6 مقترحات تطويرية لنظام التعليم الدامج في المدارس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قدم متخصصون وخبراء تربويون 6 مقترحات لتطوير نظام التعليم الدامج في المدارس الحكومية والخاصة وضمان جودة الخدمات المقدمة لسد الفجوة بين النظرية والتطبيق في مجال الدمج، أهمها توفير كوادر مؤهلة تتضمن «معلم مساعد، ومساعد إرشاد نفسي واجتماعي، وتشكيل فرق متخصصة لضمان التطبيق الصحيح لسياسة الدمج، مع تقديم الدعم للمحتاجين، ومراعاة الفروق الفردية بين الطلبة»، مشددين على محور التخطيط المستمر والتدريب ومتابعة ورفع مستوى التفاعل.

وأكدت هيئة الشارقة للتعليم الخاص أن عدد الطلبة المدمجين في المدارس الخاصة بالشارقة بلغ 489 طالباً، وأن أبرز الإعاقات المدمجة هي الجسمية والصحية من إعاقات بصرية وسمعية واضطرابات في التواصل أو اضطرابات سلوكية، إضافة إلى حالات التوحد والإعاقات الذهنية والموهبة الكبيرة أو التفوق الخارق.

وبالنسبة لآليات دمج الطلبة من أصحاب الهمم في المدارس الخاصة، أوضحت الهيئة أن هناك حالات معينة يتم إلحاق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الصفوف العادية طوال السنة الدراسية، كما أن الدمج الأكاديمي للطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين يهدف إلى إتاحة الفرصة لهم للتعامل مع بعضهم البعض وتقبل اختلافاتهم وفروقاتهم، ولنجاح عملية الدمج يجب على إدارة المدرسة توفير معلم مختص مع معلم الصف العادي من أجل التأطير والمراقبة حتى يتمكن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصّة من التأقلم مع أقرانهم من الأطفال العاديين في صف واحد طوال اليوم الدراسي.

ولفت إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه التعليم الدامج سد الفجوة الرقمية والصعوبات الفنية في التعلم عن بعد، إضافة إلى تنظيم الوقت للتعلم عبر الإنترنت وتنفيذ المشاريع والعمل الجماعي.

مستجدات
من جانبه أكد الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع في جامعة الشارقة، أن مستجدات جائحة كورنا فرضت تحديات جديدة، أبرزها اقتناع القائمين على العملية التعليمية بتكافؤ الفرص التعليمية لذوي الإعاقة وتوفيرها على حد سواء مع غيرهم، بالإضافة إلى ضرورة تنويع الاستراتيجيات التدريسية وتحقيق مرونة المنهج ليتماشى مع كافة فئات أصحاب الهمم ومراعاة الفروق الفردية، بالإضافة إلى توفير التقنية المساندة لدعم الطلبة أكاديمياً، منوهاً بمعضلة قصور مهارات الإرشاد النفسي والاجتماعي لهؤلاء الطلبة، ما يعزز شعورهم بالفشل أو التعثر الأكاديمي.

قدرات
ولفت إلى أن عملية نجاح الدمج في المؤسسات التعليمية تتوقف على عدة عوامل، أبرزها التهيئة النفسية من الأسرة وطبيعة التنشئة الاجتماعية، حيث إن أصحاب الهمم الذين أتيحت لهم الفرص وتم تشجيعهم على المشاركة المجتمعية وفق نظام تربوي سليم وآمن تمكنوا من الانخراط في البيئات التعليمية، كما تتوقف على مدى قدرة النظام التعليمي وبيئة المدرسة على استيعاب وتهيئة الطلبة، حيث إنه كلما كانت البيئة التعليمية مشجعة وخالية من الإهمال والتنمر كان ذلك معززاً للاندماج في البيئة التعليمية، إضافة إلى العوامل الشخصية وطبيعة الإعاقة والقدرات المعرفية لدى الطلبة أصحاب الهمم، حيث تختلف سرعة الاندماج في المجتمع المدرسي وفقاً لدرجة شدة هذه العوامل زيادة ونقصاناً.

وكشفت وزارة التربية والتعليم خلال مشاركتها في مؤتمر عن التعليم الدامج الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عن خطوات مهمة لتطوير التعليم الدامج وسعيها لتصميم وتكييف المناهج والتعاون مع الخبرات العالمية ووضع خطط للتأهيل الأكاديمي، لافتة إلى وجود تحديات وخطط لتجاوزها، إضافة إلى حرصها على توفير كوادر من المعلمين المؤهلين للكشف عن الإصابات المبكرة.

