خلال محاضرة استضافها مجلس محمد بن زايد وشهدها حامد بن زايد

3 نصائح لاستثمار التكنولوجيا بتعزيز تفاعل المعلمين والطلبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أول من أمس، محاضرة تحت عنوان: «التعليم والتعلم: معاً نحو تحقيق التقدم الإيجابي» ألقاها مايكل ب. هورن، شريك مؤسس وزميل متميز في معهد كلايتون كريستنسن للابتكار.

وشهد المحاضرة، التي أقيمت في مجلس محمد بن زايد بقصر البطين في أبوظبي، سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم والشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي، بالإضافة إلى عدد من كبار المسؤولين وأعضاء الهيئات التدريسية والإدارية في المدارس والجامعات.

وركزت المحاضرة، التي أدارتها عنود الكعبي، مديرة البرامج التعليمية في مكتب شؤون التعليم، على 7 محاور رئيسة هي: دور جائحة كورونا في إظهار أن المدارس التقليدية ليست بيئات اجتماعية، مما أثر سلباً على دافعية الطالب وقدرته على الإنجاز، وكيفية توفير بيئة تعليمية تشجع الطلاب على التعاون والترابط، وكذلك أهمية اتباع منهجية التعلم القائم على الإتقان وليس التلقين، كما تضمنت المحاور كيفية تعزيز قدرات الطلاب على التعاون والإبداع والتواصل وحل المشكلات وتطوير السلوكيات اللازمة للنجاح، وعملية التدريس بوصفها نشاطاً جماعياً يوفر مظلة دعم تقود إلى النجاح، بالإضافة إلى أهمية دور الوالدين في فهم وتصميم وتطوير العملية التعليمية، ودور التكنولوجيا في إنشاء أساليب تعليم متنوعة تلائم جميع فئات المتعلمين.

ووجّه هورن 3 نصائح تساعد المعلمين على تحقيق أقصى درجات الاستفادة من التكنولوجيا في تعزيز التفاعل مع الطلبة، أولها: ضرورة الحرص على عدم الإفراط في التعامل مع الوسائل التكنولوجية والمحافظة على قيمة الوقت، والثانية، الحرص على أن تزيد التكنولوجيا من التواصل بين المعلم والطلبة، وأخيراً أن تساعد التكنولوجيا المعلمين على فهم أكثر عمقاً للطلبة.

وشدد هورن على أهمية أن تستغل المدارس والمؤسسات التعليمية التكنولوجيا بشكل أوسع وأكبر لتحقيق مستويات أعلى من التعلم والتجارب العلمية بين الطلبة.

مشاركات

وعرضت خلال المحاضرة مشاركات مرئية عدة عبر الفيديو، استعرضت دور البرامج والمبادرات التي أطلقتها الدولة في إيجاد جيل من الطلبة الإماراتيين المتميزين والمتسلحين باللغات والعلوم المعرفية، وأوضح المحاضر أن التكنولوجيا المتقدمة، أوجدت لدى الأجيال الجديدة فرصاً للتعلم في أي زمان ومكان.

وفي بداية المحاضرة أكد هورن، أنه في صيف 2020 وفي خضم جائحة «كوفيد 19»، تلقى اتصالاً من صديق طالباً منه نصيحة بشأن قلقه من عدم قدرة أطفاله على التفاعل المجتمعي عند عودتهم إلى المدرسة بسبب إجراءات التباعد الذي تسببت فيه الجائحة، وهو ما جعله يتساءل، هل المؤسسات التعليمية التقليدية اجتماعية بالأساس؟

تفاعل

وقال: وجدت أن المدارس في الغالب لا تتسم بعلاقات تفاعلية كافية بين الطلبة، وكذلك الأمر مع المعلمين، لدرجة أن هناك معتقداً ساد أن التفاعل بين الطلبة داخل الصف الدراسي يسمى إما غشاً أو عدم انضباط.

