التعليم.. نهضة شاملة ونموذج فريد لإعداد نواة علماء المستقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

حظي التعليم في الدولة برعاية خاصة من المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، ومنذ أن تولى مقاليد الحكم في نوفمبر 2004، ومسيرة التعليم تشهد تحولات نوعية وطفرات استثنائية في جميع عناصر منظومتها ومكوناتها، بدءاً من الهيئات التدريسية والإدارية، ومروراً بالأنظمة واللوائح والتشريعات والأبنية التعليمية، وحتى المناهج ووسائل التدريس الحديثة، التي وجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، بتحديثها، لتكون الإمارات من أوائل دول العالم في أنظمة التعليم الذكية، وهي النموذج الفريد والبيئة المميزة لأجيال من الموهوبين والمبدعين ونواة حقيقية لعلماء المستقبل.

ومثل العام 2004 بداية نهضة التعليم الشاملة، ودخوله عصراً جديداً امتداداً لما كان قد أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ولإيمان الشيخ خليفة بن زايد «طيب الله ثراه» بالدور الكبير الذي يقوم به جميع العاملين في قطاع التعليم العام (قبل الجامعي)، في إعداد وتأهيل الأجيال، وباهتمام خاص منه ورعاية كريمة من جانبه للمعلمين والإداريين، وجه في العام الدراسي (2011 /‏‏‏ 2012) بمنح جميع العاملين في قطاع التعليم علاوة مالية بنسبة 100%، وكانت هذه المكرمة السخية منه «طيب الله ثراه»، هي أكبر زيادة في الرواتب في تاريخ وزارة التربية والتعليم، كما كانت نقطة تحول بالغة الأهمية، حيث أسهمت المكرمة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وحتى النفسي للمعلمين والإداريين، فضلاً عن كونها نقطة انطلاق طاقة متجددة في نفوس أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية والفنية المساعدة، وكان هذا هو المطلوب، وهو ما أسعد المعلمين والإداريين، الذين زادت مسؤوليتهم تجاه رسالتهم والأمانة التي يحملوها تجاه أجيال المستقبل.

ومنذ العام 2004 الذي تقلد فيه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الدولة والتعليم الإماراتي يضرب مثالاً رائعاً في الاستجابة السريعة لمقتضيات العصر ومتطلبات المستقبل، حيث ارتكزت جميع مكونات التعليم وعناصره وتمحورت حول هدف واحد وهو إعداد أجيال على درجة عالية من العلم والمعرفة والخُلق، أجيال لديها جميع القدرات التي تمكنها من المحافظة على إنجازات الدولة ومكتسباتها والوصول إلى جميع استحقاقاتها، وفي ضوء ذلك انتقلت الفصول التقليدية ونظام التعليم المألوف إلى التعليم الذكي والأجهزة اللوحية، وأخذت عقول الطلبة تمضي إلى ما وجه به المغفور له الشيخ خليفة، إلى رفع راية الإمارات في جميع المحافل، مع ضمان وصول أبناء الدولة إلى جميع التخصصات الدراسية والتمكن منها، وعليه تحولت بوصلة التعليم في اتجاه إعداد رواد للفضاء وعلماء في الطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات والهندسة والتخصصات الدقيقة، التي على أساسها تم تطوير المناهج وأنظمة التعليم ووسائل وطرائق التدريس، وأصبح التعليم أكثر تفاعلاً، وخرج الطالب من الكادر النمطي، إلى كادر الطالب المبدع، وذلك ضمن دعم مالي ومعنوي كبير للطالب وكل من يحيط به في المجتمع المدرسي، وكذلك البيئة التعليمية التي تم تسخيرها لتكون حاضنة للإبداع والموهوبين.

انعكست مظاهر التجديد والتحديث والتطوير التي شهدها التعليم في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» في تصدر قطاع التعليم أولويات الحكومة الاتحادية، من حيث إعداد الكفاءات الوطنية من قياديين ومهنيين قادرين على خدمة الوطن، من خلال إسهاماتهم في التنمية الشاملة، ولتحقيق هذا التوجّه على أرض الواقع رصدت الدولة 20% من إجمالي الميزانية الاتحادية خلال عام 2012 (8 مليارات و200 مليون درهم)، لاستكمال تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم، كما تمّت زيادة ميزانية الجامعات والكليات الوطنية بنسبة 28% لتصل إلى 3 مليارات درهم لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب والطالبات في الكليات والجامعات الحكومية، واستحوذت وزارة التربية والتعليم على 11.2% من الميزانية العامة، بما يعادل 4 مليارات و700 مليون درهم تقريباً، لاستكمال تنفيذ خطة الوزارة في تطوير البيئة المدرسية، وتحديث تقنية المعلومات، وتنفيذ مشاريع المباني المدرسية، كما تمّ تقدير ميزانية التعليم العالي والجامعي بمبلغ 3 مليارات و500 مليون درهم بنسبة 8.4% من الميزانية العامة للاتحاد لاستكمال تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وابتعاث الطلبة المواطنين للحصول على الشهادات الجامعية والدراسات العُليا، وتعزيز سياسة التوطين في الوظائف التدريسية والإدارية بالجامعات، واستكمال إنشاء المباني والمرافق في الجامعات الحكومية.

