاً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الاعتماد على التعلم عن بعد في الدولة، لكنه في الوقت ذاته لا يغني عن التعلم الحضوري، ونحتاج أن يكمل الجانبان بعضهما بعضاً.

وأشار في تصريحات صحافية على هامش «منتدى عن بعد» إلى التوسع في استخدامات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية في التعليم في الدولة من خلال عدة محاور، إذ يتمثل المحور الأول في تحليل البيانات التعليمية ونتائج الطلبة، مبيناً أنه خلال جائحة «كورونا»، أتاح التعلم عن بعد رصد أداء الطلبة ومعرفة التحديات والصعوبات التي تواجههم والفترة التي يستغرقونها في امتلاك المهارات المحددة في المادة الدراسية.

وفي ما يتعلق بالمحور الثاني بالطلبة الذين يعانون من صعوبة استيعاب جوانب معينة من المادة التعليمية، ستعمل الوزارة في هذا الإطار على استخدام «المعلم الذكي» القائم على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطلبة بالشكل الأمثل.

وبيّن معالي وزير التربية والتعليم أن المحور الثالث يختص بالمؤهلات الإلكترونية أو الشهادات الصغيرة، موضحاً أن الوزارة تعمل من خلال المسرعات الحكومية على إطلاق برنامج يسمح للطلبة المسجلين في جامعات الدولة بدراسة مساقات إلكترونية في جامعات خارجية معتمدة، على أن يتم احتسابها ضمن ساعات الطالب الأكاديمية واختصاصه.

Email