الإجازة الصيفية.. محطة لارتقاء الطلبة بمهاراتهم واستثمار طاقاتهم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مع حلول الإجازة الصيفية للطلبة تبرز أهمية استثمار أوقاتهم الثمينة في الارتقاء بمهاراتهم وتنمية مواهبهم واستثمار طاقاتهم ومحاربة هدر الوقت، لا سيما وأن هذا نهج ورؤية قيادة الإمارات الرشيدة، ونستذكر هنا كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «نظم وقتك واعرف أولوياتك واستمتع بحياتك واترك أثراً يدل عليك»، والتي تمثل رسالة واضحة وجلية لأهمية استثمار الوقت بصورة صائبة بما يعود على الفرد ومجتمعه بالمنفعة والخير.


 هذا الأمر أكده تربويون ونخب متخصصة وطلبة، معتبرين العطلة الصيفية محطة للتسلح بالمهارات رافعين شعار «لا لهدر الوقت»، لافتين إلى أن استثمارها مسؤولية مشتركة بين الأسر والمؤسسات المعنية.


وأشاروا إلى أن الفترة التي تصل إلى نحو 60 يوماً مساحة حيوية للتزود ببعض المعارف وتنمية المواهب وتعزيزها بما يسهم في تحسين أداء الطلبة وبناء الشخصية، معولين على الأسرة في القضاء على العشوائية والتخبط التي يمارسها البعض خلال العطلة الصيفية والعمل على تنمية ورعاية ميول الأبناء عبر وضع الخطط والبرامج المسبقة.


كما دعوا إلى ضرورة مراعاة جانب الراحة بعد عناء عام دراسي كامل واستثمار جزء منها في الترفيه، والاستمتاع بزيارة المعالم السياحية والترفيهية بالدولة كالتوجه إلى حي الفهيدي أحد أقدم الأحياء في دبي، الذي يوفر فرصة ثمينة للتعرف إلى نمط الحياة التراثية قديماً، ومتحف المستقبل وغيرها من الخيارات المتعددة، كما يمكن للطلاب استثمار وقتهم في فعاليات وأنشطة تعليمية شيقة توفرها بعض الأندية والمؤسسات ذات العلاقة.
وأفادوا بأن دور أولياء الأمور جوهري ويستدعي منهم التخطيط الجيد للإجازة، وتشجيع الأبناء على الالتحاق بمراكز الأنشطة الصيفية التي تعمل على تنمية ثقافتهم وتعليمهم روح التعاون فيما بينهم، بطرق تثري مهاراتهم بصورة ممتعة.


 إنتاجية


ورأى الدكتور عيسى البستكي رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي أن النادي يلعب دوراً جوهرياً في توفير منصة مهمة للطلبة لشغل أوقات فراغهم إبان العطلة الصيفية التي تصل إلى قرابة شهرين، والعمل على إبراز وتطوير إمكانياتهم في المهارات الابتكارية والإنتاجية، مشيراً إلى أنهم في النادي ولتحقيق هذه الغايات يولون اهتماماً كبيراً بالورش التدريبية والدورات الموسمية، حيث وصلت نسبة تلك البرامج إلى 71% من إجمالي أنشطة النادي لعام 2019، و58% لعام 2020 بينما ارتفعت إلى 78% لعام 2021.


وأشار إلى أن فترة الصيف مهمة لكونها المتنفس الأهم للطلبة على وجه التحديد، ولأفراد الأسرة بشكل عام، مشدداً على ضرورة حماية الشباب من الوقوع في شرك الفراغ وما يتبعه من سلوكيات سلبية قد تقع والعمل عوضاً عن ذلك على تنمية مهاراتهم العلمية والاجتماعية والجسدية والفكرية، ما يساعدهم على اكتشاف مواهبهم وقدراتهم، ومعرفة رغباتهم العلمية والمهنية، ليسهل تحديدها مستقبلاً كتخصص دراسي، وهذا يسهم في اختصار وقت الدراسة الجامعية.


طاقة


وقال الدكتور عبدالله المشرخ رئيس لجنة الاستراتيجية والرواد في جمعية كشافة الإمارات: «يتعين على الجهات المعنية أن تلعب دوراً فاعلاً في استثمار وقت الفراغ الطويل وتحويله إلى طاقة إنتاج يستفيد منها الشاب والمجتمع».
وتحدث عن الحركة الكشفية باعتبارها الحركة الشبابية الأكبر في العالم والتي ينضوي تحت مظلتها أكثر من 59 مليون شاب وفتاة حول العالم، متطرقاً إلى مساعيها الرامية إلى تمكين 100 مليون شاب وتسليحهم بالمهارات ليكونوا أفراداً فاعلين قادرين على إحداث أثر إيجابي.


