الخط الرديء.. مشكلة تؤرق طلبة المنهاج الأجنبي

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني الكثيرون من طلبة المنهاج الأجنبي، خصوصاً البريطاني والأمريكي، من سوء الخط العربي، وذلك للاعتماد بشكل كبير على الأجهزة اللوحية، وضعف الاهتمام بتنمية هذه المهارة، وبالتحديد المرحلة الأساسية، مما دعا أولياء أمور وتربويين إلى المطالبة بالعودة إلى كراسة الخط العربي أسوة بمقررات وزارة التربية والتعليم، وعدم الاكتفاء بتدوين ملاحظة المعلمين في كراسة الواجب المنزلي بتحسين الخط، وعلاج الظاهرة بشكل تربوي.

تكنولوجيا

وقال شريف محمد البلوشي، مدير مدرسة الخزنة للتعليم الأساسي والثانوي، إن التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً وأساسياً في تطوير المجتمعات، ولها الكثير من الحسنات خاصة في مجال التعليم، حيث إنها كانت الملاذ والمنقذ في جائحة كورونا، ولا شك أنها سهلت التعليم عن بعد، وجعلت مسيرة التعليم في استمرار دون توقف، ولكن بسبب سوء استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل، والجلوس لفترات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية أدى إلى قتل الرغبة في المطالعة وتقليب الصفحات، وأدى ذلك إلى سوء الخط بسبب الاعتماد بشكل كبير على لوحة المفاتيح الإلكترونية، ومشيراً إلى أهمية علاج هذه الظاهرة حتى تظل للقراءة مكانتها، والتي تُساعد على نُضِج الطالب، وتترجم إلى كلمات.

ولفت إلى تحسين الخط في المنزل من خلال كراسة الخط العربي وهذه مسؤولية الأسرة والمعلم مع نسخ بعض آيات القرآن الكريم والحديث الشريف والأشعار والحكم ووضع الحركات لتعلمه الدقة والتركيز، ثم تعليق الكتابات الجميلة في غرفته وفي الصف الدراسي، مع تنظيم مسابقات في المدرسة.

اهتمام

ورأى يونس الحوسني باحث في القطاع التربوي بأن الصورة المرئية للقراءة خصوصاً في العديد من المنهاج الأجنبية ضعيفة، حيث لا تولي اهتماماً كبيراً بأهمية الخط العربي مما ينتج عنه سوء ترجمة ما يحصل عليه الطالب من معرفة، والتي لا بد وأن تدون بشكل صحيح على الورق، ومشيراً إلى أنه بالرغم من معرفة طلبة لمخارج الحروف وتطبيقها بصورة صحية إلا أنها لا تترجم بالشكل الصحيح بسبب سوء الخط، حيث يدفعه إلى نسيان النقاط أحياناً والخلط بين الحروف المتشابهة.

وأضاف: مشكلة رداءة الخط أصبحت ظاهرة مؤرقة ولا بد من حلول ووضع الخطط الناجحة لتنمية هذه الملكة، والخط ليس فقط في ترجمة القراءة والمعرفة بالشكل الدقيق، بل إنه ينمي الذوق العام ويرتقي به، ويدخل في تخصصات التصميم والفنون الجميلة.

توصيات

وأضاف: لا بد من ربط الخط العربي بدروس الفنون البصرية واستخدام القلم بشكل موسع، وعدم الاعتماد بشكل رئيس على لوحة مفاتيح الأجهزة اللوحية، وإلزام الطلبة بتدوين الملاحظات والتقارير بالقلم وليس تدوينها بواسطة الأجهزة الذكية، وهذه التوصيات تدفع المعلمين أنفسهم إلى تحسين مهارات الخط لديهم حتى يستطيعوا ترغيب الطلبة في تنمية مهاراتهم أيضاً، ومشيراً إلى تنمية الخط لدى الطالب من خلال الصحافة المدرسية، حيث يدون نشرته بخط يده ويقرؤها بالشكل الصحيح مع الحرص على تنظيم زيارات دورية إلى معارض الخط العربي وتشجيع الطلبة على تقليد وإتقان الخطوط المعروضة.

شكاوى

في السياق أكد أولياء أمور سارة عبد اللطيف وسمير السنكري ومحمد خاطر، أن سوء الخط لدى أبنائهم ونظرائهم أصبحت مشكلة مؤرقة، وأن ثمة شكاوى متكررة من أولياء الأمور على «الجروبات» بخصوص رداءة الخط لدى أبنائهم، ومطالبات المعلمين المتكررة بضرورة تحسين ذويهم للخط حتى يتمكنوا من قراءة الواجبات المدرسية للطالب بالشكل الصحيح.

وأضافوا: يتحتم على مدارس خاصة بذل جهد في تنمية مهارات الخط لدى أبنائهم، خصوصاً في المرحلة الأساسية.

حصة

أوضح يونس الحوسني أن مهارة الخط لدى طلابنا، خصوصاً المنهاج الأجنبي، تحتاج إلى تخصيص حصة من حصص اللغة العربية أسبوعياً لتعليم الخط، مع وضع درجات خاصة من المجموع الكلي لدرجة اللغة العربية وإعادة إدراج كراسة الخط في المنهاج الدراسي، ومضيفاً بأهمية متابعة ولي الأمر لأبنائه وتنمية المهارة لديهم من خلال تدريبهم على الكتابة، وإفساح الطريق أمامهم لتخيل قصص وترجمتها في كراسة تخصص لتنمية مهارات الخط العربي، مع تنظيم مسابقات في المدرسة وتكريم أصحاب الخطوط الجيدة.

Email