تربويون وأولياء أمور يطالبون بتشديد الإجراءات على سائقي الحافلات المدرسية

10 إجراءات تعزز حماية الطلبة من حوادث السيارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما تلقي حوادث دهس طلبة المدارس بظلالها الحزينة على المجتمع في الإمارات، خاصة أن معظمها يرجع إلى عدم التزام بعض سائقي الحافلات، فيما تشكل الإجراءات التأمينية والاحترازية التي تتخذها الجهات المسؤولة والمعنية عاملاً مهماً، للحد ومنع تكرار هذه الحوادث.

ومن جهتهم، حدد تربويون وأولياء أمور ومختصون 10 عوامل كفيلة بالحد من حوادث الدهس التي يتعرض لها الطلبة عند النزول من الحافلات المدرسية تتمثل في: تعيين مشرفين ومشرفات في كافة الحافلات التي تتبع للمدارس الخاصة، وتشديد إجراءات الضبط بحق السائقين المتهورين، وتشديد عقوبة سائقي المركبات التي تتجاوز الحافلات عند إنزال الطلاب، وتكثيف عمليات تدريب المشرفين والمشرفات على كيفية العبور الآمن للطريق، وزيادة حملات التوعية للجمهور والسائقين، وتكثيف التوعية المرورية المنزلية للطلبة وتعريفهم بكيفية النزول والصعود إلى الحافلة المدرسية، وتطويع أدوات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء مع تحفيز ابتكار أجهزة حديثة لحماية الطلبة في الحافلات، إضافة إلى إجراء اختبارات لكل سائق حافلة لقياس قدراته النفسية وسماته الشخصية وثقافته، وإسناد مسؤولية حركة السائقين والحافلات إلى المسؤولين وأصحاب الكفاءات في المدارس، وأخيراً تخصيص حافلات صغيرة الحجم لنقل الطلبة ذوي الأعمار الصغيرة بحيث يستطيع السائق أن يشاهدهم من المرآتين الأمامية والخلفية.

برنامج

وأكد عمر لوتاه المدير العام لهيئة النقل بحكومة عجمان، أن هناك برنامجاً تدريبياً لمشرفي وقائدي الحافلات المدرسية بكافة المدارس الخاصة في الإمارة، يتضمن دورات تأسيسية سنوية قبل بداية كل عام دراسي، إضافة إلى تكثيف الجهود بزيادة الدورات التدريبية الخاصة بالمشرفين والمشرفات، حتى يكملوا التدريبات قبل بدء الفصل الدراسي الأول من كل عام، لافتاً إلى أن هناك مراقبين ينتشرون في كافة طرق الإمارة، للتأكد من سلامة الحافلات المدرسية، ومدى تقيد السائقين باشتراطات السلامة فيها، وفي ما يتعلق بالمشرفات، هناك قسمان، أحدهما قسم التعليم الحكومي، والآخر التعليم الخاص، فالحكومي يتم تعيين المشرفات على كادر مؤسسة الإمارات للمواصلات، أما التعليم الخاص، يتبع تعيينهم للمدارس الخاصة المقدمة للتعليم المدرسي.

وأضاف أن هناك مخالفات على المدارس الخاصة في الإمارة، التي لم تلتزم بتعيين المشرفين والمشرفات، وإخضاعهم للدورات التدريبية من قبل الهيئة، ففي حال تشغيل حافلة مدرسية من دون مشرفة، تترتب عليها مخالفة مقدارها 1000 درهم، وتشغيل حافلة دون حصول تصريح للسائق 1000، ومخالفات الأمن والسلامة تتراوح ما بين 300 – 1000 درهم، لافتاً إلى أن هناك التزاماً من المدارس الخاصة في مراقبة المشرفات وسائقي الحافلات المدرسية في عجمان.

وعي

من جهتها، قالت شذى علاي النقبي عضو المجلس الوطني، عضو لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام بالمجلس، على ضرورة التركيز على مدى وعي سائقي الحافلات المدرسية قبل تعيينهم، إضافة إلى إجراء اختبارات لكل سائق حافلة، لقياس قدراته النفسية وسماته الشخصية وثقافته قبل التعيين، وإخضاع سائقي الحافلات المعينين حالياً إلى فحوص طبية ونفسية دورية، لضمان جهوزيتهم ولياقتهم الصحية والنفسية لأداء وظيفتهم، وإسناد مسؤولية حركة السائقين والحافلات، إلى أبرز المسؤولين في المدارس من أصحاب الكفاءات، فضلاً عن تخصيص حافلات صغيرة الحجم لنقل الطلبة ذوي الأعمار الصغيرة، بحيث يستطيع السائق أن يشاهدهم من المرآتين الأمامية والخلفية، وذلك تجنباً لحوادث الدهس وخلافها، وحفاظاً على سلامة أبنائنا الطلبة.