وذكر أنهم ووفقاً لرؤيتهم وخططهم الاستراتيجية يسعون لتحقيق هذه الغاية السامية من خلال توفير العديد من الأنشطة والفعاليات التي تحرص الجمعية على تقديمها إلى منتسبيها، كما تشمل الأنشطة والفعاليات جميع الفتية والشباب المواطنين والمقيمين على أرض الدولة، فكل مفوضية من المفوضيات الست لديها برنامجها الصيفي الذي يعد وفق احتياجات الفتية والشباب والذي تتنوع فيه البرامج والأنشطة منها الأنشطة البدنية والثقافية والاجتماعية والذهنية والتكنولوجية وجميعها مغلفة بالمهارات والفنون الكشفية التي تصقل من قدرات وخبرات الشاب.


وأكد الدكتور أيمن فهمى الاختصاصي الرياضي ضرورة عدم هدر الوقت خلال الإجازة والعمل على وضع خطط للأبناء تخرجهم من دائرة السهر والنوم المتأخر دون المشاركة في أي فعاليات ذات فائدة، مشيراً إلى أهمية إلحاق الطلبة في أندية رياضية وثقافية وعلمية لصقل مهاراتهم وتنمية معارفهم وتعزيزها.


وقال: لا بد لأولياء الأمور أن يدركوا الدور المنوط بهم، مشدداً على نقطة التكامل بين المدرسة والبيت والمؤسسات المعنية من أجل استثمار الإمكانيات وبلورتها.


إعداد


ورأى خالد السعدي رئيس لجنة برامج الفتية والشباب بجمعية كشافة الإمارات أن وقت العطلات الطويلة يمثل موسماً تنشط خلاله الجهات الشبابية على اختلافها، حيث تحرص على تقديم البرامج والأنشطة التي تسهم في استثمار طاقات الشباب وتوجيهها فيما ينفعهم ويخدم المجتمع بشكلٍ عام، مؤكداً حرص كشافة الإمارات على إعداد الفتية والشباب، إعداداً متكاملاً يتواكب مع توجهات القيادة الرشيدة في ضرورة العناية بالأبناء في المراحل السنية المختلفة ولاسيما في المراحل السنية الصغيرة وتزويدهم بالخبرات والمعارف التي تؤهلهم ليكونوا قادة الغد، ومعول البناء والتقدم للدولة التي تؤمن بالطاقات الشابة وتوفر لها كافة أوجه الدعم والمساندة.


وأكدت زينب ماجد، رئيسة قسم اللغة العربية في مدرسة جيمس البرشاء الوطنية، أن الإجازة الصيفية تعد فرصة ذهبية للطالب لتنمية مهاراته وصقل مواهبه كممارسة رياضته المفضلة أو تعلم لغة جديدة أو الانخراط في تعلم التكنولوجيات الجديدة في المجلات المختلفة أو حفظ بعض السور القرآنية، كما أنها فرصة للقاء الأهل والأصدقاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية، فمع انشغال الطالب في الدراسة نرى أنه يهمل الناحية الأسرية وهنا يجب حثهم على التواصل مع ذويهم داخل الدولة وخارجها ووصل الأرحام، مشيرة إلى دور الإجازة في تجديد نشاط وحيوية وطاقة الطالب لمواصلة مشواره التعليمي ليعود بعدها أكثر حماساً واستعداداً للعام التالي، وتوجهت للطلبة بالنصح لزيارة الأماكن السياحية والتاريخية، لكونها تُثري الطالب فكرياً وتنشطه بدنياً، مشددة على أهمية التخطيط الجيد للوقت لقضاء إجازة مجدية.


أهداف


وأوضح محمد عبدالله الرضا رئيس لجنة الحماية من الأذى في جمعية كشافة الإمارات، أن استثمار أوقات الفراغ بصورة فاعلة يشكل أحد أهدافهم التي يسعون لتحقيقها في كشافة الإمارات، من خلال توفير بيئة آمنة لممارسة الأنشطة الكشفية، ولاسيما في موسم الإجازات الذي تزداد فيه الحاجة إلى توفير أنشطة وبرامج تسهم في استثمار وقت الفراغ كن بشكلٍ آمن، متطرقاً إلى البرنامج المتكامل الذي يوفرونه حول الحماية من الأذى، التي قد يتعرض لها الفتية والشباب أثناء مشاركتهم في الأنشطة والفعاليات المختلفة وكيفية التصرف في حال التعرض لأي شكل من أشكال الأذى سواء في البيئة الواقعية أو الافتراضية، فالفتى أو الشاب المنتسب إلى الكشفية يكتسب من خلالها سمات وقدرات تجعله قادراً على إدارة شؤون حياته والتأثير بشكل إيجابي فيمن حوله، من خلال فعاليات وجهود قادتها ومنتسبيها، وتأتي كل تلك الممارسات في إطار البرنامج المتكامل الذي تحققه المفوضيات الكشفية في الدولة في برامجها التي تقدمها للفتية والشباب.