وأضاف: بالنظر إلى الدراسات الحديثة سنجد أن 20% من التلاميذ في الولايات المتحدة الأمريكية يشكون التعرض للتنمر خلال الدراسة، وهو مؤشر على كون التجربة التعليمية غير اجتماعية، رغم توافر الأنشطة داخل المدارس، ولكنها أنشطة خارج إطار الصف المدرسي وتسمى بالأنشطة اللاصفية، ومن ثم يجب الاعتراف بأن المدرسة التقليدية تعاني مشكلة في التفاعل الاجتماعي بين التلاميذ داخل الصف، لأسباب عدة أهمها: ثبات اعتماد كل المؤسسات التعليمية على مبدأ تعليمي يقوم على التنافسية ويغرس بداخلهم فكرة الفوز والخسارة بين بعضهم البعض، ويصنفهم ما بين متفوقين وغير متفوقين، وهي منطلقات تقليدية للعملية التعليمية تقوض التفاعل الاجتماعي بين الطلبة.

أنماط

وتحدث هورن حول ما أسماها بـ«عادة النجاح»، حيث قارن بين نمطي التعليم التقليدي والمدمج المتطور، مبيناً أن النمط الأخير يرى أن ذكاء الطالب ليس ثابتاً، ويمكن تطويره باستمرار من خلال العمل والتعلم والمعرفة، بينما النمط التقليدي لا يطور الذكاء بالقدر المطلوب بسبب ثباته، واهتمامه بتحصيل الدرجات.

ودعا المحاضر إلى العمل على تغيير الأنماط التقليدية القائمة على تعزيز فكرة التنافسية داخل الصفوف، والتأكيد المستمر على أنه لا يوجد خاسر في العملية التعليمية، واعتبار أن الجميع فائزون بالمعرفة.

نظام

وأشار إلى أن الاحتياجات التعليمية لكل طالب تختلف من مرحلة لأخرى، في حين تعتمد المدارس التقليدية على نظام تدريس يحاكي متوسط قدرات الطلبة ولا يأخذ في الاعتبار الاختلافات في إمكاناتهم واهتماماتهم، منوهاً إلى وجود حاجة ضرورية لتوسيع الاستعانة بنظام التعليم المدمج باعتباره تعليم المستقبل، كونه يمزج بين التعليم الاعتيادي والتعلم المبتكر، ويلبي احتياجات تعليمية متفاوتة للطلبة، كما يتيح للمعلمين تطوير أساليبهم والاستفادة من الإنترنت كقناة بديلة تساعد الطلبة على تعزيز مداركهم المعرفية.

دور

وقال: لا أثق أن التكنولوجيا ستحل محل المعلمين، لأن قدرتها على التعليم محدودة مهما بلغ حجم تعقيدها التقني، وأعتقد أن وظيفة التكنولوجيا هي مساعدة المعلم وتوفير أدوات جديدة يتمكن من خلالها من تطوير أسلوبه الخاص في التدريس، إلى جانب وظيفتها الأساسية، وهي تعزيز الحاجة للمعلمين وتوسيع مجال تخصصاتهم.

استثمار

وقال هورن: لا شك في أن المعلم هو أحد الاستثمارات الأكثر إنتاجية للدول والتي تمكن خلالها أفراد المجتمع من تحقيق الأمن والسلام والازدهار، ولهذا يجب أن يكون للمعلم دور حقيقي ومهم أكثر من السابق، حيث تعتمد عليه منظومة التعليم كلياً بكل عناصرها، شريطة الأخذ بيده ودعمه لتجاوز تحديات تطوير المنظومة التعليمية.

تفاعل

أكد مايكل هورن أنه يجب التأكد من أن التعليم القائم على الحفظ أمر انتهى، فلابد أن تكون هناك مشاركة وتفاعل لنقل وتبادل أسس المعرفة بمختلف أشكالها وفي شتى العلوم وتعزيزها بين الطلبة.

Email