كما ركزت الحكومة الاتحادية على تطوير التعليم، وجعل الطالب محور العملية التعليمية بما ينسجم مع التقدّم الذي وصلت إليه الدولة، والإنجازات المتواصلة التي تشهدها الإمارات في شتّى المجالات، وفقا لرؤية تتمثل في إيجاد منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية العالمية، وتعِدّ الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع.

وحقق المغفور له الشيخ خليفة حزمة من الإنجازات التي بدورها تحقق جودة التعليم، منها تخصيص ما يقرب من 20 % من حجم الإنفاق الرئيسي للحكومة لتطوير نظام التعليم، وتوفير تعليم مجاني لمواطني دولة الإمارات في المدارس العامة حتى مرحلة التعليم العالي، والعمل بنظام تعليم المدارس العامة والخاصة، والذي يقدم أكثر من 16 منهجاً دراسياً لخدمة أبناء الجنسيات المختلفة التي تقيم في الدولة، ووجود مجموعة كبيرة من أفضل الجامعات المعتمدة العامة والخاصة.

وكان المغفور له الشيخ خليفة حريصاً على وجود منشآت خاصة لتعليم الكبار، والتعليم المستمر، وبذلك تحقق خفض نسبة الأمية في دولة الإمارات إلى أقل من 1%، إلى جانب توجيهه بتوقيع حزمة اتفاقات عالمية من شأنها اتباع أفضل الممارسات في مجال برامج التعليم الذكي، ولضمان حقوق الأشخاص ذوي الهمم، فضلاً عن اعتماد دليل المنظومة الوطنية للمؤهلات 2012 لجميع مسارات التعليم، إلى جانب تطوير مؤهلات مهنية وطنية في مجالات اقتصادية مختلفة وحسب احتياجات سوق العمل.

استراتيجية التعليم 2010 ــ 2020

وتنفيذاً لتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، بالاهتمام بالتعليم، تم إطلاق استراتيجية التعليم 2010 ــ 2020، التي تضمّنت 50 مبادرة، عبر خطة طويلة المدى تستمر على مدى 10 سنوات، لتتوافق مع رحلة الطالب التعليمية كاملة إلى حين تخرّجه في الصف الثاني عشر، ولتوفير الوقت الكافي لتحقيق النتائج المرجوة، وتتّخذ الاستراتيجية من الطالب محوراً لها، وتتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، وتتميز بالوصول بمستوى الأداء إلى أعلى درجات التميز والجودة.

وقد حدّدت الاستراتيجية 10 أهداف أساسية لتحقيق هذه الاحتياجات من خلال تطوير المناهج الدراسية التي تسهم في إعداد الطالب للالتحاق بمؤسسات وجامعات التعليم العالي، وتحسين مستوى أداء الهيئات التعليمية لضمان تلقّي الطالب تعليماً عالي الجودة، والحدّ من تسرب الطلبة من المدارس، وتهيئة بيئة تعليمية ملائمة، وتوفير كل احتياجات المدارس، إضافة إلى توحيد أنظمة التقييم لتحقيق مستوى عالٍ من تكافؤ الفرص على مستوى الدولة. ومن الأهداف التي نصّت عليها الاستراتيجية، توفير فرص التعليم لدمج الطلبة المعاقين، وتزويد المدارس بالمتطلبات الأساسية التي يحتاجونها، وتحقيق جودة عالية للتعليم الحكومي والخاص لفئات الطلبة جميعها، وتفعيل المشاركة المباشرة لأولياء الأمور في العملية التربوية التعليمية.

وفي عام 2018 أطلقت الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم، بتوجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، نظام الترخيص المهني للعاملين في القطاع التربوي، إيماناً منه بأهمية العنصر البشري ولرفع مستوى المعلمين ومسايرة المقاييس العالمية، وأصبحت مطلباً لمزاولة مهنة المعلم لكافة معلمي المواد الدراسية ومتخصصي التعليم في الدولة.

المركز الأول عالمياً

ووفقاً للرصد الذي أجراه المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فقد عززت الإمارات، في عام 2021، من جهودها لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد) على الصعيد المحلي، إضافة إلى مبادراتها الرائدة لتعزيز جهود العديد من الدول في تحقيق هذا الهدف.

المركز الأول

حققت دولة الإمارات في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، المركز الأول عالمياً في ثلاثة من المؤشرات المرتبطة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة (التعليم الجيد)، فوفقاً لتقارير كبرى المرجعيات والمؤسسات الدولية المتخصصة في مجال التنافسية، واصلت الدولة صدارتها لتلك المؤشرات التي حققتها أيضاً في العام 2020.

Email