أكاديميون: التخطيط الجيد وتهيئة الطالب مبكراً بوصلة الوصول للمجال الأمثل

استطلاع «البيان»: تغيرات سوق العمل أبرز تحديات اختيار التخصص الجامعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد غالبية مستطلعي «البيان»، عبر الموقع الإلكتروني ومنصة «تويتر»، أن تغيرات احتياجات سوق العمل تعتبر أبرز تحديات اختيار التخصص الأكاديمي.

وأشار 68 % من المستطلعين عبر الموقع الإلكتروني للصحيفة، إلى أن تغيرات احتياجات سوق العمل هي أبرز التحديات التي تواجه طلبة الثانوية العامة لدى اختيار التخصص، في الوقت الذي رأى 17 % منهم أن نقص الوعي المجتمعي هو أهم التحديات، فيما اعتبر 15 % أن الأعباء الدراسية هي أبرز التحديات. وعبر حساب «البيان» في «تويتر» اعتبر 66.7% من المستجيبين أن تغيرات سوق العمل هي أبرز تحد يواجه الطلبة في اختيار التخصص المناسب، بينما أكد 20.8% منهم أن الأعباء الدراسية هي التحدي الأكبر، وأوضح 12.5 % أن نقص الوعي المجتمعي تحد أمام الطالب في اختيار التخصص الجامعي.

وأفاد أكاديميون بأن اختيار التخصص الجامعي من أصعب القرارات المصيرية في حياة الطالب الذي ينتابه شعور بالحيرة أثناء التفكير في التخصصات الجامعية، فكل له طابعه الخاص الذي يشمل العديد من المزايا بجانب بعض التحديات، إلا أن التخطيط الجيد وتهيئة الطالب منذ مرحلة الثانوية العامة وما قبلها هما البوصلة التي توجه الطالب نحو اختيار الأمثل والأنسب ليس فقط لتوجهات سوق العمل وتقلباته المستمرة وإنما لقدراته ومهاراته.

وقال الدكتور محمد أحمد عبد الرحمن: لا شك أن اختيار التخصص الدراسي أحد أدق وأصعب القرارات التي تواجه أي طالب على عتبة المرحلة الجامعية، مشيراً إلى أن هناك عدة معايير من شأنها تسهيل عملية اختيار التخصص الدراسي وهي التعرف على الشغف والميول الشخصية تجاه مجال معين أو مهنة بعينها، لضمان الإبداع في المجال الذي يشعر بشغف تجاهه، فمثلاً الطالب الذي لديه شغف بعلم الفلك والأجرام السماوية فستتجه ميوله لدراسة علوم الفضاء.

وأن يجد دراسة توجهات سوق العمل والوظائف المتاحة والمطلوبة، لا سيما ونحن نعيش في عالم سريع التطوير والتغير، ومعرفة القدرات والمهارات الشخصية التي يتميز بها الطالب واختيار التخصص المناسب لها، وكذلك تفعيل وحدات الإرشاد الأكاديمي في المدارس والجامعات لتفادي عشوائية اختيار الطالب للتخصص الدراسي المناسب له، بالإضافة إلى تفعيل التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والشركات وأرباب العمل لتزويد السوق بخريجين ذوي تخصصات مطلوبة.

وأضاف: يجب على أولياء الأمور عدم إلزام أبناءهم بدراسة تخصص معين لرغبتهم بأن يكون مهندساً أو طبيباً، بل يجب مساعدتهم على اختيار التخصص الذي يناسب ميولهم ويتلاءم مع احتياجات سوق العمل ومهن المستقبل.

شغف

ورأى الدكتور شريف موسى، عميد كلية الهندسة في الجامعة الكندية بدبي، أنه يجب أخذ الشغف بوظيفة المستقبل في الاعتبار لدى اختيار التخصص، مشيراً إلى أن العديد من الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين لديهم شغف بمجال دراستهم ينجحون على المدى الطويل ويكونون سعداء بوظيفتهم، حيث يميلون إلى بذل المزيد من الجهد في عملهم اليومي ويتمتعون بنسبة رضا عالية. وأضاف أن اختيار التخصص المفضل لدى الطالب يسهل الحياة الجامعية ويجعلها سنوات ممتعة، إلا أنه في كثير من الأحيان ليس من السهل أن يحدد الطالب شغفه لعدة أسباب، قلة الوعي وعدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح، وهنا تبرز أهمية الإرشاد الأكاديمي لتقديم المشورة، عبر عقد ورش عمل لمختلف التخصصات في المرحلة المدرسية لمساعدة الطلبة على اكتشاف شغفهم واتخاذ القرار.

بحث

ونصح الدكتور موسى بضرورة وضع قائمة مختصرة بالتخصصات التي يرغب الطالب بدراستها، ثم البحث عنها عبر الشبكة العنكبوتية، أو حتى زيارة الجامعات للتعرف عن كثب عن هذه التخصصات، ومن ثم يمكنه تحديد أفضلها بالنسبة له.

وأوضح عميد كلية الهندسة أنه في الكثير من الأحيان قد تؤثر درجات الطالب في المرحلة الثانوية وأيضاً المساقات التي درسها على عدد البرامج والتخصصات المتاحة في المرحلة الجامعية، حيث تتطلب برامج وتخصصات جامعية معينة الحصول على درجات بمعدلات عالية، بينما يقبل البعض الآخر من الطلاب بمعدلات متوسطة أو منخفضة، لذا يجب البحث عن متطلبات البرنامج المرغوب فيه مسبقاً، ثم العمل على تحقيق الدرجات المطلوبة للقبول في هذا البرنامج.

وقال الدكتور عبد الله إسماعيل الزرعوني، أستاذ في قسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر للتكنولوجيا بدبي: موضوع اختيار التخصص صداع قديم متجدد ومتكرر يواجه طلبة الثانوية العامة وذويهم، لا سيما في العالم الديناميكي الذي يشهد تغيرات مستمرة في سوق العمل، ولذا تقع على عاتق الجامعات مسؤولية مواكبة هذه التغيرات الحالية والمستقبلية. وأشار إلى أن هناك تخصصات مستقرة وأخرى متقلبة، بالإضافة إلى التخصصات المستحدثة نتيجة تطورات حاجة سوق العمل والمهارات التي يحتاجها، مما يزيد أعباء مؤسسات التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم في دفع عجلة التطوير في قطاع التعليم العالي. وأكد أن دولة الإمارات تتمتع بوزارة تحرص على مواكبة هذه التطورات ومتابعتها عن كثب بشكل مستمر، مشيراً إلى أن جامعة روشستر تستحدث تخصصات جديدة بشكل دوري بما يواكب هذه التقلبات والتغيرات في سوق العمل وسد حاجة بيئة العمل.

مهارات

كما أكدت الدكتورة جنان منصف الأستاذة بقسم الهندسة الكهربائية بجامعة روشستر بدبي، أن العديد من الشباب لا يستطيعون تحديد المهارات اللازمة لسوق العمل، مما يسهم في تفاقم بطالة الشباب، مشيرة إلى أن الطلبة يواجهون تحديات في اختيار التخصص الأكاديمي؛ لأنهم غير قادرين على تحديد المهارات التي يحتاجونها لفرص العمل في المستقبل.

وتابعت: هناك فجوة كبيرة في المهارات التي يحتاجها أرباب العمل؛ لذا يجب تحديث المناهج الأكاديمية باستمرار لتتماشى مع سوق العمل، عبر التعاون الوثيق بين الجامعات وسوق العمل لمعالجة هذه الفجوة وتحقيق نتائج مستدامة للشباب واقتصادات ومجتمعات أكثر شمولاً.

Email