وأضافت أنه تم مناقشة الصحة النفسية في المجلس الوطني، من قبل لجنة الصحة بالمجلس، والتي أكدت على أهمية إجراء دراسة نفسية للشخص قبل تعيينه، لافتة إلى أن سائق الحافلة المدرسية لا ينبغي أن يكون مجرد شخص يحمل رخصة قيادة، ولديه خبرة في سياقة المركبات والحافلات في بلده، فالأمر يتخطى ذلك بكثير، لأن أصحاب هذه المهنة، يجب أن تكون لديهم صفات وسمات شخصية، تتسم بالمسؤولية والهدوء والثقافة الاجتماعية، لأن انعدام وعي سائقي الحافلات، يدفع ثمنه المجتمع بأسره، كما أنه يجب تخصيص دورات تدريبية إلزامية لسائقي الحافلات المدرسية، تشمل تأهليهم للتعامل مع الأطفال، ومراعاة اشتراطات عوامل السلامة في كل حافلة.

قواعد

وأوضح المقدم سيف عبد الله الفلاسي مدير إدارة المرور والدوريات بالقيادة العامة لشرطة عجمان، أن نسبة تدريب سائقي الحافلات المدرسية على التنقل الآمن في الإمارة بلغت 100 %، وذلك من خلال الحملات التوعوية التي تطلقها الإدارة، والتي أبرزها (طلابنا مسؤوليتنا)، ويتم خلالها تقديم مجموعة من الرسائل التوعوية المتعلقة بالحفاظ على السلامة المرورية أثناء عبور الطلاب للطريق، والتعريف بالقواعد المرورية، وأساسيات العبور الآمن للمشاة، وكيفية تجنب الوقوع في الحوادث والمخالفات المرورية، من خلال التقيد والالتزام بقواعد السير والمرور، والتنبيه على التزام الطلاب بالجلوس داخل الحافلة بالشكل الصحيح.

ثقافة

من جانبه، أكد الخبير التربوي سعيد نوري، أن حوادث دهس الطلبة تكررت أكثر من مرة، وعلى فترات متقاربة، ومتباعدة أحياناً، ولتجنب ذلك، لا بد أولاً من توعية مرورية منزلية للطلبة، وتعريفهم بكيفية النزول والصعود إلى الحافلة المدرسية، حتى تترسخ لديهم تلك الثقافة، إضافة إلى تكثيف الدورات التثقيفية والتدريبية الدورية لسائقي الحافلات المدرسية والمشرفين والمشرفات، بأكثر من لغة، وذلك من خلال عرض أفلام تصويرية، توضح المخاطر التي يتسبب فيها الإهمال، وعدم انتباه السائق لما هو أمامه أو خلفه.

وشدد على أهمية تطويع وسائل الذكاء الاصطناعي في تزويد الحافلات المدرسية بأجهزة إنذار، تعرف السائق بوجود خطر ما، حتى يتم تداركه.

عوامل

وشرحت التربوية رولا نسب، أن هناك عوامل عديدة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، من أجل سلامة الطلبة، من أبرزها تعيين سائقين من أصحاب الخبرات، وإخضاعهم لدورات تثقيفية مركزة، وتعيين مشرفات من أصحاب الشهادات، ومنحهن دورات مكثفة في كيفية التعامل مع الطلبة داخل الحافلة المدرسية، إضافة إلى الالتزام بكافة التعليمات التي تمنح لهن، حتى تكون رحلة الحافلة آمنة، لافتة في الوقت ذاته إلى أن هناك حاجة لسن المزيد من التشريعات الجديدة، التي تغلظ من عقوبة المخالفين من السائقين والمشرفين، ليكونوا أكثر انتباهاً.

وأضافت، يجب على مديري المدارس عدم التهاون مع السائقين والمشرفات، في حال وقوع أخطاء، حفاظاً على سلامة أبنائنا الطلبة.

خطر

وشدد راشد الحمر (ولي أمر)، على أنه لا بد من تعيين مشرفات على الحافلات في المدارس الخاصة، حتى يتمكن قائد المركبة من القيادة دون انشغال، ولا بد من تثقيف قائدي الحافلات المدرسية، حيث أصبح بعضهم يشكل خطراً على بعض الطرق الرئيسة والداخلية، فقد كثرت حوادث اصطدام هذه الحافلات، بسبب السرعة الزائدة، أو عدم انتباه قائدها للطريق.