دور
أما الدكتورة رابعة السميطي مدير عام مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، فتحدثت في ذات المؤتمر عن وجود تحديات حقيقية، وأن الفكرة لا تقتصر على دخول الطالب من أصحاب الهمم إلى المدرسة، بل حول كيفية تحصله على المعرفة بالشكل الذي يوائم قدراته، وقالت إنهم عملوا على اتباع آلية تسجيل وقبول للطلبة من خلال التشخيص المبكر، وإن التقييم التشخيصي أمر أساسي.

وتطرقت إلى معلم الظل الذي قالت إنه يمثل أحد التحديات، وإلى دور المعلم والمدرسة كبيئة محفزة ومرحبة، مؤكدة أن وجود طلبة من أصحاب الهمم هو مصدر قوة للمدرسة.

من جهتها أكدت دعاء محمود درديري مشرف وحدة الدمج بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أنه منذ العام 1995 بدأت المدينة بدمج الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية، وحتى اليوم تم دمج 568 طالباً وطالبة، مشيرة إلى أن أبرز الإعاقات المدمجة هي السمعية والبصرية والجسدية، كما أن آليات دمج الطلبة من ذوي الإعاقة في المدارس ما قبل الالتحاق بالمدرسة تتم عبر برامج الاستعداد المدرسي، منها جلسات الاستعداد المدرسي وجلسات لدعم الأسر وتقديم الاستشارات المتخصصة لهم وأنشطة الدمج العكسي وأنشطة الدمج الجزئي.

ولفتت إلى أن برامج الالتحاق بالمدرسة تشمل متابعة المدمجين بهدف توفير بيئة تعليمية خالية من التنمر وجميع أشكال التمييز وسهولة في الوصول والمشاركة في تعليم عالي الجودة بشكل كامل جنباً إلى جنب مع أقرانهم من نفس الفئة العمرية وتحقيق إنجازات أكاديمية واجتماعية مع الترتيبات التيسيرية المعقولة.

وأوضحت درديري أن البيئة التعليمية الداعمة تعمل على دعم استقلالية الأشخاص من ذوي الإعاقة، ويتم التركيز فيها على نقاط القوة والتميز لديهم وإيجاد الحلول للتحديات التي تواجههم واستخدام أساليب واستراتيجيات تستجيب لاحتياجات الطلبة الاجتماعية والانفعالية والنمائية والأكاديمية والنفسية، وأن تكون البيئة العمرانية توافق تصاميم المدارس مع متطلبات الوصول الشامل ومساحة الفصول تكون ملائمة لحركة وتنقل الطلاب وتوافر متطلبات الأمن والسلامة، وإعداد وتطبيق خطة لضمان تمكين جميع الطلبة من الوصول إلى جميع المرافق التعليمية والموارد التعليمية الأخرى بما يكفل تلبية احتياجات جميع الطلبة.

وكانت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي أعلنت في يناير الماضي أن عدد الطلبة أصحاب الهمم الدارسين في المدارس الحكومية بلغ 10824 طالباً وطالبة، موزعين على 16 نوعاً من الإعاقات، أبرزها صعوبات التعلّم بواقع 4352 طالباً وطالبة، وأقلها الإعاقة السمعية والبصرية بواقع سبعة طلبة، ويبلغ عدد العاملين في التربية الخاصة 1645، مشيرة إلى أن 83% من المدارس الحكومية على مستوى الدولة «دامجة».

إيجابية
بدورها، أكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن 70% من التعليم الدامج يقابله تعليم نوعي، فهناك مدارس دامجة لها آثار إيجابية على الطلبة أصحاب الهمم وأقرانهم وتعزيز مهاراتهم، فيما قدم إطار سياسة التعليم الدامج في دبي إرشادات وتوجيهات واضحة لجميع الأطراف المعنية لدعم الطلبة أصحاب الهمم في دبي.

معايير
يجسد إطار سياسة التعليم الدامج التزام إمارة دبي بإزالة جميع العوائق والعقبات وضمان تقديم خدمات تعليم دامج عالية الجودة لجميع طلبتنا، لا سيما أصحاب الهمم بناءً على معايير واضحة ومفاهيم مشتركة قائمة على التنوع والإنصاف والاحترام المتبادل وبالشراكة بين جميع الأطراف المعنية تحقيقاً لأهداف السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، واستراتيجية دبي لأصحاب الهمم 2020 «مجتمعي.. مكان للجميع».

Email