وأضاف أنه في كل مفوضية من مفوضيات الدولة الست (أبوظبي – العين – دبي – الشارقة – الفجيرة – رأس الخيمة) تجد مخيماً صيفياً يقدم فعاليات متنوعة منها الفعاليات التي تسهم في تعزيز الولاء والانتماء وتربي في الأبناء قيمة الوطن وأهمية المحافظة عليه، بالإضافة إلى الفعاليات الرياضية التي تجذب قاعدة عريضة من الشباب وكذلك الفعاليات المرتبطة بالبيئة وكيفية الحفاظ عليها، إلى جانب الأنشطة المرتبطة بالقراءة، مؤكداً أنهم يوفرون في النهاية برنامجاً كشفياً متكاملاً في المفوضيات المختلفة، ما يؤكد أنه على الرغم من تعدد الحركات الشبابية في العالم وتنوع أهدافها وبرامجها إلا أنه ما زالت الحركة الكشفية هي الحركة التربوية المتكاملة التي تتخذ أسلوباً فريداً ومتميزاً لتحقيق فلسفتها ومبادئها.


زيارات


وقالت رشا الشورى، رئيسة قسم الدراسات الإسلامية في مدرسة جيمس متروبول، أشجع الطلبة بشكل مستمر على استثمار وقتهم بشكل سليم، وتخصيص وقت خلال عطلة الصيف لتعلم شيء جديد.  وأضافت الشورى: يمكن للطلاب زيارة أماكن جديدة مع عائلاتهم، مثل متحف المستقبل ذلك الصرح المعرفي والحضاري وأكبر منصة علمية وفكرية لاستشراف المستقبل والمساهمة في وضع حلول مبتكرة بأدوات جديدة للتحديات الراهنة والمستقبلية. وكذلك يمكن للطلاب زيارة المجمعات الترفيهية التي تحتضنها دبي والتي تعد الأكبر على مستوى العالم حيث تشكل فرصة رائعة لمشاهدة مجموعة من الأبطال الخارقين والاستمتاع بمشاهدة مغامراتهم المذهلة.


رؤية


ولفتت مريم البلوشي، طالبة في الصف الثاني عشر، إلى الأنشطة الرياضة وممارسة الهوايات في طليعة خطط الطلبة في الإجازات.


وقالت: «إن الإصرار والرؤية التي تستشرف المستقبل هما المدد الحقيقي لكل مجتهد في سعيه نحو التميز والنجاح»، قرأت هذه الكلمات على جدار جناح رؤيتي خلال المعرض العالمي إكسبو 2020 الذي احتضنته دبي، كانت تلك الحكمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تحفزني نحو العزيمة والإصرار في التقدم لتحقيق أحلامي.


استكشاف


وقال خليفة الزعابي، طالب في الصف السابع: تعتبر إجازة الصيف من أكثر الاجازات المحببة لدي فهي فرصة رائعة للخروج واكتشاف أمور جديدة، وأحرص فيها على قضاء وقت أكثر مع الأهل والأصدقاء. ولفت خليفة، إلى أن العطلة هي فرصة لي للابتعاد عن روتين الدراسة اليومي بالإضافة إلى الابتعاد عن الألعاب الإلكترونية وقضاء أوقات طويلة في تصفح الهاتف والآيباد في وقت الفراغ كما هو المعتاد خلال العام الدراسي، فمثلاً أنجذب نحو معرفة أساسيات التنمية المستدامة والحفاظ على الماء والطاقة، لذلك أبحث دائما على الأماكن الجديدة التي تمكنني من إثراء معرفتي وتنشيط شغفي في هذا الصدد، وأذكر زياراتي خلال فترة معرض إكسبو وما تعلمته منه كمخرجات عن أهمية الاعتناء بكوكبنا والحفاظ على موارده. أما حصة المهيري الطالبة في الصف الحادي عشر، فتعتبر إجازة الصيف فرصة رائعة لقضاء الوقت مع أهلها وزيارة أفراد عائلتها، والقيام بعدد من الأنشطة الترفيهية، معتبرة الإجازة محطة يجد الطالب نفسه فيها بعيداً عن الالتزام بالروتين، ومحطة لمراجعة ما أنجزه خلال العام الدراسي.


خطة


أفاد الدكتور عيسى البستكي رئيس مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي بأن النادي وضع خطة وبرنامج يومي مرن للعطلة الصيفية الحالية، تبدأ من الحادية عشرة صباحاً إلى الثامنة مساء شاملة برامج تغطي الجوانب العلمية والتدريبية من خلال الورش التدريبية التي يجري تنفيذها على مدار اليوم وذلك لإتاحة مساحة أرحب للمشاركة في الورش التي تتناسب مع ميولهم، علاوة على توفير الإمكانات لمساعدتهم على إنجاز الخطة وتحقيق الأهداف المرجوة، مضيفا أن النادي يقدم أيضا برامج العلوم والتكنولوجيا بصورة مبسطة على مدار العام وفترات الإجازات الصيفية، حيث يرفع النادي شعار «لا وقت للفراغ».

Email