وفي ذات السياق، طالب عيسى الفرض (ولي أمر)، كافة الجهات المسؤولة، بعدم التساهل مع المدارس التي لا تعين مشرفين ومشرفات على الحافلات المدرسية، أو تعيينهم دون إتمامهم للدورات التدريبية، إضافة إلى تشديد المخالفة على السائقين المخالفين، حتى نحافظ على سلامة أبنائنا الطلبة.

إلزام

وذكر جاسم فايز مدير مدرسة حاتم الطائي في أم القيوين، إنه يتم إلزام المشرفين على الحافلات المدرسية، بوجودهم أثناء صعود ونزول الطلبة من تلك الحافلات، وتسليمهم لذويهم يداً بيد، حتى نضمن سلامتهم، كما يتم تدريب المشرفين والمشرفات على القواعد والعلامات المرورية، كما يجب تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، لابتكار أجهزة حديثة، تقلل احتمالية حوادث الدهس من قبل سائقي الحافلات المدرسية، من خلال تشجيع المبتكرين، وعمل مسابقات ترصد لها الجوائز من أجل حماية أبنائنا الطلبة.

تدريبات

وأكد أحمد بدوي مدير مدرسة عجمان الخاصة، أن إدارة المدرسة وفرت 29 حافلة مدرسية، و19 مشرفة على الحافلات المدرسية، إضافة إلى أن اختيار السائقين والمشرفات يتم بعناية فائقة، ومنحهم التدريبات الكافية، من خلال ورش عمل تدريبية، تعرفهم بالقواعد المرورية، وكيفية التعامل مع الطلبة داخل الحافلات المدرسية، إضافة إلى تنظيم تلك الورش مرتين شهرياً، للتأكيد عليهم باتباع شروط الأمن والأمان، وضرورة الالتزام بها، على أن يقوم بتلك الورش التدريبية متخصصون في أمن النقل والمواصلات، لتقديم الدعم لهم، كما أنه لا يتم تعيين أي مشرف أو مشرفة، إلا بعد منحهم شهادة من هيئة النقل بعجمان.

إجراءات

01 تعيين مشرفين ومشرفات في كافة الحافلات التي تتبع للمدارس الخاصة.

02 تشديد إجراءات الضبط بحق السائقين المتهورين.

03 تشديد عقوبة سائقي المركبات التي تتجاوز الحافلات عند إنزال الطلاب.

04 تكثيف عمليات تدريب المشرفين والمشرفات على كيفية العبور الآمن للطريق.

05 زيادة حملات التوعية للجمهور والسائقين.

06 تكثيف التوعية المرورية المنزلية للطلبة وتعريفهم بكيفية النزول والصعود إلى الحافلة المدرسية.

07 تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء مع تحفيز ابتكار أجهزة حديثة لحماية الطلبة في الحافلات.

08 إجراء اختبارات لكل سائق حافلة لقياس قدراته النفسية وسماته الشخصية وثقافته.

09 إسناد مسؤولية حركة السائقين والحافلات إلى المسؤولين وأصحاب الكفاءات في المدارس.

10 تخصيص حافلات صغيرة لنقل الطلبة الصغار بحيث يستطيع السائق مشاهدتهم من المرآتين الأمامية والخلفية.

 

حملة خاصة

أكد النقيب سعود الشيبة مدير فرع التوعية والإعلام المروري بشرطة الشارقة، أن إدارة المرور والدوريات بشرطة الشارقة، تطلق سنوياً، بالتعاون مع إدارة سلامة الطفل ومواصلات الإمارات، حملة خاصة بعودة الطلبة للمقاعد الدراسية، تتضمن توعية الطلبة بكيفية استخدام القاعدة الذهبية في ركوب الحافلة، وكذلك الجلوس في المركبات، بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور والسائقين، بضرورة الانتباه للأطفال وجلوسهم بالشكل الصحيح في المركبات، والقيادة بشكل آمن للوصول للمدارس بكل أمن ويسر.وبيّن أن عدم الالتزام بقواعد السير والمرور، يؤدي إلى الحوادث بنسبة كبيرة، لذلك تكمن أهميتها في أن الالتزام بها وقاية للجميع، كما أن المخالفات المترتبة على سائقي الحافلات، هي نفسها المترتبة على جميع قائدي المركبات الأخرى.

Email